Close ad

الضفة الغربية بعد غزة.. خلافات متصاعدة داخل إسرائيل ونتنياهو يرفع شعار "حرب طويلة الأمد"

9-9-2024 | 17:59
الضفة الغربية بعد غزة  خلافات متصاعدة داخل إسرائيل ونتنياهو يرفع شعار حرب طويلة الأمدالضفة الغربية بعد غزة .. خلافات متصاعدة داخل إسرائيل ونتنياهو يرفع شعار "حرب طويلة الأمد"

 

موضوعات مقترحة

هل ينجح رئيس الوزراء الإسرائيلي في الانقلاب على اتفاق أوسلو؟

 

أشرف أصلان:

الضفة الغربية بعد غزة.. نفس السيناريو يتكرر ومخطط التدمير يتحقق في مؤشر على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجح حتى الآن في فرض إرادة التصعيد وتحدي كل جهود التهدئة وصولا إلى إحراج أقرب حلفائه في الولايات المتحدة لتبدو الهدنة أملا بعيد المنال، كما يتأكد أن الوضع الراهن مع مشاهد الدمار له ما بعده.

وبينما تتحدث التقارير الإسرائيلية عن أن نتنياهو رغم حالة التشتت والخلافات داخل إسرائيل ما زال قويا ويواصل السير بقوة نحو ما يعتبره تصحيحا لمسار اتفاقيات أوسلو التي سمحت للفلسطينيين بالتواجد في كيانات معترف بها في الضفة الغربية وقطاع غزة.. نتنياهو إذن كما تقول صحيفة هاآرتس  الإسرائيلية يسعى لإعادة الملف إلى ما قبل نقطة الصفر.
وتحذر المؤسسة الأمنية وقيادة الجيش في إسرائيل، حكومة بنيامين نتنياهو من انفجار الوضع بالضفة الغربية والقدس، متهمة رئيس الوزراء ووزراءه بالمراوغة وعدم اتخاذ قرارات لمنع التصعيد بالضفة.
كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن ضباط إسرائيليين تأكيدهم أن الوضع بالضفة الغربية لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه، فى إشارة إلى التصعيد الإسرائيلي المتواصل، مؤكدين أن الضفة "على حافة انفجار كبير"، كما أكدوا أن عددا كبيرا من ضباط الجيش يفكرون بالاستقالة بسبب سياسات الحكومة بالتعامل مع الضفة الغربية.
ويشدد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد على أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يجب أن ترفع "راية حمراء" حيال ما يحدث في الضفة الغربية، بإشارة إلى تحذيراتها من تدهور الوضع.

ولفت إلى أن تجاهل الحكومة مرة أخرى تحذيرات المؤسسة الأمنية يعني تحملها مسؤولية أي "كارثة قد تحدث"، وفق وصفه.

حرب طويلة
وتستعد إسرائيل لمعركة مكثفة وطويلة على عدة جبهات، في ضوء المعلومات والتقديرات المتزايدة حول فشل التوصل إلى اتفاق لوقف النار في قطاع غزة، ويشمل المخطط الإسرائيلي تغيير خطط القتال في غزة، ومواصلة العمليات في الضفة الغربية، وحرباً محتملة على جبهة لبنان قد تتحول إلى نزاع إقليمي.
وتؤكد صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية هذا الواقع، قائلة إن إسرائيل تستعد فعلياً لسيناريو عدم التوصل إلى صفقة لفترة طويلة، ومن ثم ستتغير طريقة المعارك في قطاع غزة بهدف زيادة الضغط العسكري على حماس، في حين سيواصل سلاح الجو تدمير القاذفات بشكل منهجي في لبنان، استعداداً لمعركة كبيرة، وسيعمل في كل مناطق الضفة الغربية.
في هذه الأثناء، أرجأت الولايات المتحدة تقديم خطة جديدة لوقف النار لعدة أيام، بسبب عدم التفاؤل بفرص نجاحها في الوقت الحالي، وفق ما قالت هيئة البث الرسمية. وجاء في تقرير بثته شبكة "كان" أن الإدارة الأميركية متشائمة إزاء رغبة «حماس» في التوصل إلى اتفاق، وإمكانية المضي قدماً في المفاوضات معها.
وذكر روني بين يشاي، كبير المراسلين العسكريين والمحللين الاستراتيجيين في صحيفة يديعوت أحرونوت، وهو مقرب من قيادة الجيش، أن اقتراح التسوية الأمريكي بشأن صفقة وقف الحرب متوقف حالياً.
وقال "بين يشاي" إن المؤسسة السياسية والأمنية في إسرائيل توصلت فعلاً إلى استنتاج مشترك تجمع عليه جميع الأطراف المعنية بأن فرص تحقيق انفراجة في صفقة تؤدي إلى وقف طويل لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع، ضئيلة، إن لم تكن بالأساس معدومة.
ووفق الصحيفة، فإن إسرائيل لا تعلق كثيراً من الأمل على اقتراح الوساطة الأمريكية، وتقدر أنها تهدف فقط إلى الحفاظ على زخم المفاوضات لمنع إيران وحلفائها من زيادة تحركاتهم في المنطقة، وعلى خلفية ذلك، تستعد إسرائيل لمعركة مكثفة وطويلة على جميع الجبهات، بما في ذلك في الشمال وفي الضفة، والصعوبة الرئيسة التي سيتعين على الجيش الإسرائيلي مواجهتها في حالة مثل هذه الحملة هي الحاجة إلى زيادة قواته البشرية إلى أقصى حد، بما في ذلك الاحتياطي.

تفريغ غزة من سكانها
ووفق الخطة الإسرائيلية، سينتقل الجيش في غزة إلى المرحلة الرابعة؛ حيث ستعمل إسرائيل بشكل أساسي فوق الأرض بناءً على معلومات استخباراتية، وستمنع عودة السكان والمسلحين إلى شمال غزة من خلال وجودهم العملي والهجومي في محور نتساريم، بما يضمن أيضاً تجنيب الجيش البقاء داخل مواقع دائمة تجعله هدفاً ثابتاً لهجمات حماس.
ويرى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حماس تنهار فعلياً، لكنها لا تزال قادرة على شن حرب عصابات لذلك سيقوم الجيش بعمليات متنقلة بشكل رئيس فوق الأرض وفي الأماكن التي يقدر الجيش بأنه لا يوجد فيها أسرى إسرائيليون تحت الأرض، وسيعمل على ألا يسمح للمسلحين الفلسطينيين بالخروج إلى السطح من أجل الضغط عليهم.
وضمن الخطة، تناقش الأجهزة الأمنية ملف "اليوم التالي" خاصة فيما يتعلق بتوزيع المساعدات الإنسانية، وثمة اقتراح بأن يقوم الجيش الإسرائيلي بهذه المهمة، وبالفعل، بدأ الجيش بدراسة الطرق التي يمكن من خلالها السيطرة على عملية التوزيع بالتعاون مع الولايات المتحدة، بحيث لا تتحول هذه المساعدات كما يقولون إلى شريان حياة لقيادات وعناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وهناك خطة أخرى تبحثها الأجهزة الأمنية لنقل سكان شمال غزة إلى ملاجئ آمنة وسط القطاع، وعندما يصبح الشمال خالياً من السكان سيعمل جيش الاحتلال بعدوانية شرسة ضد من يعتقد أنهم خمسة آلاف مسلح.
يأتي ذلك بينما يبدو الجيش الإسرائيلي منخرطا بالفعل في مرحلة تحضيرية لحملة جوية وبرية واسعة النطاق في جنوب لبنان، حيث حزب الله لا يزال يمتلك القدرة على إطلاق الصواريخ.

اقرأ أيضًا: