Close ad

وقف قريب أم توسيع للحرب في المنطقة؟!

14-8-2024 | 19:14
وقف قريب أم توسيع للحرب في المنطقة؟وقف قريب أم توسيع للحرب في المنطقة؟! بايدن يتوقع عدم القيام بضربة لتل أبيب في مقابل اتفاق على وقف إط

 

موضوعات مقترحة

بايدن يتوقع عدم القيام بضربة لتل أبيب في مقابل اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة

كتب – ياسين غلاب: تستمر معاناة أهالي قطاع غزة والضفة الغربية من مختلف صنوف الوحشية التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي وكأن عملية السابع من أكتوبر جاءت لبنيامين نتنياهو وكل قادته على طبق من ذهب؛ فرصة استثنائية لا تتكرر كثيرًا لكي يجهز على ما تبقى من الفلسطينيين ويضم أرضهم على أمل تصفية القضية الفلسطينية للأبد أو هكذا يأملون. وفي السياق تتناثر الأخبار حول احتمال عدم قيام إيران بضربة لتل أبيب في مقابل وقف لإطلاق النار في غزة؛ فهل تلك الأنباء تؤشر إلى قرب وقف إطلاق النار أم أن حسابات الميدان مختلفة عن حسابات البيدر.

في القطاع، والضفة، لا تزال فصائل المقاومة الفلسطينية تقاوم الاحتلال الإسرائيلي في القطاع والضفة وتلحق بجنود الاحتلال خسائر فادحة حيث أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية ارتفاع عدد الجنود المصابين في صفوف جيش الاحتلال منذ بدء الحرب إلى 10 آلاف و56 جنديًا؛ بخلاف القتلى وبخلاف ما يقال أنه أمراض نفسية أصابت جنود الاحتلال من أهوال الحرب في غزة.

وفي المقابل لم يكف نزيف المدنيين في قطاع غزة حيث استشهد 20 فلسطينيا على الأقل وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال لمناطق عدة في القطاع ليصل العدد الإجمالي إلى استشهاد 39929 فلسطينيًا وإصابة 92240 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وفي مسلسل معتاد تهرب إسرائيل وبنيامين نتنياهو بحجج مختلفة إلى الأمام؛ منها أن الحرب وسيلة لبقائه في الحكم خوفًا من الملاحقات القضائية، ومنها أن المتطرفين في حكومته لن يسمحوا له بذلك، ومنها أنه يعرض أمن إسرائيل للخطر؛ ومنها أن هناك خلافات بين الأجهزة الأمنية، وأن هذه الأجهزة أخفت اغتيال هنية وفؤاد شكر..إلخ..مسرحية هزلية بدعم أمريكي غير محدود حتى تعيد إسرائيل تغيير وهندسة المنطقة من جديد في سيناريو أشبه بسيناريو 1967 ويصبح مع هذا السيناريو ما حدث في غزة أمرا صغيرا تنساه الشعوب وتتجاوزه الحكومات بحجة الدخول في صراع أوسع مع إيران وأذرعها في المنطقة والنتيجة النهائية أو ربما الأقرب للحدوث ابتلاع إسرائيل لغزة والضفة الغربية وربما جنوب لبنان.

يحاول بنيامين نتنياهو إذكاء الحرب والتطرف معًا حتى يعيد للعالم إيقاع جديد وضعه هو بمكره ودهائه كما يصفه بعض المحللين، فالآن لا نسمع إلا مقاومة إسلامية، وبدأت جحافل الإسلام السياسي تظهر للعلن في عدد من الدول العربية سواء أكان سنيا أم شيعيا.

الآن يترقب العالم منذ اغتيال هنية 31 يوليو الماضي في قلب طهران الرد الإيراني المنتظر، ورغم أن انتظار الرد في إسرائيل حولها إلى شلل اقتصادي وفي حالة تأهب قصوي في إطار من الحرب النفسية، إلا أن رويترز تنقل عن 3 مسئولين إيرانيين أن السبيل الوحيد الذي يمكن أن يرجئ رد إيران المباشر هو التوصل في المحادثات المأمولة هذا الأسبوع لتوقف إطلاق النار في قطاع غزة، هذا التوقف الذي عقدت فيه جلسات لمجلس الأمن وصدر قرار منه بالوقف الفوري ولم تحترمه إسرائيل ولم تعيره أية اعتبار اعتمادًا على الدعم الأمريكي، ولا تزال واشنطن تستخدم الحجج الإسرائيلية المتكررة والمتزايدة لمزيد من الدعم وآخره اتفاقية بـ 25 مليار دولار للأسلحة والذخائر؛ إضافة إلى التواجد العسكري غير المسبوق منذ حرب الخليج الأولى والثانية، ومعها قوات بريطانية وفرنسية وألمانية.

إلى ذلك يؤكد الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأمر بقوله إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قد يثني طهران عن شن ضربات انتقامية ضد إسرائيل؛ وأن التوصل إلى اتفاق صعب ولكنه لن يستسلم، وكأنه لا يستطيع أن يجبر تل أبيب عن ذلك. وتستغل إسرائيل ذلك وتحاول فرض شروط جديدة في المفاوضات مما دفع "حماس" إلى التشدد والتراجع خطوة إلى وراء بعد البيان الثلاثي من مصر وأمريكا وقطر؛ بعد إعلان الموافقة عليه، وفي السياق يقوم وزيران متطرفان إسرائيليان في ذكرى خراب الهيكل وبصحبة 3 آلاف مستوطن لاقتحام المسجد الأقصى. كل ذلك أدى إلى إرجاء زيارة وزير الخارجية الأمريكية بلينكن إلى المنطقة لأن دولها لا تستطيع أن تتوسط في ظل هذه الممارسات الفجة التي لا تدل إلا على أن إسرائيل ليست لديها إرادة لوقف الحرب؛ واستعيض عن ذلك بمسئولين أمريكيين اثنين لمحاولة نزع فتيل التعصب والتشدد؛ فيما نزيف دم الفلسطينيين الأبرياء يملأ أرض القطاع والضفة.

لا أحد يريد حربًا شاملة في المنطقة، وقد استغلت إسرائيل هذه النقطة لتعيد الأساطيل الأمريكية إليها، بعد أن كانت قد خففت من تواجدها العسكري ونقله إلى منطقة المحيط الهادئ والهندي لاحتواء الصين وحصارها؛ وبدلاً من أن تكون نقطة الالتهاب المقبلة بعد أوكرانيا في تايوان، وكأن إيران وإسرائيل تعاونتا على أن تكون فلسطين المحتلة هي نقطة الالتهاب؛ بما ينذر بأخطار كبيرة وربما تقود إلى حرب عالمية ثالثة بحسب الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب".

من جانبه، يحاول الرئيس الفلسطيني أبو مازن أن يحرك الجهود الدولية الراكدة لتسريع وقف إطلاق النار من أجل تخفيف الضغط الهائل على المدنيين في قطاع غزة أولا؛ الذين على مدار أكثر من 10 أشهر لا يستطيعون النوم ولا يجدون ما يكفيهم من الأكل والشراب إلا بالكاد، وهم في العراء يجوبون القطاع سيرًا على الأقدام تحت أوامر الإخلاء لجيش الاحتلال التي تصدر كل يوم. يزور أبو مازن موسكو ويعتزم حضور قمة البريكس المقبلة ويزور أنقره لإلقاء خطاب أمام البرلمان التركي تحفيزًا لهذه الدول على الضغط لإيقاف الحرب. هذه الحرب التي حذرت منها مصر مبكرًا وقادت الجهود لوقفها ولا تزال مستمرة في ذلك؛ فهل تشهد الأيام القليلة المقبلة تغييرًا في المشهد؛ على الأقل تخفيفًا لمعاناة الفلسطينيين التي طالت والتي يستثمر فيها أطرافًا كثيرة؟ ربما.