Close ad

"الحرب العالمية على بعد خطوة"

13-8-2024 | 17:58
الحرب العالمية على بعد خطوة" الحرب العالمية على بعد خطوة "

 بقلم: 

موضوعات مقترحة

 دكتور / جميل جورجى

 [email protected]

فى ظل تلك الصراعات والاضطرابات التى تعصف بمنطقة الشرق الأوسط التى وصفها "كيسنجر" بإنها منطقة شراك خداعية إن لم تتوخ فيها الأقدام الحذر سرعان ما تنزلق إلى هوة سحيقة كان لابد وأن يثور ذلك التساؤل هل العالم على أعتاب حرب عالمية ثالثة؟.. منذ منتصف القرن العشرين كانت منطقة الشرق الأوسط هى الأكثر اضطراباً وتعج بالعديد من الصراعات بعضها كان بسبب نزاعات داخلية والبعض الآخر بسبب المنافسة الإقليمية التى يمتد تأثيرها إلى القوى العالمية بحكم إنها المنطقة القلب من العالم.. وهنا طرح البعض ذلك التساؤل هل من الممكن أن تؤدى الصراعات الدائرة فى الشرق الأوسط إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة؟ صرح "دينيس فيرجسون" بأن هناك العديد من الطرق التى يمكن من خلالها تصعيد الوضع والخرج عن نطاق السيطرة.. على الجانب الآخر يرى "كريستوفر تروسكوسكى" أنه على الرغم من أن البعض يرى أن المنطقة نقطة انطلاق للحرب العالمية الثالثة إلا أن ذلك لن يحدث على المدى القريب لأن العالم اليوم فى حالة انفراج ولا يرغب فى توسعة نطاق الصراع كما أن القوى الكبرى الثلاث روسيا والصين والولايات المتحدة ليس لها مصلحة فى أن يصل الصراع إلى ذلك الحدمن التصعيد .. لقد حذر وزير الدفاع البريطانى "جرانت شابس" من أن خطر الحرب العالمية الثالثة بات يلوح فى الأفق وهو ما يتطلب رفع مستوى الوعى بأن العالم قد يغرق فى حروب تشمل الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران خلال الخمس سنوات المقبلة وإننا ننتقل من عالم ما بعد الحرب إلى عالم  ما قبل الحرب.. وقد استطرد قائد الجيش البريطانى قائلاً أن المواطنين البريطانيين يجب أن يكونوا مدربين وجاهزين للقتال فى حرب ضد روسيا بينما صرح الجنرال "باتريك ساندرز" القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلنطى بأن الحرب فى أوكرانيا كانت بمثابة نقطة ضغط ولا يمكننا تحمل إرتكاب نفس الخطأ الذى ارتكبه أسلافنا الذين تعثروا فى حروب مروعة كالحرب العالمية الأولى 1914.. وقد تحدثت "سكاى نيوز" إلى بعض الخبراء حول احتمالية نشوب الحرب العالمية الثالثة وهل أصبحنا نعيش بالفعل فى عالم ماقبل الحرب ؟ وقد صرح "إليكس روسى" مراسل سكاى نيوز قائلاً أن الخوف ليس غير واقعى تماماً ومن المؤكد أن الوقت الذى نعيش فيه أصبح خطيرا للغاية وأن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين فى الأردن أدى إلى زيادة احتمالات تفاقم الأزمة فى الشرق الأوسط على نحو كبير.. وتطلق التحذيرات الآن من أن هناك قدرا هائلا من الإرتباك العالمى وأن عصر القوة الأمريكية التى لا لبس فيها قد انتهى وأن شرارة الصراع العالمى القادم يمكن أن تكون هجوم السابع من أكتوبر وقد يكون دافع واشنطن هو دعم إسرائيل إلا إنها ستبذل كل ما بوسعها لاحتواء الفظائع التى إرتكبتها إسرائيل.. فى الوقت نفسه لم يرتدع حلفاء إيران من الاستعراض الضخم للقوة الأمريكية فى المنطقة بل كانت السفن الحربية وحاملات الطائرات هدفاً للهجوم وهو ما يثير التساؤل عما إذا كانت الحرب ستتسع وكيف يمكن للولايات المتحدة استعادة قوة الردع بعد الهجوم على قاعدتها فى الأردن دون تدهور الوضع.. فى الوقت نفسه صرح "د. ديفيد ويرنج" أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ساسكس قائلاً أن الوضع الآن قد أصبح أكثر خطورة بكثير عما كان عليه فى 1914 و1939 لأن جميع القوى الكبرى أصبحت تمتلك أسلحة نووية.. ويستطرد " ويرنج" قائلاً أن مكمن الخطر ليس فى تعمد أحد الأطراف إتخاذ قرار بإشعال فتيل نهاية العالم بل أن يتصاعد الصراع  والتوتر فى منطقة ما إلى نقطة معينة تدفع الطرف الآخر للإقدام على خطوة يخطئ الطرف الآخر تفسيرها ومن ثم يقع الصدام النووى .. ويرى" ويرنج" أن المخاطر قد أضخت حقيقية بما فيه الكفاية سواء من خلال عمليات الإبادة الجماعية  فى "غزة" أو المزيد من التصعيد الذى يجر إيران للحرب وإشتعال الوضع فى معاقل النفط العالمى.. ويؤكد المحلل العسكرى "سيمون ديجنيز" قائلاً نحن دائماً فى عالم ما قبل الحرب حيث يمكن أن تبدأ الحروب نتيجة سوء التقدير أو بفعل الغطرسة أو سوء الفهم بالإضافة إلى الإصرار المتعمد بيد أن الأشهر الأخيرة قد شهدت بعض التذمر والشعور بأن التوترات باتت أمراً حتمياً فى عالم معقد ولا يمكن حلها إلا بالحرب.. وقد طرح البعض تساؤلاً حول كيفية التعرف عما إذا أن الحرب العالمية قد بدأت بالفعل ؟ مع تلك الصراعات فى كل من أوكرانيا والشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا والمحيط الهادى فإن الشرارة التى يمكن أن تشعل حرباً عالمية قد أصبحت موجودة بالفعل.. وفى أحد الاستطلاعات التى أجرتها "مؤسسة يوجوف" فى شهر فبراير أظهرت أن نصف البريطانيين يتوقعون  وقوع حرب عالمية خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة وبعد هجوم إيران على إسرائيل حذر زعماء العالم من أن أي تصعيد يمكن أن يؤدى إلى إنزلاق "الشرق الأوسط" إلى حريق دموى وجذب الحلفاء من جميع أنحاء العالم وإشعال حرب نووية .. وقد صرح "إليوت كوهين" لمجلة أتلنتيك قائلاً كان من الخطأ التعامل مع الصراعات الإيطالية والإسبانية والألمانية واليابانية فى الفترة التى سبقت الحرب العالمية الثانية على إنها أحداث منفصلة ومن الخطأ أيضاً فصل الحرب الأوكرانية والعدوان الصينى فى بحر الصين الجنوبى والصراع فى الشرق الأوسط.. وقد صرح "أدم تايلور"لصحيفة واشنطن بوست بأن هذه الصراعات جزء من سردية واحدة كبيرة  من الممكن تصنيفها من حيث الدول المتحالفة كالصين وروسيا وإيران وشبكة وكلائها فى الشرق الأوسط وكوريا الشمالية فى مقابل ديموقراطيات العالم بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل.. وقد صرحت صحيفة"ديلى ميل" بأن الغزو الروسى لأوكرانيا قد أثار أسوأ أزمة فى علاقات روسيا مع الغرب منذ أزمة الصواريخ فى كوبا فى 1962 مروراً بالحديث عن المواجهة بين روسيا وحلف شمال الأطلسى وكابوس الحرب الباردة الذى يشير إلى مخاطر التصعيد فى الوقت الذى يتصارع فيه الغرب مع روسيا بعد 32 عاماً من إنهيار الاتحاد السوفيتى.. وقد حذر الرئيس الأوكرانى "زيلينسكى" من الفشل فى صد العدوان الروسى الذى قد يؤدى إلى مواجهة مع "الناتو"وهو ما يعنى بالتأكيد حرب عالمية ثالثة وقد إخترق صاروخ روسى المجال الجوى لحلف الأطلنطى بعد أقل من أسبوع من تحذير "بوتين" من أن المواجهة المباشرة بين روسيا والغرب ستكون على بعد خطوة واحدة من حرب عالمية ثالثة واسعة النطاق .

 

اقرأ أيضًا: