Close ad

حلم نتنياهو: حرب إقليمية.. وإسرائيل في حماية الحلفاء

13-8-2024 | 17:58
حلم نتنياهو حرب إقليمية وإسرائيل في حماية الحلفاءحلم نتنياهو: حرب إقليمية ، وإسرائيل في حماية الحلفاء

لدى كافة الوسطاء والمراقبين قناعه كاملة مفادها (ما دام نتنياهو في السلطة، فإن المنطقة والعالم كله في خطر)، وليس غزة أو الضفة أو جنوب لبنان أو الأسرى الإسرائيليون وحدهم بعد وضوح هدفه الإستراتيجي ومعه مجموعة التطرف من الوزراء وهو (جرّ العالم إلى حرب إقليمية كبرى) وليس وقف إطلاق النار.

موضوعات مقترحة

لم تتعلم إسرائيل أو تستوعب الدرس حتى الآن، لا من من نصر 6 أكتوبر المجيد، ولا من هجوم حماس في 7 من أكتوبر، ولا حتى من خراب الهيكل قديما، بل استمرت كما هي تعشق (الحروب الخاطفة) بلا رحمة، ولا تعترف بأي حق، وعلى الدوام أمامها خيار واحد هو تحقيق (النصر المطلق) مهما  كانت الخسائر، أو وقعت من اتفاقيات تخالفها في اليوم التالي وعلى أفواههم ثرثرة  وهم النصر، وهو ما يدفع بإسرائيل نحو نقطة اللاعودة التي تعني ببساطة انكسار الدولة في نهاية المطاف.

بيني جانتس أحد زعماء المعارضة في إسرائيل، قال أن نتنياهو لن يكون مثل مناحم بيجن، الذي قال لا للحرب الأهلية في أصعب لحظاته، ولن يضحّي بحكومته من أجل حماية الإسرائيليين، ولن يفعل ما هو ضروري من أجل منع الحرب الأهلية. وإذا لم نعد الى رشدنا فستكون هنا حرب أهلية ونهاية الدولة، وأن هذه النهاية هي أقرب مما يعترف به الإسرائيليون .

نتنياهو أوضح بخبث ودهاء  للأمريكيين أنّه يحميهم ويخوض حربهم ويقاتل التطرف لا يقضم الحقوق الفلسطينية كل صباح، وأنّ أمريكا يجب أن تشكره على جهوده من أجلها، وليس العكس، وعليها أن تتوقف عن الضغط لوقف إطلاق النار، وأنّ المساعدات الهائلة التي تتلقاها إسرائيل من الولايات المتحدة تخدم مصلحة أمريكية وجودية، وكلما زادتها الولايات المتحدة، تمت خدمة المصلحة الوجودية الأمريكية بشكل أفضل، والمصلحة الأمريكية، وفقاً لنتنياهو، هي ببساطة حرب عالمية .

نتنياهو قدّم نفسه كزعيم للعالم الحر وراسم طريقه ضد المتطرفين في الشرق الأوسط، و في مقابلة مع مجلة تايم الامريكية، أكّد أنّ هجوم 7 أكتوبر كان كالهجوم على الأسطول الأمريكي بيرل هاربر عام 1941، و أنّ واجبه بدء حرب كبرى الآن على كل اطراف المقاومة ومن يساعدها.

 أحلام نتنياهو المريضة بلا حدود، والتي تصل إلى درجه الهلاوس السمعية والبصرية، قارن نفسه بجورج بوش الابن بعد تفجير مركز التجارة العالمي، وهو بذلك يقارن نفسه بقادة الإمبراطوريات العالمية، ويتصرف وفقاً لذلك الأوهام على حساب مجازر يومية في غزة، يبدو له على غير الحقيقة أنّه سيذكر في التاريخ إلى جانب تشرشل وروزفلت الذين خاضوا الحروب الكبرى في أزمان مختلفه تماما.

هذه الأكاذيب الصادرة من نتنياهو للأسف الشديد اقنعت الولايات المتحده إلى حد بعيد بحلم نتنياهو، في حرب اقليمية كبرى مع توفير حماية من الحلفاء لإسرائيل، ولذلك وضعت أمريكا على الفور إستراتيجية (مواجهة الخصوم في الشرق الاوسط) واعادت انتشار قوات ضاربه في القواعد العسكرية بدأ من تركيا ونهاية بالخليج والبحر المتوسط مما يعني العودة  العسكرية للمنطقة بقوة والبقاء فيها بأعداد كبير استعدادا لحرب نتنياهو الإقليمية الكبرى على أرض المنطقة.

ففي مطلع الشهر الجاري، قالت وزارة الدفاع الأمريكية، أن واشنطن ستعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط عبر نشر مزيد من السفن الحربية والطائرات المقاتلة أن مدمرات أمريكية تتمركز في منطقة الخليج وشرق البحر المتوسط، بما في ذلك حاملة الطائرات (يو إس إس ثيودور روزفلت)، وفرق الهجوم البرمائي، وأكثر من 4 آلاف جندي من مشاة البحرية والبحارة، كما قررت الولايات المتحدة إرسال مجموعة حاملة طائرات هجومية وسرب مقاتلات  اف 22  واف 35 وسفن حربية إضافية وهي قوات كبيرة بشكل لافت عما كانت عليه قوات واشنطن في فترات سابقة عقب تصاعد التوترات في المنطقة.

وأخيرا.. الولايات المتحدة لديها هدفان من دفع قواتها وتعزيزها في المنطقة، وهما هدف تكتيكي مرحلي وهدف إستراتيجي فالهدف التكتيكي، يرتبط بإدراك أمريكا قوة وتأثير المقاومة، وبالتالي هي تحاول حماية إسرائيل بالردع أولا باستخدام مبدأ التفاوض تحت النار والهدف الإستراتيجي، يرتبط بشعور واشنطن بتراجع نفوذها، لصالح النفوذ الروسي والصيني، وأنها أخطأت عندما اتخذت قرار تخفيض الانتشار العسكري في الشرق الأوسط في الفترة الماضية، مما ساهم في ظهور قوى عالمية واقطاب جديدة مما يستوجب على أمريكا إعادة إشعال المنطقه بحرب واسعة، لأنها تعتبر مشروع الحزام والطريق الصيني يهدد الأمن القومي الاقتصادي الأمريكي، ولا تستطيع احتواءه إلا من خلال حرب تأكل الأخضر واليابس ، وبعد أن شعرت واشنطن بتمدد الصين وروسيا على جميع المستويات في المنطقة، لذلك أصبحت حريصة على مواجهتها على جبهة ممتدة من أوكرانيا إلى غزة، ويمكن القول أن المنطقة تعيش حالة قلق وترقب، وأصبحت مفتوحة على جميع السيناريوهات إما حرب إقليمية كبرى تقود العالم إلى مجهول وإما قبول إسرائيل مبادرة وقف إطلاق النار دون قيد أو شرط.

أحمد عبد الخالق

 

اقرأ أيضًا: