مئات الشهداء والجرحى والمفقودين فى قصف إسرائيلى مباشر يستهدف مجمع النازحين وسط القطاع
موضوعات مقترحة
6 آلاف رطل من المتفجرات على رؤوس المصلين .. إسرائيل تعترف والمقاومة تدعو للتصعيد
غزة – وكالات الأنباء:
فى واحدة من كبرى المجازر التى شهدها قطاع غزة الأسابيع الأخيرة، استهلت قوات الاحتلال الإسرائيلى، اليوم، الـ309 من العدوان بمجزرة مروعة خلال صلاة فجر اليوم السبت وقصفت النازحين بشكل مباشر فى مدرسة تؤوى آلاف الفلسطينيين؛ مما أدى إلى استشهاد أكثر من 120 فضلا عن مئات الإصابات وسط توقعات بتزايد عدد الضحايا.
وذكرت التقارير الواردة من غزة أن هناك تسارعًا فى زيادة عدد الضحايا بسبب كثرة الإصابات وعدم توافر العلاج والإسعاف موضحة بأن الموقع الذى تعرض للقصف المباشر هو هو "مدرسة التابعين" بمنطقة حى الدرج بوسط القطاع.
وقال مكتب الإعلام الحكومى إن جيش الاحتلال قصف النازحين بشكل مباشر فى أثناء تأديتهم صلاة الفجر، مما رفع أعداد الشهداء بشكل متسارع، فى حين ذكر شهود عيان أن القصف بدأ عقب تكبيرة الإحرام مباشرة.
وذكر المدير العام للمكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إسماعيل الثوابتة إن الاحتلال الإسرائيلى قصف مدرسة تؤوى نازحين بـ3 صواريخ يزن كل واحد منها ألفى رطل من المتفجرات. وأكد أن جيش الاحتلال كان يعلم بوجود النازحين داخل المدرسة، وأن رواية الجيش الإسرائيلى لما حدث مليئة بالأكاذيب والمعلومات المزيفة، وأنه يسعى من خلال بياناته الزائفة تبرير جرائمه فى حق شعبنا. وأضاف نجد صعوبة بالغة فى نقل جثامين الشهداء وأجزاء الجرحى المتقطعة.
ومن جهته، قال الناطق باسم الدفاع المدنى فى غزة محمود بصل إن القصف أدى إلى استشهاد قرابة 90% ممن كانوا يؤدون الصلاة، كما أن الإصابات معظمها بليغة جدا.
وقال شهود إن المدرسة كانت تؤوى أكثر من ألفى نازح من مختلف مناطق القطاع. وهو خامس مركز للإيواء تقصفه قوات الاحتلال خلال أسبوعين تقريبا. وذكر المراسل أن سيارات الإسعاف والدفاع المدنى لا تزال تنقل الشهداء والمصابين إلى المستشفى المعمدانى والمراكز الصحية القريبة.
كما ذكر الشهود أن جثامين الشهداء أحرقت وتناثرت إلى أشلاء متفحمة تتكدس فى منطقة المصلى، وتناثر بعضها فى فناء المدرسة، بسبب قوة القصف الذى استهدفهم فى أثناء أدائهم صلاة الفجر. وقالوا إن الحصيلة المذكورة فى البيانات الرسمية هى حصيلة أولية، وإن العدد الحقيقى للشهداء سيكون أكثر مما هو معلن.
ووصفت التقارير الأوضاع بأنها كارثية فى المستشفى الأهلى العربى، الذى نقل إليه الجرحى والمصابون، حيث لا توجد أسرة للمرضى، وتعجز الطواقم الطبيعة عن تقديم المساعدة الطبية اللازمة.
إسرائيل تعترف
فى هذه الأثناء أقر جيش الاحتلال الإسرائيلى بقصفه مدرسة التابعين التى تؤوى نحو ألفى نازح، وكان يفترض أن تشكل ملاذًا آمنًا لهم بعد أن غادروا بيوتهم ومساكنهم. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاى أدرعي، فى بيان إنه بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية والشاباك (جهاز الأمن العام) والقيادة الجنوبية للجيش أغارت طائرة على من وصفهم بـ"مخربين" عملوا بمقر قيادة عسكرى تم وضعه داخل مدرسة التابعين (بمدينة غزة) التى تستخدم مأوى لسكان المدينة. وزعم أدرعى أن عناصر حماس استخدموا مقر القيادة بالمدرسة للاختباء وللترويج لاعتداءات إرهابية مختلفة ضد قوات جيش الدفاع وإسرائيل.
حرب إبادة
ومن جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن مجزرة مدرسة التابعين تمثل "جريمة مروعة وتصعيدا خطيرا فى مسلسل الجرائم التى ترتكب فى غزة على يد النازيين الجدد". وأكدت أن "تصاعد الإجرام الصهيونى فى قطاع غزة لم يكن ليتواصل لولا الدعم الأمريكى، وهو ما يجعل واشنطن شريكة فيه"، وفق ما جاء فى بيان الحركة.
أما لجان المقاومة فى فلسطين، فقالت إن "قتل النازحين فى مدرسة التابعين تم بالأسلحة الأمريكية التى أرسلت للجيش الصهيوني"، ودعت أبناء الشعب الفلسطينى فى القدس والضفة والداخل المحتل إلى النفير وتصعيد الثورة والمقاومة.
وبدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامى إن استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلى مصلين نازحين بمصلى مدرسة التابعين بحى الدرج بغزة هو جريمة حرب مكتملة الأركان. وأكدت أن تقاعس المؤسسات والمحاكم الدولية فى إعلان قادة الاحتلال مجرمى حرب ساهم فى تماديهم.
استهداف مستمر للنازحين
وباستهداف مدرسة التابعين يرتفع عدد المدارس التى تؤوى نازحين وقصفها الجيش الإسرائيلى فى مدينة غزة فقط خلال أسبوع واحد فقط إلى 6 مدارس، مما خلف أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى.
ويوم الخميس الماضي، استشهد 15 فلسطينيا وأُصيب عشرات، بينهم أطفال، إثر استهداف طائرات حربية إسرائيلية مدرستى الزهراء وعبد الفتاح حمود، اللتين تؤويان نازحين بحى التفاح، شرق مدينة غزة، وفق جهاز الدفاع المدنى فى قطاع غزة.
وفى الرابع من أغسطس الجاري، أعلن جهاز الدفاع المدنى الفلسطينى فى القطاع، فى بيان، استشهاد 30 فلسطينيا وإصابة العشرات -80% منهم أطفال- فى قصف إسرائيلى استهدف مدرستى النصر وحسن سلامة فى حى النصر (غرب مدينة غزة).
وفى الثالث من أغسطس، استشهد 16 فلسطينيا وأصيب آخرون فى قصف إسرائيلى استهدف مدرسة حمامة التى تؤوى نازحين فى حى الشيخ رضوان شمالى مدينة، وفق الدفاع المدنى بغزة.
وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.