Close ad

أوكرانيا تُهاجم العمق الروسى

10-8-2024 | 18:22
أوكرانيا تُهاجم العمق الروسىأوكرانيا تهاجم العمق الروسي

توغل مباغت للقوات الأوكرانية عبر الحدود يتحول إلى أوسع هجوم وموسكو تعلن الطوارئ

موضوعات مقترحة

موسكو – كييف – وكالات:
مع دخول المعارك العنيفة فى منطقة كورسك الروسية يومها الخامس، تحول التوغل الأوكرانى المباغت عبر الحدود إلى هجوم منظم هو الأوسع فى العمق الروسى منذ اندلاع الحرب قبل ثلاثين شهرًا.
ونجحت القوات الأوكرانية المهاجمة فى إحداث حالة إرباك واسعة فى صفوف الجيش الروسي، ما دفع موسكو إلى زج قوات وإشراك الآليات الثقيلة والطيران الحربى فى الدفاع عن المنطقة الحساسة على الحدود.وتجاوز الهجوم الأوكرانى كل التوقعات السابقة، التى رجحت فى البداية أن يكون قد هدف إلى إرباك موسكو ودفعها إلى سحب جزء من قواتها من محيط منطقة خاركيف الأوكرانية لتخفيف الضغط عنها.
ومع أن موسكو أعلنت بعد مرور 24 ساعة على الهجوم، الذى بدأ صباح الثلاثاء، أنها سيطرت على الموقف وأوقفت تقدم القوات المتوغلة عبر الحدود، لكن استمرار المعارك الضارية لليوم الرابع، وإعلان القوات الأوكرانية عن تقدّم جديد فى المنطقة لتسيطر على نحو 45 كيلومترًا مربعًا، دفعا إلى توقع الأسوأ.
وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية، حالة «الطوارئ الفيدرالية» فى منطقة كورسك، ما عكس مستوى الصعوبات التى يواجهها الجيش الروسى فى هذه المنطقة.
وكانت السلطات المحلية أعلنت حالة طوارئ إقليمية فى كورسك منذ اليوم الأول، وهو إجراء يُتخذ عادة لمواجهة مشكلات أو أوضاع طارئة تقع فى المنطقة، لكن إعلان «الطوارئ الفيدرالية» التى تعنى أعلى درجات التحذير من خطر داهم، يعكس اتّساع مستوى المخاوف وتحوّل الوضع إلى تهديد على سلامة الأراضى الروسية.
وكانت التقديرات الروسية أشارت إلى أن نحو ألف جندى أوكرانى شاركوا فى الهجوم، وأعلنت السلطات الأمنية أن قوات روسيا قضت على 660 منهم وأعطبت عشرات الآليات التى استهدفوها للتوغل إلى عمق يراوح بين 10 و20 كيلومترًا فى مناطق عدة على طول الحدود مع منطقة كورسك.
وكانت القوات الأوكرانية قد توغلت أكثر من مرة فى السابق إلى داخل مناطق حدودية روسية، وخصوصاً فى منطقتى بيلغورود وكورسك، لكن الفارق أن التوغلات السابقة كانت خاطفة ولم تهدف إلى السيطرة على مناطق روسية، فضلاً عن أن المهاجمين فى المرات السابقة كانوا من «الفيلق الروسي»، وهو يضُمّ مجموعات من المقاتلين الروس الذين يتعاونون مع كييف. لكن فى هذه المرة، اتّضح أن الهجوم مُنظّم بشكل جيد وقامت به قوات نظامية أوكرانية مدعومة من بعض المجموعات التى تناهض روسيا، وبينها مجموعات من المتطوعين الجورجيين وفقاً لتقارير روسية.
ومع استمرار المعارك، لجأت موسكو إلى إجلاء سكان عدد إضافى من القرى والبلدات فى محيط منطقة المعارك، وسط توقعات بأن الجيش الروسى يواجه صعوبات جدية فى السيطرة على الموقف. كما عملت السلطات على تعزيز الأمن والقدرة على مواجهة تطورات محتملة. وعلى وجه الخصوص، قررت السلطات تجهيز جميع محطات الوقود فى منطقة كورسك بمعدات الحرب الإلكترونية والدروع الواقية، فى خطوة رأى فيها مراقبون تجهيزاً لمواجهات قد تمتد لفترة أطول من المتوقع.
وطلب الرئيس فلاديمير بوتين، خلال اجتماع عسكرى حضره حاكم المنطقة، توسيع التحرك لمواجهة الوضع الحالي. وخاطب الحاضرين بالقول: «يجب تسريع العمل على مختلف المستويات، بالتعاون مع الزملاء من مختلف الإدارات، بما فى ذلك وزارة حالات الطوارئ، يجب تنفيذ هذا العمل. وهذا يتعلق أيضاً بفقدان الممتلكات والسكن». وقال بوتين: «كل هذا يجب أن يتم على نطاق واسع».
وصعدت موسكو ضرباتها الجوية الجمعة بشكل غير مسبوق على منطقة سومي، التى تنطلق منها خطوط الإمداد للمهاجمين الأوكرانيين. واستخدمت موسكو الطيران الحربى بشكل مُكثّف لضرب مواقع تجمع ومنصات دفاع صاروخية تمّ نقلها أخيرًا إلى المنطقة، فى إطار التحضير لهذا الهجوم.
وذكرت وزارة الدفاع أن «الضربات الجوية والقوات الصاروخية ونيران المدفعية والعمليات النشطة التى قامت بها الوحدات التى تغطى حدود الدولة لمجموعة القوات فى اتجاه كورسك، منعت العدو من التقدم فى عمق أراضى الاتحاد الروسى».

اقرأ أيضًا: