يجيب عنها د/ فتحي عثمان الفقي
موضوعات مقترحة
عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف
هل بعد التوبة والاستغفار يمحو الله الذنوب ويغفرها ؟
اتفق الفقهاء على أن التوبة من جميع المعاصي واجبة على الفور , لا يجوز تاخيرها سواء كانت المعصية كبيرة , أم صغيرة , ولا يجب على الله قبولها إذا وجدت بشروطها عند أهل السنة , ولكنه سبحانه وتعالى يقبلها كرما وفضلا , روى الترمذي بســـــــنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى : " يابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي , يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء , ثم استغفرتني غفرت لك يابن آدم لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا – أي ملء الأرض - ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقُرابها مغفرة " قال الترمذي : حسن صحيح
ويشترط لصحة التوبة خمسة شروط : الشرط الأول : الإخلاص وهو : أن يقصد بتوبته وجه الله عز وجل , الثاني : الإقلاع عن الذنب , الثالث : الندم على فعله , الرابع : العزم على عدم الرجوع إليه الخامس : أن تكون التوبة قبل أن يصل العبد إلى حال الغرغرة عند الموت , وينضاف شرط آخر يتعلق بحقوق العباد وهو : أنه لا بد أن يبذل قدر طاقته ووسعه في رد حقوق العباد إلى أصحابها فإن عجز عن معرفة أصحابها بعد محاولات متكررة وبحث جاد فليتصدق بتلك الحقوق - إن كانت موجودة - وإن كانت غير موجودة فليتصدق بقيمتها إن كان قادراً على ذلك على أنه متى ما وجد أصحابها خيرهم بين أن يرد عليهم مثل ما أخذ منهم أو قيمته وبين أن يقبلوها صدقة عنهم , ثم إن عليه أن يكثر من أعمال البر، فإن أصحاب الحقوق قد يطالبونه بها يوم القيامة , والله حكم عدل فقد يوفيهم إياها من حسناته فعليه أن يكثر من الحســنات " * فعليك أن تفكر جيدا في وعد الله ووعيده , وتفكر فيما اقترفته وجنته يداك وباقي جوارحك التي سوف تشهد عليك يوم القيامة هي واللـه عز وجل , والكرام الكاتبون قال تعالى : " الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ " يس : ٦٥ , فإذا ما وعيت ذلك جيدا سوف ينبعث من داخلك الندم على ما فرطت في جنب الله وسوف تترك مثل ما أقدمت عليه من الذنوب مخافة عقاب الله تبارك وتعالى , قال تعالى " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتـــدى" سورة طه 82 وقال تعالى : " إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً " الفرقان (70) وصدق الله العظيم