Close ad

الغضب... سلوك لا تقره الشريعة

9-8-2024 | 19:23
الغضب سلوك لا تقره الشريعةالغضب ...سلوك لا تقره الشريعة

علي الانسان عدم ترك نفسه فريسة له وعلاجه التواضع  وذكر الله

موضوعات مقترحة

تحقيق: رجب أبو الدهب :

"لا تغضب" نصيحة نبوية لتجنب كثير من الأمراض الخبيثة التي تقضى على جسد الإنسان وعلى الأمة الإسلامية بصفة عامة ولذلك أولت الشريعة الإسلامية العناية البالغة للنفس البشرية ليكون ذلك أساسا في  صلاح  العمل  وعبادة الله سبحانه وتعالى  فقد أودعها كثيرا من الخصائص   والمقومات   وجعلها تتأثر بما حولها سلبا أو ايجابا ومن رحمته عز وجل بها أن جعل  لما يعرض للنفس  اثرا في الأحكام  الشرعية ومنها الغضب ،وحول موقف الشريعة من الغضب وكيف تعاملت معه والاثار الناتجة عنه

في البداية يوضح الشيخ محمد عيد كيلانى  من علماء الأوقاف ان الشريعة الإسلامية  وإن كانت قد حضت على عدم الوقوع في براثن الغضب  وجعلت كثير من التصرفات غير صحيحة بسببه إلا أنها طالبت الإنسان  بعدم ترك نفسه فريسة للغضب الشديد بحيث لا  يملك نفسه فيصدر منها  ما لا تقره الشريعة الإسلامية ولا يرضاه الله ورسوله  فإذا علم قبح صورته وهو غضبان تراجع عنه وراجع اسباب غضبة علم ان سببه شىء جرى على وفق مراد الله

ويوضح  كيلانى ان الغضب إما محمود  هو المشروع أو مذموم  وهو الذي يفقد صاحبة أعصابة  والمشروع منه يؤخذ من فعل الرسول صلى الله علية وسلم  حينما كان يغضب  أذا انتهكت محارم الله  لما ورد عن  عائشة قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل " والمباح من الغضب الذي  لا يتجاوز الحد المعقول  ولا يصل حد المذموم الذي يكون فيه إفراط وتفريط  ويخرج العقل والدين عن سياستهما  فلا يبقى للإنسان  معه نظر و لا فكر  ولا اختيار  ولا يبقى الإ الانتقام لنفسة وليس الانتصار لله أو إصلاح بين  الناس فعندها يكون الغضب في غير حق وإنما من الشيطان الذي يتلاعب  به وهو ما يجب الحذر منه  ولذلك غلب جمهور العلماء  صحة  عبادات  المسلم وصحة عقوده  ومعاملاته ولذلك أوضح الشرع الاسلامى أن الإنسان تجنب الغضب بقدر الإمكان وعدم ترك نفسة فريسه له

،ويرى كيلانى ان أسباب الغضب كثيرة منها ماهو خارجي و داخلي كالشيطان ووسوسته ليأخذ الإنسان في حاله الغضب كأله مطيعة للتنفيذ  في كل ما يملى عليها  فيصور له ان  تصرفاته  أمر محمود فتهفو نفسه له على أساس أن  ما يفعله شىء من البطولة ،ومن الاسباب الداخلية ايضا مساوىء الأخلاق كالكبر واعجاب المرء بنفسه  والحسد  وكلها اسباب باعثة على  الغضب  والخارجية كثيرة مثل  مايقع بين الزوجين  من خلاف  احيانا ومنها يسمع الشخص  كالغيبة والنميمة أو رؤيته لمنكر أوغير ذلك كالمزاح والهزل وشدة الحرص  وفضول المال و فيؤدى لغليان في دم  القلب كما قال الغزالى ليحصل به التشفى  فيفقد الانسان السيطرة على انفعالاته وتفكيره  مما ينعكس سلبا على جسده بسبب تلك الحالة التى حاولت الشريعة عدم الاقتراب منها حتى ينهار جسده حيث أغلب الأمراض الخطيرة مدخلها لأصابه الانسان بها كالسكتة القلبية والدماغية  والسرطان وأمراض المعدة وقرحتها و لذلك تعرض القران الكريم  لعلاج الغضب

في سياق ذكر صفات المتقين "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس"  وقوله تعالى ايضا " خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" وامرنا القران الكريم با لاستعاذة من الشيطان الرجيم  في قولة تعالى " وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله "والمعنى  وإما يغضبك من الشيطان  غضب  فاستعذ بالله

و قال أما السنة النبوية فقدمت ثلاث وسائل  للعلاج منا الوسيلة الفكرية والنفسية منها قولة صلى الله عليه وسلم  "ليس الشديد بالسرعة وانما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب "اى ان الشديد ليس القوى  في بدنة  وإنما  الشديد من اذا غضب ودفعته نفسة للانتقام ممن اغضبة  ان يجاهد نفسه ويمنعها من الوقوع فيه  وقولة لسائل طلب وصية "لا تغضب " ثلاثا  والسائل لم يكتف بالوصية فكرر السؤال  على رسول الله  والرسول يكرر له الإجابة ذاتها  مما يدل على عظم عواقب الغضب  وانه اساس لكثيرمن الذنوب  وقولة صلى الله علية وسلم " لا تغضب " معناه  لاتنفذ غضبك وليس النهى راجعا  إلى نفس الغضب  لانه من طباع اليبشر ولايمكن  للانسان دفعه  ولكن المطلوب  هو التدريب على حسن الخلق  وعلى الحلم والصبر وتوطين النفس على ما يصيبها  من اذى الخلق  القولى او الفعلى لان التخلص بذلك يعمل  على دفع كيد الغضب

ويضيف الدكتور اشرف فهمى  من علماء  الأوقاف ان الغضب طبيعة إنسانية  وكل بني آدم معرض لها والحليم من يمسك نفسه عند الغضب ، ولكن بذكر الله تطمئن القلوب ورضا الله والوالدين هى سعادتنا ، والغضب جماع الشر ، وهو فعل مشين، ومفتاح لأكثر البلايا، ، وأن البعد عنه جماع الخير والغضب منه المحمود وهو الذي يظهر عند  انتهاك حرمات الله  ومنه المذموم  الذي لا يكون في موضعه ولا في الحق ، فما أحلم الله  !  وقد امتدح  عباده المؤمنين الذين يملكون أنفسهم عند الغضب ، فهم يغفرون ويصفحون ، بقوله تعالى:  (وإذا ما غضبوا هم يغفرون ) ، وقال ابن عباس (رضي الله عنهما) في تفسير قوله تعالى ): ادفع بالتي هي أحسن) قال: (الصبر عند الغضب ، والعفو عند الإساءة ، فإذا فعلوا عصمهم الله، وخضع لهم عدوّهم) .

وقال من أسباب الغضب البعد عن ذكر الله ، وطاعته فبذكره تطمئن القلوب قال تعالى : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ومنه أيضًا  التكبر  والغرور : فإن المتكبر سريع الغضب ، دائم القلق ، ونعالج الغضب بالذكر والتسبيح لله رب العالمين  قال تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ  فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)  و قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " مَنْ ذَكَرَنِي حِينَ يَغْضَبُ ذَكَرْتُهُ حِينَ أَغْضَبُ وَلا أَمْحَقُهُ فِيمَنْ أَمْحَقُ"

لقد أوصانا وعلمنا النبي (صلى الله عليه وسلم )  ضبط النفس عند الغضب  روي أن رجلاً قال: يا رسول الله قل لي قولاً وأقلل عليّ لعلي أعقله، قال:  (لا تغضب)  فأعاد عليه مراراً كل ذلك يقول:  (لا تغضب) ،  (لا تغضب) ،  (لا تغضب)  .روي عن ذي القرنين (رحمه الله تعالى ) أنه لقي ملكاً من الملائكة فقال: (علمني علماً أزدد به إيماناً، قال: لا تغضب فإن الشيطان أقدر ما يكون على ابن آدم حين يغضب، فرُدّ الغضب بالكظم، وسكّنه بالتؤدة، وإياك والعجلة فإنك إذا عجلت أخطأت حظّك وكن سهلاً ليّناً للقريب والبعيد، ولا تكن جبّاراً عنيداً).

ومن علاج الغضب الاستعاذة  بالله من الشيطان الرجيم )عن سلمان بن صرد رضي الله عنه قال : استب رجلان عند النبي (صلى الله عليه وسلم) وأحدهما يسب صاحبه مغضباً قد احمر وجهه،  فقال النبي (صلى الله عليه وسلم)  " إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم“ ،ومن الهدي النبوي في معالجة الغضب : تغيير الحال الذي يجلس عليه الإنسان  والوضوء فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن (النبي صلى الله عليه وسلم) قال: " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع".روى عطية السعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا غضب أحدكم فليتوضأ فإنما الغضب من النار "

اقرأ أيضًا: