Close ad

"هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ"

9-8-2024 | 19:23
هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ"هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ"

 بقلم د / مفيدة إبراهيم علي

موضوعات مقترحة

إن هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم  أمة صدق، ومتى ما تخلى أبناؤها عن هذا الخلق ظهرت الخيانة، وضاعت من حياتهم الأمانة، وظهر بينهم التنازع والفشل، وتسلط عليهم العدو، وسقطوا عند الله و عند العباد.

ويكون الصدق في الأقوال، وفي الشهادة، وفي النصح والدلالة على الخير، والتحذير من الشر، فلا يكذب المسلم في حديثه مع الآخرين، وقد عدّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك من أكبر الخيانات، فقال: "كَبُرَتْ خيانة أن تحدِّث أخاك حديثًا، هو لك مصدِّق، وأنت له كاذب".وحذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الكذب في الحديث، وعدّه من النفاق، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" متفق عليه.كما حذر عليه الصلاة والسلام  من شهادة الزور، وقول الزور، وعدَّهُ العلماء من كبائر الذنوب.وما أكثر ما تضيع الحقوق والأموال، ويرتكب الظلم، وتطمس الحقائق؛ بسبب قول الزور، وشهادة الزور!.

و الإسلام  يعلمنا الصدق بكل معانيه، فمَن صَدَقَ مع الله في عبادته فلا بُدَّ أن يصدق مع خلقه في سلوكه ومعاملاته، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- وُصِف بالصدق حتى قبل البعثة، وكان دينه الصدق من أول يوم، وتربى أصحابه على ذلك، وحمل المسلمون هذا الخلق في فتوحاتهم وتجارتهم ورحلاتهم إلى بلاد الدنيا وأصقاع الأرض؛ فدخل الناس في دين الله أفواجاً. لذا يجب أن يكون كلٌ مِنَّا مثَلاً وقدوة للآخرين، ولنكن دائماً صادقين، أمناء؛ لأننا قد لا نُدرك من يراقب تصرفاتنا، ويحكم علينا ك مسلمين.

 وهذه هي العظمة التي ينبغي أن نعيش بها ونحيا بها بين الأمم، ثم لنعلم أن الأجر عظيم، والمثوبة من الله لا حدود لها لمن صدق وتخلق بأخلاق الصادقين، وكان إماماً وقدوة في الخير، قال تعالى: "هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ" المائدة-119.

  إن الكذب والإخلاف في الوعد والتدليس والافتراء والخيانة من علامات النفاق وما اجتمعت هذه الخصال في مسلم إلا كان منافقا خالصا قال رسول الله: (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان وإذا حدّث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر) . وخطر الكذب على الفرد والمجتمع كبير لذا أمرنا الإسلام بتجنبه وأوصانا أن نربي أبناءنا على الصدق حتى يشبّوا عليه و يألفوه في أقوالهم وأحوالهم ولكن كثيرا من الناس اليوم لا يبالون بما يحدثون بتصرفاتهم مع أبنائهم من انحراف في نفوسهم فتميل إلى الكذب فتجدهم يعوّدون أولادهم بنين و بناتا على الكذب وتعلمه منذ الصغر. (روى الإمام مالك عن صفوان بن سليم قال : قيل يا رسول الله أيكون المؤمن جبانا قال نعم قيل له : أيكون المؤمن شحّيحا بخيلا  قال نعم قيل له أيكون المؤمن كذّابا قال لا) فالإيمان والكذب لا يجتمعان في قلب مؤمن ؛  فالصدق بداية سلسلة الأخلاق الحسنة، والكذب بداية سلسلة الأخلاق السيئة..

عميد كليات الدراسات الإسلامية والعربية

 

اقرأ أيضًا: