الاغتيالات الإسرائيلية تدفع المنطقة نحو المجهول وصحف أمريكا تتحدث عن "خيار مصيرى"
موضوعات مقترحة
أشرف أصلان
هل بات الشرق الأوسط على فوهة بركان؟ وهل المنطقة تتجه نحو حرب شاملة بسبب التصعيد الإسرائيلى لسياسة الاغتيالات ونقل المواجهة من غزة إلى عواصم إيران واليمن وبيروت وربما ضرب أهداف فى سوريا والعراق؟.. تشير التقارير إلى توتر غير مسبوق فى المنطقة بعد اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية فى قلب العاصمة الإيرانية بعد يوم من قتل القائد العسكرى البارز لحزب الله فى لبنان فؤاد شكر.
ورغم الضغوط الدبلوماسية المستمرة من الحلفاء الغربيين على إسرائيل، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، فإن نتنياهو مصر على الاستمرار فى الحرب. وبينما تشير إسرائيل إلى رغبتها فى تجنب المزيد من التصعيد، فإن أفعالها قد تستحث ردود فعل انتقامية قوية، بالإضافة إلى أن اغتيال "هنية" يمثل نكسة لكل جهود التفاوض المستمرة منذ شهور سعيا لوقف إطلاق النار فى غزة.
وقد بدت صحف أمريكا أكثر قلقا وعكست التوتر المتصاعد محذرة من تورط الولايات المتحدة فى مزيد من الأزمات، وفى هذا السياق ترى صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن عمليات القتل فى بيروت وطهران تدفع الصراع فى الشرق الأوسط إلى منطقة مجهولة، مضيفة أن اغتيال "هنية" قد يكون الضربة الأكثر ضررا -حتى الآن- لآمال الولايات المتحدة فى وقف القتال وتخفيف التوترات التى تشعل المنطقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زار واشنطن قبل أيام وغادرها دون الالتزام بوقف إطلاق النار.
كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الولايات المتحدة قد تواجه قريبًا خيارًا مصيريًا بشأن إيران، "لذا يتعين عليها أن تكون حذرة دائمًا بشأن نيات نتنياهو لأنه ليس جديرًا بالثقة"، واعتبرت الصحيفة أن نتنياهو تسبب خلال السنوات الـ17 التى قضاها فى السلطة فى تقويض المصالح الأمريكية فى المنطقة.
بايدن محبط
وبدا الرئيس الأمريكى جو بايدن وكبار مساعديه أكثر إحباطا بسبب الوضع الحالي، مع مخاوف من صعوبة حشد تحالف دولى وإقليمى مماثل للتحالف الذى ساعد إسرائيل فى صد الهجوم الإيرانى السابق أبريل الماضى.
وتستعد واشنطن لإرسال طائرات مقاتلة إضافية إلى الشرق الأوسط لمواجهة التهديدات الحالية فيما كشفت تقارير الصحف عن أنه ليس واضحًا إن كان لدى إسرائيل وحلفائها الكثير من الوقت للتحضير لمواجهة جولة جديدة من الهجمات الإيرانية الكبرى.
وقال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومى الأمريكى جون كيربى لشبكة "سى إن إن" إن الرئيس بايدن أوضح، خلال اتصاله برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن واشنطن ستواصل سعيها لضمان حصول إسرائيل على ما تحتاجه للدفاع عن نفسها.
هجوم إسرائيلى فى كل الاتجاهات
وفى إسرائيل، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فى تحليل للكاتب عاموس هرئيل أن اغتيال "هنية" يثبت أن الأسرى الإسرائيليين ليسوا على رأس أولويات نتنياهو الذى يهتم فقط بالبقاء فى السلطة ومواصلة الحرب فى غزة دون أى تغيير على وضع القوات الإسرائيلية هناك. وأكد الكاتب أن الأزمة التى وقعت فيها إسرائيل لا تزال بعيدة كل البعد عن الحل.
وتتوقع صحف فى تل أبيب أن تقدم إسرائيل على شن هجمات فى كل الاتجاهات بدعم من الولايات المتحدة، مما يخلق مزيدا من العقبات أمام الجهود الدولية لإحلال السلام.
ونقلت الصجف تقارير تعترف بأن تفاقم حالة عدم الاستقرار لا يخدم مصالح أى دولة، مشيرة إلى أن "الفوضى فى الشرق الأوسط والأزمة الإنسانية المتفاقمة ينبغى أن تحفز المجتمع الدولى للتحرك لوقف الدائرة المفرغة من الانتقام المتبادل، ومنع خروج الوضع عن السيطرة".
من جانبه، يعتقد مدير معهد أبحاث الأزمات فى أكسفورد فى مقاله بصحيفة "إندبندنت" البريطانية أن مقتل "هنية" قد يدفع إيران إلى السير نحو تصنيع القنبلة النووية فى أسرع وقت ممكن، واصفا الأمر بأنه يشكل وصفة لدوامة من العنف.
وقال الكاتب كريس ستيفنسون فى تقرير بصحيفة "إندبندنت" إن اغتيال "هنية" يغير من خارطة المحادثات فى غزة؛ حيث كان طرفا رئيسيا فى مفاوضات وقف إطلاق النار، وعلى تعامل مباشر مع قطر ومصر، وقال التليفزيون الرسمى الإيرانى إن اغتيال "هنية" من شأنه أن يؤخر المفاوضات "عدة أشهر".
ومن جانب إيران، قال الكاتب إن اغتيال "هنية" على أرضها يشكل ضربة قوية، وفيه إهانة لأمن الدولة، خصوصًا أن إيران تعد "هنية" حليفا، وقد يأتى الرد الإيرانى من طهران، أو من حلفائها الحوثيين فى اليمن، أو من حلفائها فى العراق، أو بالتعاون مع حماس وحزب الله.