عبد المطلب: نسعى إلى مدينة تاريخية مكتملة المعالم مع إظهار ركائز التنافسية السياحية
موضوعات مقترحة
نستهدف تحقيق عوائد اقتصادية للمجتمع المحلى وتعزيز الصورة التسويقية لها و رفع كفاءة الشوارع والمسارات السياحية والمزارات الأثرية
د. عبد المقصود: "بانوراما أثرية تضم معبد خنوم و وكالة الجداوى وأقدم معصرة زيوت و30 منزلًا ومسجد العمرى"
نُشيد بالجهود المبذولة للحفاظ على أصول التراث الثقافى وتطوير المعالم
الأقصر - عبد الحق جاد: مدينة إسنا التاريخية و الأثرية والسياحية على خطى التطوير، إذ يجرى العمل على قدم وساق لتنفيذ مشروعات قومية لتطوير وإنشاء ورصف وتجميل الطرق بالمدن والقرى، بمشروع حياة كريمة، وتطوير مزاراتها الأثرية، "خاصة معبد خنوم ووكالة الجداوى، والقيسارية والمعصرة القديمة والسوق"، بعد أن كانت محرومة منذ عشرات السنين .. والآن تشهد المدينة طفرة في خدمات البنية التحتية وفى هذا الصدد بحث محافظ الأقصر مخطط "تطوير المدينة الأثرية" للوقوف على خطوات التنفيذ .. "الأهرام المسائى" تابع خطط إعادة اكتشاف الأصول التراثية للمدينة "ذات القيمة الأثرية النادرة والقيمة" والاستثمار في السياحة المستدامة .. خلال السطور التالية ..
عظمة الحضارة المصرية
في البداية أعرب الدكتور عمر محمد عبد المقصود، الباحث الأثري ومدير إدارة الوعي الأثري بمنطقة أثار مصر العليا بإسنا، عن الارتياح الشديد بتطوير المزارات الأثرية، ووضعها على خريطة المزارات السياحية بعد تطوير وكالة الجداوى والأثرية، والسوق السياحية القديمة، والقيسارية، والمعصرة القديمة للموسم السياحي الجديد، بما يليق بعظمة الحضارة المصرية؛ لتستعيد هذه المزارات بريقها بعد أن تعرضت إلى التدهور تم استعادت بريقها من جديد لكى تتاح بأجمل صورة للناظرين من أبناء الوطن والوفود السياحية.
بانوراما أثرية
ولفت إلى أن مدينة إسنا "مدينة عظيمة وتاريخية وتمثل تتابع حضارات مذهل ندر أن يجتمع" .. تضم سوق إسنا السياحي الذي ينتهي بوكالة الجداوي، التي تم إنشاؤها في عصر محمد على باشا، وفى مواجهتها "معبد خنوم" ، وعلى يسار السوق يوجد سوق القيسارية التجاري، وتعد المنطقة بانوراما أثرية، تضم أيضًا معصرة زيوت، وهى من أهم المعاصر في صعيد مصر، من حيث التصميم.
كما تضم المنطقة نحو ٣٠ منزلًا كنماذج لبيوت ذات طراز معمارى إسلامي متميز، فضلًا عن وجود عدد كبير من المآذن أهمها مئذنة المسجد العمري، ما يمثل تتابعًا حضاريا، يضم كل الحضارات.
معبد خنوم
و أشار "عبد المقصود" إلى أن "خنوم" فى الدين المصرى القديم، يُعد إله تم تصويره على شكل كبش، أو رجل له رأس كبش وله قرنان، فهو من قام حسب المعتقد المصري القديم بعملية الخلق المادي للإنسان من طمي النيل على عجلة الفخار.. واتخذ لنفسه وظائف ثانويّة كحارس لمنابع النيل وقد ُعبد في أماكن مختلفة في مصر مثل أسوان وأسنا وممفيس (منف).
نادر و منقطع النظير
وقال: " للوصول إلى معبد خنوم، عليك بالسير عبر سوق مدينة إسنا السياحي، وفي نهاية السوق يوجد معبد خنوم، وهو أحد آخر المعابد التي بنيت في مصر، ويعد سقف المعبد .. منظور رائع .. ونادر منقطع النظير وترى الشمس المشرقة في القارب بداخلها جعران، ويمثل اللون الداكن للشمس كسوفًا كليًا كان مرئيًا من مدينة إسنا عام 52 قبل الميلاد.
وهكذا نعلم أن المعبد تم تشييده بعد وقت قصير من عام 52 ق.م.
فن الفخار
وتابع: "بما أنه يعتقد قديما أن "خنوم" هو إله الخصوبة ويرتبط بفن الفخار، وكان يعتقد أيضًا أنه قام بتشكيل جميع المخلوقات على عجلة الخزاف الخاصة به، تم بناء معبد خنوم في عهد الرومان، ولكن الزخارف الموجودة على جدرانه ذات طراز مصري .. ويمكن رؤية الإمبراطور تيبيريوس على جدار المعبد وهو يهزم أعداءه .. ويلاحظ الأسد تحته".
وكالة الجداوي
وأوضح أن مشروع تطوير وكالة الجداوي؛ يهدف إلى الحفاظ على الأثر وزيادة الوعي الأثري لدي المواطنين، وإعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية لمدينة إسنا، مشيرًا إلى أن أعمال التطوير تضمنت ترميم وتدعيم الأساسات والأعمدة والحوائط والأسطح والأسقف الخشبية وتنفيذ أعمال الأرضيات الداخلية وإحلال التربة، وترميم العناصر الخشبية من أبواب وشبابيك بالإضافة إلى ترميم و تدعيم الواجهة وتركيب نظام إضاءة متطور و تطوير الموقع العام والمرافق الخارجية والداخلية وجار الإعداد لمشروع إعادة توظيف الأثر.
النموذج الفريد
ولفت إلى أن وكالة الجداوي تشكل بانوراما أثرية مع معبد إسنا الروماني ومئذنة الجامع العتيق وأيضًا النموذج الفريد لبقية آثار إسنا. وهى منشأة تجارية شيدها حسن بك الجداوي سنة 1207 هــ ، 1792 م، والذى سمي بالجداوي لأنه تولى إمارة جدة في عهد على بك الكبير سنة 1184هـ.
وأوضح "عبد المقصود" أن الوكالة بنيت من طابقين من الطوب الأحمر المعروف بالآجر .. يوجد بالطابق الأرضي مجموعة من الحوانيت لعرض السلع، أما الطابق العلوي فكان يستخدم لمبيت التجار ويمكن الوصول إليه عن طريق سلمين أحدهما بالجهة الشمالية والآخر بالجهة الغربية والشمالية الشرقية، تطل واجهة الوكالة الرئيسية على معبد الإله خنوم الشهير بمعبد إسنا ويتوسط كتلة المدخل الذي يعلوه عقد مدبب بداخلة ثلاثة عقود مدببة ويزخرف كوشتيه مداميك من الطوب الآجر.
المسجد العمري
ويقول عبد الناصر محمد، الخبير السياحي، إن مدينة إسنا الأثرية التاريخية يتردد عليها عشرات السياح يوميًا القادمين لزيارة معبد إسنا الشهير وما تشهده من طفرة في الخدمات، و تطوير المزارات الأثرية والسياحية يعد انجازا كبيرا يحسب لتوجهات الحكومة واهتمام الدولة بهذا الملف.
وأكد أنه يوجد بإسنا العديد من المباني والمساجد الأثرية ذات الطابع الخاص، منها المسجد العمري وهو أول مسجد بني في المدينة وتنتمي إليه المئذنة والذي سمي بالمسجد العمري نسبة إلى سيدنا عمر بن الخطاب وفقًا للعهدة العمرية.
و أضاف؛ أنه قد تم هدم المسجد وأعيد بناءه مرة أخرى، على الطراز الحديث إلا أنه تم الإبقاء على المئذنة على وضعها القديم دون المساس بها .. وقد سُمي أيضًا بالمسجد العتيق والجامع الكبير.
مسيرة البناء
وقال أحمد زنط، إن هناك اهتمامًا كبيرًا بمدينة إسنا من تطوير للمسارات السياحية ومشروعات في القرى الأكثر فقرًا لم نشهده من قبل نحن نشيد بجهود الدولة التي عوضت الحرمان الكبير من عشرات السنين على تقديم أفضل خدمة للمواطن الأقصري بمشروعات حياة كريمة في القرى والنجوع من مياه وكهرباء وصرف صحي ومنازل ، ورفع كفاءة المسارات السياحية، والتأكيد على أن كل مؤسسات الدولة تتكامل لتحسين جودة حياة المواطنين واستكمال مسيرة البناء والتنمية.
المشروع (إسنا 2030)
وكان المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر، التقى مع المهندس كريم إبراهيم، مدير مشروع الاستثمار في السياحة المستدامة والمتكاملة بإسنا؛ لبحث خطط تطوير مدينة إسنا، تم خلال اللقاء عرض ما تم تنفيذه في مشروع تطوير مدينة إسنا والممول من "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" في إطار الارتقاء بمدينة إسنا سياحيًا وإعادة اكتشاف الأصول التراثية للمدينة والاستثمار في السياحة المستدامة والمتكاملة ارتباطًا بأهداف التنمية المستدامة 2030 والمخطط الإستراتيجي لمدينة إسنا.
كما شهد اللقاء عرض رؤية وأهداف المشروع (إسنا 2030) ومراحله وما تم إنجازه بالإضافة إلى عرض فيلم تسجيلي عن مقومات إسنا التاريخية والأثرية وما تم تنفيذه من أعمال تطوير المباني التاريخية وترميم المزارات الأثرية.
مدينة تاريخية مكتملة المعالم
وأكد محافظ الأقصر أهمية مدينة إسنا مشيدًا بمخطط تنمية المدينة الذي سيعمل على تحويلها إلى مدينة تاريخية مكتملة المعالم مع إظهار ركائز التنافسية السياحية للمدينة، معربًا عن تقديم المحافظة أوجه الدعم كافة في سبيل تنفيذ أهداف مشروع الاستثمار في السياحة المستدامة والمتكاملة بإسنا للحفاظ علي أصول التراث الثقافي وتطوير المناطق السياحية والمعالم التاريخية وتطوير المنتجات والخدمات السياحية لتحقيق عوائد اقتصادية للمجتمع المحلي وتعزيز الصورة التسويقية لمدينة إسنا.
حضر اللقاء الذي عقد بديوان عام محافظة الأقصر؛ محمد عبد الفتاح سكرتير عام محافظة الأقصر وهدى مغربي، السكرتير المساعد للمحافظة والعميد عمرو حسن، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب المحافظ، ومسئولي الآثار والسياحة بالأقصر ورئيس مدينة إسنا، ونيفين عقل مدير وحدة التصميم بالمشروع.