حكايات من الواقع يكتبها: خالد حسن النقيب
موضوعات مقترحة
إحساس خانق يحاوطنى، أموت به ألف مرة جعل منى عجوزًا على قيد الشباب أتجرع مرارة اختيار هو السبيل الوحيد للسعادة و هو السبيل للتعاسة أيضًا.
عندما يكون الإنسان أمام اختيار حتمى قوامه حياته لا يتردد فى القرار و إن كان يبدو للآخرين مستحيلا فليس أحد يستشعر النار تحرقه مثل من يطبق عليها بيديه، فأنا امرأة تجرعت سم الخيانة و قتلت به و رأيت فى حريتى خلاصًا و فى ابنى طوق نجاة لحياة تجردت فيها من كل شئ إلا منه أحيا به و له .. !
أرادت لى الأقدار أن أمر بتجربة حياتية مريرة خرجت منها أطلال امرأة بين يدى طفل صغير لا ذنب له غير إنه ولد لأب تجرد من كل معانى الإنسانية جعل من ابنه يتيمًا و هو على قيد الحياة.
انفصلت عن زوجى و لم يمض على زواجنا عامين، تجرعت خلالهما مرارة و حسرة و أنا أرى خيانة زوجى لى بعينى و على فراشى و أكتم فى نفسى لأحافظ على بيتى و لا أحرم إبنى من حقه فى العيش داخل كيان أسرى متكامل من أب و أم فيخرج للدنيا متوازنا نفسيا و لكن حياة ابنى كانت على كف عفريت مهدد بالتشرد والضياع.
أنا الآن أعيش لابنى أبًا و أمًا، أعمل بكل طاقتى لأنفق عليه و أرببه تربية صالحة و لكنى لا أسلم من لسان الناس يلوكون سيرتى لأنى رفضت الزواج أكثر من مرة لا يفهمون أنى لا أفكر فى حقى كإمرأة مازالت فى طور الشباب و إنما أفكر فى ابنى و فى مستقبله ، بعت نفسى و حياتى و سعادتى من أجله و لكنهم يستكثرون على أمومتى، أهلى يظنون بى الظنون و كأن رجلا فى حياتى و يخشون على من الزلل و الجيران يتناقلون الإشاعات من حولى و بعض جاراتى يخشين على أزواجهن منى .. !
لست أدر هل أعيش فى هذه المأساة كثيرا ؟ هل يمكن لإرادتى أن تضعف و يجرفنى تيار الحياة إلى هاوية لا أدر إن كنت أنجو منها أم لا ؟ أخشى على ابنى من زوج الأب و يكفيه اليتم على قيد الحياة و أخشى على نفسى أن ألهو عن ابنى لصالح أى شخص أيا كان’ اللهم دلنى على الطريق أسلكه مطمئنة غير مرتجفة و سكن حيرتى فما بت أستطيع استبيان الطريق.
م . س
ما أقسى ما تعيشينه و تفرضيه على حياتك، هونى على نفسك يا ابنتى و ترفقى بقلب أتت عليه الدنيا و ما عاد يتحمل آلاما تثقله و تميته ذلك هو قلبك المتهاوى حيرة و خوفا و لك أن تستبينى صلاح الطريق الذى تسلكينه من نبع النور فى قلبك و هو اليقين أن الله سبحانه و تعالى لن يتخلى عنك و سيعوضك عوضا رحيما عما لاقيتيه و عسى أن تكرهى شيئا هو خير لك و عساك تحبى أمرا ربما يكون كرها لك فلا تتركى نفسك للحيرة تأكل أيام عمرك و اعلمى أن الأقدار بيد الله تعالى يقسمها كيف يشاء.
ربما كانت الشائعات أشبه بكرة الثلج التى تبدو صغيرة فى بدايتها و لكنها سرعان ما تكبر و تجتاح فى طريقها كل شئ و لعل ذلك من سلبيات ما توارثنا من سلوكيات مجتمعية قبلية لابد و أن نعى ضررها و نتجنبها بالتوعية و الإرشاد الدينى المستمر و عليك أن لا تنساقى انفعالا وراء ما يلوكه الناس شائعة عنك و تمسكى بثقتك فى نفسك و إرادتك القوية حتى تكملى رسالتك نحو ابنك و لا ترى فى خوف أهلك عليكى ضررًا أعذريهم فهم لا يريدون لكى غير السعادة و بالفعل لست معك أن بعتى نفسك بحجة سعادة ابنك فقد يهبك الله رجلا حقا يعوضك عن التعاسة التى عشتيها و يكون لكى السند و الأب لابنك فقط فوضى أمرك لله سبحانه وتعالى إنه بصير بالعباد و لسوف يلهمك الصواب بإذنه تعالى.