Close ad

يصفه البعض بـ"الدلع" ويراه آخرون "صحة في النازل" : طفلك "الانتقائي".. له أسبابه

27-11-2022 | 15:55
يصفه البعض بـ الدلع  ويراه آخرون  صحة في النازل   طفلك  الانتقائي  له أسبابه ل
هند رأفت

د. إسلام سعيد: "فاتح شهية" طلب متكرر من الأمهات معظمه مبني على "وهم".. والأزمة وحلها في النظام المتبع مع الطفل

موضوعات مقترحة

"ابنك خاسس أوي هو مبياكلش ولا إيه؟"، "الولد ضعيف مش زي اللي في سنه"، "بنتي بتدلع وبتاكل بالعافية".. هذه الأحكام نطلقها وغيرنا على أولادنا بصيغة تأكيدية تحمل كثير من الاتهامات للطفل وتلقي باللوم والمسئولية عليه في نظام حياته الذي يتشارك فيه مع باقي أفراد أسرته من باب التعود والروتين.
معادلة صعبة يتبادل فيها كل الأطراف - حتى غير المعنية بالمشكلة - أسباب الأزمة واقتراحات بحلها ولكن دون اللجوء لطبيب يقرر التشخيص السليم خاصة وأن هناك نسبة تنتهج الانتقائية بصورة مختلفة أشبه بمتلازمة مرضية تظهر عند الطفل تسمى "اضطراب الأكل الانتقائي" والتي يرفض فيها الطفل بل وبعض البالغين والكبار أطعمة محددة لأسباب مختلفة قد تتمثل في ملمسها أو رائحتها أو التصنيف الذي تنتمي إليه كنوع طعام، الأمر الذي يظهر في نتائج سلبية حال مخالفته أو الضغط على الشخص الذي يعاني هذا الاضطراب لتجربة نوع طعام لا يفضله، وتتمثل تلك النتائج في بعض الأعراض كالقئ والغثيان وأحياناً بقع وطفح جلدي.
ولأن اضطراب الأكل الانتقائي يبقى الاستثناء عن القاعدة، فإن "الأهرام المسائي" تتناول الشكوى العامة التي قد تختفي وتُزال إذا زالت الأسباب.
بدأ الدكتور إسلام سعيد أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة حديثه بما وصفها بالشكوى العامة لدى الأمهات اللاتي يلجأن إليه طلباً لـ"فاتح شهية" مع تفسير السبب بأن "الولد خاسس وتعبان"، تلك العبارة التي تتقاسمها الأمهات بحثاً عن زيادة وزن أطفالهن.
ليوضح الدكتور إسلام أن وصم الابن بالضعف والتعب لمجرد النظر إلى وزنه أمر غير مقبول لأن الوزن ومعدل النمو يختلف من طفل لآخر كما أن بعض الأمهات تصاب بـ"وهم" الضعف وتعتقد أن الأطفال تعاني من ضعف الوزن ورغم ذلك يكون الطفل طبيعياً.
ولكن في الوقت نفسه لا ينكر وجود مشكلة في شهية نسبة كبيرة من الأطفال الذين تعتقد أمهاتهم في وجود أزمة لديهم، لذلك يقدم الدكتور إسلام بعض النصائح التي ينبغي تتبعها كتسلسل لكشف سبب المشكلة.
يشير إلى أن شهية الطفل قد ترتبط بإستراتيجية الطعام، أي النظام الذي يسير وفقه المنزل، فإذا كان وفقاً لنظام الثلاث وجبات الأساسية كوجبات كاملة لا بد من تغيير النظام واستبداله بوجبات صغيرة مقسمة على مدار اليوم موضحاً أن هذا النظام يفلح مع الكثير من الأطفال مقارنة بحجم وجباتهم على سفرة كبيرة مليئة بأصناف مختلفة.
وينصح بعدم تناول الأطفال للحلوى أو العصائر وكل ما يطلق عليها "سناكس" على مدار اليوم لأنها تؤثر على شهيتهم بالسلب حين يحين وقت الوجبات الرئيسية.
كما يوضح أن المجهود البدني الكبير الذي يبذله بعض الأطفال سواء باللعب أو ممارسة الرياضة يؤثر بشكل إيجابي على فتح شهية الطفل لأنه يكون قد بذل مجهوداً كبيراً يزيد شعوره بالجوع.
ويرى أن تقديم نصيب الطفل من الطعام في أطباق صغيرة يشعر معها الطفل أن مهمته سهلة في إنهاء وجبته وأنه حقق إنجازاً بقدرته على الانتهاء منه، وذلك مقارنة بالطبق الكبير الذي قد الطفل أمامه بالعجز الذي يقوم بترجمته للرفض.
ويشدد على عدم إجبار الطفل على تناول الطعام بل وينصح بتأجيل عرض الطعام عليه في حالة رفضه حتى لا يكره الطعام أو يعتقد أنه فرض إلزامي يمنعه عن اللعب.
ويرى الدكتور إسلام أن مشاهدة الطفل للتليفزيون أو استخدام التليفون المحمول أثناء تناول الطعام يساهم في تشتيت تركيزه ويقلل من القدر الذي يمكنه تناوله، بل قد يرفض الطعام من الأساس.
ويقول أن شرب الحليب على مدار اليوم رغم أهميته وفوائده إلا أنه يعتبر وجبة دسمة لذلك لا بد من اختيار الوقت المناسب لمنحه إياه وفي هذه الحالة يعتبر المساء قبل الخلود للنوم هو أنسب توقيت لأنه يساعد على إشباع الطفل والخلود للنوم بسرعة وعمق.
ويشير الدكتور إسلام إلى أن درجة حرارة البيت من العوامل المؤثرة على شهية الطفل، موضحاً أن ارتفاع درجة الحرارة يقلل من شهية الطفل لذلك يشدد على الحفاظ على درجة حرارة مناسبة في فصل الصيف بـ"التكييف" أو "المروحة" لضمان فتح شهية الطفل.
ويوضح أن هناك بعض العوامل التي تؤثر على شهية الطفل سواء بالسلب أو الإيجاب؛ فمثلاً وجود أطفال آخرين يشاركون الطفل طعامه سواء إخوته أو أقارب له يشجع الطفل على تناول نسبة أكبر من المعتاد وهو أمر يؤثر بالإيجاب على شهيته، ويشير أيضاً إلى أن تدخل الأب بالمساعدة في إطعام الطفل يساعد في فتح شهية الطفل لأنه اعتاد وجود أمه التي تُلزمه بتناول الطعام أما الأب فلا يقوم بالأمر كثيراً لذلك يستجيب له الطفل بصورة أفضل، وينطبق الأمر نفسه على الجدة والخالة وغيرهم من الأشخاص الذين لم يعتاد الطفل على قيامهم بمثل هذه المهمة.
أما في فترات التعب والمرض وكذلك أوقات التسنين تتأثر شهية الطفل بالسلب لذلك ينصح بعدم الضغط على الأطفال في مثل هذه الفترات الصعبة التي يفقدون فيهم شهيتهم حتى تمر.
وبالإضافة إلى تلك النصائح يرى الدكتور إسلام أن اللجوء لبعض الوصفات الطبيعية التي تعتبر "فاتح شهية طبيعي لا دوائي" من الأمور التي تساهم في زيادة قبول الطفل للطعام بل ويساعد في فتح شهيته.
وضرب المثل بعصير الجزر الذي بخلاف احتوائه على فيتامينات ومعادن إلا أنه يساهم في فتح الشهية ويساعد على الهضم، ومن الممكن إضافة معلقة أو اثنين عسل للعصير ولكن للأطفال بعد عمر سنة.
ويشير إلى أن تقديم الزبادي كامل الدسم مع سمسم محمص مطحون يزيد من وزن الأطفال، وكذلك مشروب الحلبة الذي يفتح الشهية ولكن بمقدار ربع كوب حتى لا يشبع مرتين أو ثلاثة أسبوعياً وذلك للأطفال فوق عمر سنتين.
ليُنهي حديثه مؤكداً أن هذه النصائح للشكوى العامة من فقدان الشهية لدى الأطفال مع الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى قد تكون السبب وتستلزم الكشف والمتابعة مع الطبيب لأنه يحدد معدل النمو الطبيعي ويعرف قدر الزيادة المناسبة لكل سن سواء للطول أو الوزن أو محيط الرأس، بالإضافة إلى الوقوف على بعض التحاليل التي تحدد نسبة أنيميا نقص الحديد التي قد تكون سبباً في التأثير على مستوى التحصيل الدراسي والانتباه والتركيز وكذلك قدر الجهد المبذول.