عز الدين عبد العزيز
موضوعات مقترحة
بعد نزوحه مع أسرته مقبلا من محافظة مجاورة لأسوان عاش "خ" حياة كريمة ولم يكن يعاني من شيء في ظل كونه الابن الوحيد للأب الذي التحق بالعمل في وظيفة متواضعة بإحدی الشركات الخاصة بمدينة كوم أمبو ، وبمرور الزمن لم يراع الابن تضحيات أبيه لتوفير متطلباته رافعا راية التمرد ولم تفلح كل محاولات تقويمه حتی لعب شياطين الإنس برأسه ودفعوه إلى دائرة الإدمان التي سدد فاتورتها قبل أن يتمم العقد الثاني من عمره ليدخل السجن بعد ضبطه متلبسا بحيازة السموم البيضاء بغرض الاتجار المضبوطات وتحديد جلسة عاجلة لمحاكمته.
كان الأب المكلوم يعول كثيرا علی فلذة كبده ليكون سنده وعكازه الذي سيستند عليه مستقبلا عندما ينحني ظهره، ودارت عجلة الزمن وكبر الابن "خ" وبلغ من العمر مرحلة المراهقة شديدة وأكمل تعليمه المتوسط علی مضض حتى تعرف علی مجموعة من قرناء السوء بمدينة كوم أمبو وظل يلتقي بهم كل ليلة علی المقاهي لتناول المواد المخدرة بجميع أصنافها ليتحول الشاب "خ" إلى مدمن رسمي.
بمرور الزمن وفي ظل حالة البطالة التي يكتوي بنارها، كان "خ" يبحث عن توفير متطلبات مزاجه، ومن أجل ذلك فعل كل شيء مع أسرته فكان يسرق ما خف وزنه وغلا ثمنه لكي يدبر نفقاته، وحتی لا تفتعل مشكلة مزعجة تكتمت الأم كثيرا علی تصرفات ابنها الشيطانية حتی افتضح أمره مما دفعه والده إلی طرده دون رجعة.
فكر الشاب في اللجوء إلى ترويج المواد المخدرة، ومع بداية خطوات مشواره، حقق "خ" العديد من المكاسب المالية وتخطی طموحه ما كان يتمناه ليصبح واحدا من كبار تجار الصنف المعروفين بين أوساط المدمنين.
مع اتساع دائرة نشاطه وامتدادها إلي مراكز المحافظة السمراء، واجه "خ" العديد من المطبات الصعبة، مما جعله يبحث عن معاونين من الوجوه الجديدة المدمنة غير المألوفة لدي الأجهزة الأمنية، وظل "خ" سائرا في طريق الشيطان وأطلق على نفسه لقب "اللورد" ولم يفكر ولو للحظة في أن نهايته المحتومة.
قرر "اللورد " اختيار أقرب أصدقائه ليكون ذراعه اليمنی وكاتم أسراره، وبمرور الشهور سالت الأموال بين يد اللورد وصديقه ومعاونه الذي انبهر بهذا الثراء السريع الذي لم يكن يتوقعه، وبقدر ما كانا يتخذانه من إجراءات الحيطة والحذر، إلا أن توجيهات القيادات الأمنية بتطهير بؤر السموم البيضاء بالمحافظة، خاصة في ظل انتشار السموم القاتلة مثل البيسة والشابو كان مهما لدفع رجال المباحث لتكثيف ملاحقاتهم لهذه البؤر ومنها بؤرة "اللورد".
علی الفور كلفت القيادات ضباط المراكز بتشكيل مجموعات من فرق المباحث بالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات، حيث قام فريق بحث بمركز كوم أمبو من غرس عدد من عناصر الشرطة السريين داخل بؤرة "اللورد"، وتوصلت المعلومات والتحريات التي أجرتها هذه العناصر إلی قيام "خ" وشهرته "اللورد" بترويج البانجو وبعض أصناف السموم الأخری متخذا من إحدی المناطق البعيدة بؤرة للترويج بمساعدة صديق له يدعی "س".
بعرض المعلومات وتقنين الإجراءات تم إعداد مأمورية خاصة من رجال المباحث، حيث تم نشر العديد من العناصر السرية والأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من أماكن تردد "اللورد"، خاصة وإنه يقوم بترويج سمومه في الأوقات المتأخرة من الليل، وفي توقيت محدد وبعد أن تم رصد تحركات اللورد وصديقه، تركتهما عناصر الشرطة السريين يمران في أمان حتی يسقطا في الكمين الذي نصبه لهما رجال الأمن، حيث داهمتهما القوة وألقت القبض عليهما متلبسين بالبانجو والبيسة وتم اقتيادهما لديوان المركز لتحرير المحضر اللازم،وأمام المحقق وقف الشريكان يبديان الندم ليأمر المحقق بحبسهما وتحريز المضبوطات.