"رحمة".. إسكندرانية بـ "100 راجل"
موضوعات مقترحة
طالبة جامعية تعمل "ديليفرى" وتؤكد: "أكل العيش مافيهوش بريستيج"
الإسكندرية - محمد عبد الغنى:
بجوار أحد المطاعم، نزلت الفتاة العشرينية عن دراجتها، حاملة حقيبتها، متوجهة إلى المطعم للحصول على "أوردر" طلبه أحد "العملاء" عبر أحد التطبيقات الشهيرة، لإيصاله إليه، فى رحلة تتكرر كثيرًا خلال اليوم الواحد، كأول فتاة تعمل فى مجال توصيل الطلبات "دليفرى" فى الإسكندرية.
رحمة أحمد 20 عاما، طالبة فى الصف الثالث بكلية التجارة جامعة الإسكندرية، لا ترى أن العمل فى توصيل الطالبات "عيبا"، أو أنه مهنة مقتصرة على الشباب، فعملت به غير عابئة بنظرات الكثيرين، مؤكدة "أن أكل العيش مافيهوش بريستيج وعلى كل إنسان أن يبنى نفسه بنفسه".
الفتاة لاقت تكريمًا من قيادات الدولة وعلى رأسهم الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، والذى أعتبرها قدوة للفتيات والشباب ومنحها دراجة لاستخدامها فى عملها بناء على طلبها .
كما كرمها اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية والذى استقبلها فى مكتبه ومنحها شهادة تقدير، مؤكدا أنها تعد نموذجا ومثالا مشرفا للفتاة المصرية والسكندرية.
بدوره أعلن رئيس جامعة الإسكندرية عن دعمه للطالبة باعتبارها نموذجًا محفزاً للشباب على العمل والكفاح، وقدم لها شهادة تقدير، وأعلن عن تكفل الجامعة بمصروفات الطالبة الدراسية اعتبارًا من العام الدراسى المقبل، وتقديم كل سبل الدعم والرعاية لها خلال فترة الدراسة.
وتقول الفتاة لـ "الأهرام المسائى": "أنا باشتغل من وأنا عمرى 15 سنة، فقد اشتغلت فى مهن كتيرة، وفى مصانع، واستقريت منذ عام فى مهنتى الحالية فى توصيل الطلبات "، مؤكدة أنها لم تكن تتوقع كل تلك التكريمات والتشجيع .
وأشارت، إلى أنها من أسرة ميسورة الحال، وتتحدث أكثر من لغة، ولكنها رأت أن تعمل من أجل أن تتحمل المسئولية منذ صغرها ولا ترى أن هناك مهن مقصورة على الرجال، فهناك امرأة بـ100 راجل، على حد قولها، مضيفة: "باستغرب من الناس اللى بتشوف أن شغل "الديلفرى" مش من مستواهم، مؤكدة "عمر الشغل ما كان عيب، وفى بلاد بره مفيش النظرة دى لأى عمل".
وتوجهت "رحمة" بالشكر إلى وزير الشباب والرياضة على منحها دراجة لتسهيل عملها، مشيرة إلى أنها فى البداية كانت تعمل على "المشاوير" القريبة لأنها لا تملك درجة، وقالت "كنت أمشى كثيرا فى الحر حاملة شنطة الطلبات لمدة تصل لـ14 ساعة، أما الآن فالموضوع سيكون أسهل كثيرا".
كما توجهت بالشكر إلى كل من رئيس جامعة الإسكندرية على تكفل الجامعة بمصاريفها، ومحافظ الإسكندرية على استقبالها وتكريمها.
وأشارت "رحمة"، إلى أنها تعمل منذ سنوات تمكنت خلالها من توفيق مواعيد عملها مع المحاضرات والمذاكرة، وكانت دائما متفوقة فى دراستها.