أسوان تتخلص من "فوبيا" السيول

صفحة كاملة بالصور

 

أسوان تتخلص من "فوبيا" السيول

المحافظ: مراجعة شاملة للمخرات الصناعية.. وإعادة بحث موقف غير المستحقين للإيواء العاجل.. ارتياح بين الأهالى للتحركات المبكرة

 

أسوان - عزالدين عبد العزيز:

حتی لا تلدغ من السيول مرتين، تستعد الأجهزة التنفيذية بمحافظة أسوان لمواجهة أي ظروف مناخية طارئة مثل تلك التى تعرضت لها فى نوفمبر الماضى، بعدما كشر الطقس السيئ عن أنيابه وهطلت الأمطار بغزارة غير مسبوقة؛ مما أسفر عن انهيار مئات المنازل داخل القری، وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى وقتها علی متابعة الموقف أولا وقام بزيارة قرية غرب أسوان ووجه بإدراجها ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، كما وجه منظمات المجتمع المدنى بالتنسيق مع الحكومة فى إعادة إعمار وبناء المنازل المنهارة وتجهيزها بالأثاث والمفروشات والأجهزة الكهربائية والمنزلية تعويضا للأهالى عن الأضرار التى لحقت بهم.

وتسابق أجهزة المحافظة الزمن للانتهاء من جميع الترتيبات اللازمة لمواجهة أي أحداث أو مواقف طارئة قد تحدث، والاستعداد التام للتعامل الفورى مع ما ينتج عنها من آثار، وتلافى السلبيات التى تسببت فى الأحداث التى شهدتها بعض مناطق المحافظة العام الماضى.

 

اجتماع تنسيقى

وأكد اللواء أشرف عطية محافظ أسوان أنه عقد اجتماعا لعرض سيناريوهات مجابهة موسم الأمطار الغزيرة والسيول المتوقعة، طبقاً لتعليمات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء وتكليفات اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية برفع درجة الاستعداد واتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة فى هذا الشأن.

وأضاف المحافظ أنه شدد خلال الاجتماع على ضرورة إزالة أي تعديات أو منشآت ومبانى تقع على المخرات الصناعية بالتنسيق بين الرى ومديرية الأمن، مشيرا إلى أنه وجه رؤساء الوحدات المحلية  بالمرور على أعمال الحماية من مخاطر الأمطار الغزيرة والسيول، والتى تشمل الترع والبرابخ ومخرات السيول والمصارف والسدود والحواجز والبحيرات بإجمالى 36 مخرا صناعيا بأطوال 131 كيلومترا، بجانب المرور على مهمات الإغاثة والتأكد من جاهزيتها، وحصر أعدادها بالتنسيق بين مديرية التضامن الاجتماعى، والهلال الأحمر، ومنظمات المجتمع المدنى، والجهات المختصة، وذلك لوضع خطة شاملة للتعامل مع أي مواقف طارئة قد تحدث خلال موسم الأمطار .

 

تركيب شبكات صرف مياه الأمطار

وأكد محافظ أسوان أهمية تركيب شبكات صرف مياه الأمطار داخل أماكن تجمعات المياه بالتوازى مع أعمال التطوير والتجميل، كما وجه إلی التوسع فى الاستعانة بالمعدات والسيارات المتخصصة فى شفط تراكمات المياه، بالإضافة إلى التأكد من توافر محولات الكهرباء التبادلية بمختلف محطات مياه الشرب والصرف الصحى، وكذلك الاستفادة من دروس تداعيات السيول الأخيرة التى اجتاحت بعض مناطق المحافظة فى نوفمبر 2021، سواء كانت نقاط للقوة أو للضعف .

 

إجراءات التسكين

وحول الحالات غير المستحقة لمساكن الإيواء العاجل التى تم تسكينها خلال السيول الأخيرة، أكد محافظ أسوان أنه شدد علی مراجعة كافة الحالات، وإخلاء المخالفة لقواعد التسكين، وذلك لتوفير أكبر عدد من الوحدات السكنية للمتضررين، خاصة وأنه تم تقديم الخدمات السكنية والإنسانية العاجلة لحوالى 1873 أسرة تضررت من سيول العام الماضى، منها 380 أسرة تم تسكينها بحى السلام، و18 أسرة بمساكن الطويسة.

 

 

ربط غرفة العمليات بمركز التنبؤات

وأشار المحافظ إلى أنه كلف بربط غرفة العمليات الرئيسية بالمحافظة بمركز التنبؤات بمعهد بحوث الموارد المائية، وهيئة الأرصاد الجوية ساعة بساعة، مؤكدا أنه سيتم فرض موقف افتراضى طارئ للتأكد من جاهزية كافة الأجهزة المعنية، وقدرتها على التدخل السريع، والتعاطى مع أي مواقف طارئة.

 

ارتياح للاستعدادات المبكرة

من جانبهم، أعرب أهالى أسوان عن ارتياحهم الشديد بالاستعدادات المبكرة لمواجهة أي أمطار غزيرة أو سيول أو تغيرات فى الطقس خلال فصل الخريف، مؤكدين أن اهتمام الرئيس السيسى بما شهدته قری المحافظة من سيول فى العام الماضى قد أدی إلی تجاوز هذه الكارثة سريعا، بداية من خلال إعادة إعمار المناطق، ونهاية  بالتعويضات العينية التى تم صرفها للمتضررين من أثاث ومفروشات وأجهزة كهربائية.

 

خطوات استباقية

ويقول جاه الرسول حسن ـ من نجع الجعلابية بقرية غرب أسوان ـ إن هذا التحرك السريع للاستعداد لمواجهة السيول يؤكد حرص الدولة علی عدم تكرار هذه الكوارث حفاظا علی مواطنيها، ووجه الشكر للجميع علی الخطوات الاستباقية لمواجهة الظروف المناخية المتوقعة فى مثل هذه الأيام من كل عام .

 

الحد من الأثار السلبية

ويؤكد محمد صبرى سرور رئيس الاتحاد النوعى للجمعيات النوبية أن الاستعدادات المبكرة التى تقوم بها الأجهزة التنفيذية لمواجهة مثل هذه الأزمات ستحد كثيرا من أي آثار سلبية قد تنجم عن السيول، وخاصة فى المناطق الأكثر عرضة للسيول والأمطار الغزيرة بمناطق غرب أسوان.