موضوعات مقترحة
مشروعات ضخمة لفصل مياه الأمطار عن الصرف الصحى.. ومعدل إنجاز المرحلة الأولى 50%
المحافظ: إستراتيجية متكاملة لإدارتها.. ورئيس الشركة: تخدم "الدلتا الجديدة"
الإسكندرية - محمد عبد الغنى:
لطالما عانت الإسكندرية على مدار سنوات من النوات العنيفة التي تضربها بقوة خلال فصل الشتاء تغمر شوارعها في بحيرات من المياه العميقة بعد فشل مطابق الصرف الصحي المتهالكة في استيعابها مما يتسبب في توقف حركة الحياة بشكل كامل، ومن هنا كان لابد من التفكير في مشروع لفصل شبكة الصرف الصحي عن شبكة صرف مياه الأمطار.
إنجاز 50% من المرحلة الأولى
وعلى قدم وساق تواصل الأجهزة المعنية العمل كخلية نحل للانتهاء من ثلاثة مشروعات لفصل مياه الأمطار عن الصرف الصحي بالإسكندرية والتي تجري في كل من شارع سليم حسن بالشاطبي، وشارع الدلتا بسبورتنج، وشارع شعراوي كمرحلة أولى بمعدل تنفيذ يتراوح بين 40% إلى 50%، وذلك في ضوء توجيهات القيادة السياسية بتنفيذ الإستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار بالمحافظة.
إستراتيجية متكاملة لإدارة مياه الأمطار
وأكد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، أن المشروعات الإستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار الجارى تنفيذها بالمحافظة تعد من أهم الحلول الجذرية التي تساهم بشكل مميز في الحد من الآثار الناجمة عن سقوط كميات مياه الأمطار غير المسبوقة التي تشهدها الإسكندرية كل عام خلال السنوات الأخيرة نتيجة للتغيرات المناخية .. وكذلك استغلال هذه الكميات الكبيرة من مياهها .
وأضاف أن إستراتيجية إدارة مياه الأمطار تم تقديمها من قبل جامعة الإسكندرية، وقد وجه رئيس مجلس الوزراء بالبدء الفوري في تنفيذها، لافتًا إلى أن الإستراتيجية تتكامل مع بعض المشروعات الجاري تنفيذها بالتنسيق مع الجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف الصحى، وشركة الصرف الصحى بالإسكندرية.
وأوضح أن المشروع سيخفف الضغط عن شبكات الصرف الصحي, وخاصة خلال نوات الشتاء العنيفة التي تعرضت لها المدينة خلال السنوات الأخيرة مع التغيرات المناخية الحادة.
الانتهاء 30 أكتوبر المقبل
من جانبه قال اللواء محمود نافع رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، أن التكلفة التقديرية للمشروعات الثلاثة ضمن المرحلة الأولى بوسط وشرق المدينة تبلغ 160 مليون جنيه، ويجرى تنفيذها بمناطق: "الشاطبي، كليوباترا، لوران " ، وذلك من خلال البروتوكول المبرم بين شركة الصرف الصحي وإدارة المياه بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ومن المقرر الانتهاء منها 30 أكتوبر المقبل ، فيما لا يزال العمل جاريا فى إعداد مخطط المرحلتين الثانية والثالثة بغرب وأقصى شرق المدينة .
خدمة " الدلتا الجديدة "
وأوضح، أن المشروع سيعمل على إنشاء شبكة لصرف مياه الأمطار منفصلة عن شبكة الصرف الصحي القائمة، لتحقيق الاستفادة القصوى من كميات كبيرة من المياه وإعادة استخدامها في مشروع الدلتا الجديدة .
وأشار إلى أنه سيجري رفع كفاءة محطات الرفع لكي تعمل بالطاقة التصميمية الكاملة لها، وتشتيت حركة الأمطار واعتماد آلية الحصر والتجميع لسرعة تصريف مياه الأمطار، ومراجعة وصيانة الطلمبات بكافة الأنفاق للحفاظ على السيولة المرورية بالمحافظة .
تطهير " الشنايش "
وتابع : كما يهدف المشروع إلى تطهير " الشنايش " قبل وبعد كل نوه لتفادي انسداد شبكة الصرف الصحي، ومراجعة وصيانة الروافع والتأكد من جاهزيتها الميكانيكية والكهربائية للعمل بكامل طاقتها فى رفع مياه الأمطار، وإعداد الرسومات التنفيذية لفصل شبكة الأمطار عن الصرف الصحى فى المناطق الجارى التنفيذ بها .
وأشار إلى أنه سيجري العمل على الاستفادة من مياه الأمطار و تحويلها إلى المصارف لإعادة استخدامها، مع ضرورة أن تتضمن تلك الإجراءات ما يتم تنفيذه حاليا من مشروعات تنموية بالمحافظة، وأيضا وضع الدراسة للمراحل التالية من المشروع للتنفيذ فى باقى أحياء الإسكندرية .
وأوضح نافع أن مشروع فصل مياه الأمطار عن مياه الصرف الصحي يعد مشروع رئيسي ومهم بالمحافظة وكان موجودا من قبل , حيث كان هناك فصل كامل لمياه الأمطار عن مياه الصرف الصحى وكان بها محطات علي الكورنيش لتلقى مياه الأمطار وصرفها على البحر مباشرة، وذلك حتى عام 2004، ولكن مع بدء مشروع تطوير كورنيش البحر تم إلغاء جميع محطات الكورنيش وتحويل كل مياه الأمطار علي شبكات الصرف الصحى مما سبب تحميل زائد عليها فاق قدرتها الاستيعابية .
إعادة الاستخدام
وكشف رئيس شركة الصرف الصحي، أن الهدف الأساسي من تنفيذ مشروع الفصل هو الاستفادة من مياه الأمطار , وإعادة استخدامها مرة أخرى , وإلغاء فكرة التخلص الآمن منها كما كان الوضع قبل عام 2004، مشيرا إلى أن تلك هي رؤية وزارة الإسكان الاستغلال الأمثل لمياه الأمطار بعد معالجة بسيطة .
وأضاف : " لسنوات كثيرة كان يتم التخلص من مياه الأمطار والتي قد تصل إلى مليونى متر مكعب في اليوم بشبكات الصرف الصحي والتي بالكاد تستوعب مياه الصرف الآدمي لأسباب عديدة , ومنها البناء المخالف والذي حمل كثيرا على تلك الشبكات .
الاستفادة من " دراسة " جامعة الاسكندرية
من جانبه قال المهندس ممدوح رسلان، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، إن هناك دراسة مقدمة من كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، تضمنت العوامل التي تسببت في زيادة المخاطر الناجمة عن الأمطار، بما في ذلك التغيرات المناخية، والتحضر غير المنضبط، وعدم وجود بنية تحتية للتعامل مع كمية الأمطار غير المتوقعة، وكذلك عدم وجود نهج استراتيجي لإدارة منظومة الأمطار ومخاطرها، وغياب الوعى والمشاركة المجتمعية.
وأشار إلى إن استراتيجية إدارة مياه الأمطار بالإسكندرية تعتمد على عدد من المحاور، أحدها يتمثل فى إنشاء شبكة منفصلة لصرف مياه المطر لأقرب مسطح مائي ، وقد تم تحديد منطقتين لهذا الغرض، أما المحور الثانى فيتمثل فى تحسين كفاءة محطات الرفع لكى تعمل بالطاقة التصميمية الكاملة لها .
ولفت، إلى أنه جرت إعادة دراسة كافة شوارع مدينة الإسكندرية وتقدير مناسيب المياه المتجمعة بها , وتوجيه الزائدة منها إلى شبكة الصرف للاستفادة منها .