Close ad

ثغرة خاركيف تفتح مرحلة أخطر في الحرب الأوكرانية

15-9-2022 | 16:19
ثغرة خاركيف تفتح مرحلة أخطر في الحرب الأوكرانيةثغرة خاركيف تفتح مرحلة أخطر في الحرب الأوكرانية

 

موضوعات مقترحة

 

بقلم : مصطفى السعيد

فاجأت القوات الأوكرانية روسيا بهجوم خاطف على منطقة واسعة في مقاطعة خاركيف كانت القوات الروسية قد نقلت معظم وحداتها منها، ودفعتها إلى منطقة خيرسون التي كانت تتوقع منها الهجوم ، ونجحت المناورة الأوكرانية بمساعدة فعالة من الولايات المتحدة، وفق تصريحات كبار المسئولين الأمريكيين، وفي مقدمتهم وزير الخارجية بلينكن، الذي أكد على الدور المهم للولايات المتحدة في تحقيق "التقدم" الأوكراني، وكانت روسيا قد أكدت أن للولايات المتحدة وبريطانيا أدوارا شبه مباشرة في العمليات القتالية في أوكرانيا، ومعهما دول حلف الناتو، وتقديم المعلومات الاستخبارية عن طريق الأقمار الصناعية وغيرها، وتوجيه القوات الأوكرانية، إلى جانب التدريب والتسليح والدفع بمقاتلين أجانب، وجرى وضع خطة تمويه ناجحة، أبعدت الأنظار عن مركز الهجوم الأوكراني، وحشد أعداد ضخمة من القوات في خاركيف، وسيطرت سريعا على مساحة قدرتها ما بين ألفين وثلاثة آلاف كيلو كتر مربع، تضم نحو 30 بلدة، ولم يكن أمام القوات الروسية قليلة العدد سوى الإنسحاب وعدم الالتحام بقوات تفوقها أكثر من 8 مرات، لتعيد تجميع قواتها، لكن يبقى الخلل في القوات الروسية وخططها على حاله، فالقوات الروسية التي دخلت أوكرانيا لا تزيد مائتي ألف مقاتل، بما يقرب من ربع القوات الأوكرانية، بالمخالفة لكل الأسس العسكرية، التي تؤكد على أن عدد المهاجمين ينبغي أن يزيد عن عدد المدافعين، لأن المدافع لديه ميزة وجوده في خطوط دفاع محصنة، وأرض يعرفها جيدا، ولديه ما يكفي من المؤن والذخيرة لفترة طويلة، لهذا أطلقت روسيا على هجومها "العملية العسكرية الخاصة" وليس إعلان الحرب، ووضعت عدة قيود على عمليتها، وهي ألا تدمر البنية التحتية للخصم، وألا تمس المدنيين، فهل كان لهذا التعالي الروسي ما يبرره؟ بالقطع يملك الجيش الروسي إمكانيات أكبر، لكن العبرة تكون بعدد وعتاد القوة المهاجمة، فإذا كان الجيش الروسي هاجم بعدد ضئيل، فلأنه يملك أسلحة أفضل، لكن روسيا لم تدخل بأفضل أسلحتها، عدا بعض الصواريخ عالية الدقة، واستطاعت أن تسيطر على مساحة تبلغ نحو 100 ألف كيلو متر مربع، أي ضعف مساحة إقليم دونباس، شملت مقاطعات خيرسون وزابوروجيا ودونيتيسك ولوجانيسك وخاركيف، ومساحات صغيرة أخرى في شرق أوكرانيا، وراهنت على أن بمقدور طيرانها ومدفعيتها وصواريخها تدمير القوات الأوكرانية في بضعة أشهر، وهذه خطة كان يمكن لها النجاح لو أن أوكرانيا كانت تقاتل وحدها، أو بدعم محدود من حلفائها، لكن أوكرانيا تلقت دعما هائلا، لم تسبق أن حصلت عليه دولة أخرى، بما فيها إسرائيل، خلال ستة أشهر، شملت تدريب وتسليح عشرات آلاف المقاتلين في قواعد عسكرية في بريطانيا وبولندا وعدة دول أخرى أعضاء في حلف الناتو، وأسلحة حديثة من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا والكثير من الدول الأخرى، وميزانية مفتوحة، ولم يعد أمام روسيا إلا خيار الحرب الشاملة، والتخلي عن خطة العملية العسكرية، وهو ما ألمحت إليه روسيا بأن الهجوم الأخير سيدفعها إلى خيارات أخرى، ولا يمكن فصل الهجوم الأخير عن أزمة الطاقة والحرب الاقتصادية، ورغبة أوروبا والولايات المتحدة في ممارسة أقصى ضغط على روسيا لفتح أنابيب الغاز قبل حلول فصل الشتاء القاسي على الصناعات الأوروبية وأسعار الطاقة مع التضخم، ليشتد لهيب الحرب وتنذر بما هو أخطر.

 
اقرأ أيضًا: