تغازل واحة ميدوم بما تحويه من آثار وعلى رأسها "هرم ميدوم" بشكله المتفرد ذي التكعيبات الرأسية السائحين حول العالم.. ويقع الهرم شمال مدينة بنى سويف وتم تشييده في عصر الدولة القديمة وتحديدًا عهد الملك سنفرو من الأسرة الرابعة، في ميدوم بمركز الواسطى سنة 2620 قبل الميلاد، ويظهر منه حاليا ثلاثة مصاطب، واتخذته محافظة بني سويف شعارًا لها.
موضوعات مقترحة
ويعتبر هرم ميدوم هو الأثر المصري الذي يقال عنه أنه سيظل سرا من أسرار الحضارة الفرعونية القديمة، حيث يتميز بأنه الوحيد الذي لا يأخذ شكل هرمي بل هو على هيئة مكعب ويعد مرحلة انتقالية ما بين الهرم المدرج مثل هرم زوسر والهرم الكامل مثل هرم خوفو .
ويتكون هرم ميدوم من ثلاث مصاطب أو درجات، ويبدو الهرم مستويا إلى حد ما حتى يشبه الهرم الحقيقي، ولكن المقريزي في وصفه للهرم في كُتبه ذكر أنه هرم خماسي، إلا أن معظم الباحثين أجمعوا على أن هرم ميدوم بدأ بناؤه في الأسرة الثالثة على يد الملك " هونى " ، آخر ملوك الأسرة الثالثة إلا أن الملك سنفرو أول ملوك الأسرة الرابعة، أعجب به فقرر أن يُكمل بناءه .
وهرم ميدوم غير كامل ويرجح بعض العلماء أنه انهار حديثًا في عصر الأسر المتقدمة بعد انتهاءه، بينما يرى آخرون أنه لم يكتمل من الأساس نتيجة أنه في عهد الملك سنفرو وأثناء العمل بالهرم حدث انهيار في الطبقة الخارجية له وتوقف العمل في بنائه وتركت جدران المعبد الجنائزي فارغة بدون الكتابة عليها، إلا أن العلماء أجمعوا بأن " سنفرو " ، بعد الانتهاء من بناء هرم ميدوم أو تخليه عنه بعد انهياره، قام ببناء أربعة أهرامات أخرى ولذلك فهو يلقب بأعظم البنائين المصريين من حوالي 4650 عاما ، وهذه الأهرام أخذت شكل الهرم العادى وليس المكعب.
وتضم منطقة ميدوم علاوة على الهرم الشهير معبدا جنائزيا , ومصاطب وطريق مائل يؤدي إلى معبد آخر، لذا فإن المنطقة ثرية للغاية ومحط للأنظار ، حيث يجري تطويرها حاليا لتحويلها إلى متنفس حضارى ومنطقة جذب سياحية، حيث يتم تنفيذ أعمال لإضفاء الشكل الحضاري على المنطقة وتأهيلها لاستقبال الزائرين عن طريق دعمها بالخدمات والاحتياجات الأساسية، تمهيداً للتطوير الشامل ضمن استراتيجية التنمية السياحية التي تم إطلاقها ، حيث تم تطوير القاعة الكبري بها وتجهيزها لإمكانية تحويلها إلى متحف أثري يوضح الأهمية الأثرية للمنطقة، التي تحوي هرم ميدوم الذي يعد أقدم من أهرامات الجيزة، ومقابر شهيرة مثل مصطبة نفرماعت، بجانب إقامة عدد من البازارات والتي يتم من خلالها عرض أوراق البردي وأهم المقتنيات الفرعونية والأثرية.
كما تم تجهيز المنطقة المفتوحة بالواحة، من خلال إقامة كافتيريا ومطعم يقدم فيهما الوجبات التقليدية والشعبية التي تتميز بها المحافظة وتعد من تقاليدها وإرثها الحضاري، وتجهيز منطقة للخيول والجمال والعجلات الحربية، وتجميل الواحة من خلال تقليم الأشجار، وتركيب نباتات الزينة والورود، فضلا عن رفع كفاءة الخدمات الأساسية، حيث تم رفع كفاءة دورات المياه بالواحة.
وقامت محافظة بنى سويف بتنظيم الحفلات بمنطقة هرم ميدوم ضمن سلسلة الخطوات العملية للنهوض بالمنطقة سياحياً ، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار والهيئات ذات الصلة في مقدمتها هيئة قصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة .
وشاركت فرقة " براس ساوند باند " الشهيرة في هذه الحفلات ، بجانب عروض لفرقة بني سويف القومية للفنون الشعبية , وفرقة الفنون الشعبية لذوي الاحتياجات الخاصة ، والتي تنوعت ما بين فقرات تحمل الطابع الفرعوني وشعبي ونوبي , وعروض فنية ووطنية ورقصة التنورة , كما قدمت فرقة الموسيقى العربية العديد من الفقرات والأغاني فى العديد من المناسبات ، بجانب قيام فرقة أبوصير الملق بتقديم أغاني شعبية تعبر عن الفنون والفلكور الذي يميز المحافظة العريقة بنى سويف .
كما تشهد الواحة العديد من الرحلات السياحية الخارجية والداخلية وكان أبرزها زيارة أعضاء نادي هوكس مصر للدراجات النارية للواحة .
ومن جانبه أكد الدكتور هاني غنيم محافظ بني سويف أنه يتابع عن كثب أعمال التطوير ورفع الكفاءة الجاري تنفيذها بالواحة ،حيث يتم تنفيذ بعض الأعمال لإضفاء الشكل الحضارى على المنطقة , وتأهيلها لاستقبال الزائرين عن طريق دعمها بالخدمات والاحتياجات الأساسية، تمهيدا للتطوير الشامل ضمن استراتيجية التنمية السياحية التى تم إطلاقها وجارى تنفيذ الخطوات الأولى منها .
بنى سويف – محمد سيد