بعيدًا عن مقاييس النصر والهزيمة وما حدث فى حرب غزة فإن إسرائيل قد دفعت خلال عامين ثمنًا غاليًا وصل إلى درجة الهزيمة. إن إسرائيل دمّرت غزة وأبادت شعبها وأقامت خططًا للمستقبل ولكنها لم تنتصر، فلم تقضِ على حماس ولم تنتصر عالميًا أمام شعوب العالم ولم تُفرج عن رهائنها ولم تستطع القضاء على حلم الدولة الفلسطينية، بل إن العالم رغم الدعم الأمريكى وقف يدافع عن غزة والضفة والدولة والأطفال، ووقف نيتانياهو أمام العالم كمجرم حرب وسوف ينتظره مستقبل يتناسب مع وحشيته وجرائمه.
إن البعض يُلقى مسئولية حرب غزة على طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر، ويرى أنها حدث بلا إنجاز رغم أنها عادت بالقضية الفلسطينية إلى صدارة الأحداث فى العالم وفرضت على الدول الاعتراف بدولة الشعب الفلسطيني.
من الصعب أن تدّعى إسرائيل أنها انتصرت فى حرب غزة، فما زالت حماس تقاتل، وما زال الرهائن فى سجونها، وما زالت أمريكا تتفاوض. وكل هذه النتائج حققتها حرب غزة، ولا شك فى أن العالم الذى وقف فى وجه إسرائيل كان يمثل تحولًا لمصلحة الشعب الفلسطيني.
إن موازين النصر والهزيمة لا تسرى على ما حدث فى حرب غزة، لأننا أمام شعب يدافع عن وطن، ومحتل غاصب يريد أن يحتل أرضًا لا يملك فيها شبرًا.
وسوف يتوقف التاريخ طويلًا أمام حرب غزة، لأن إسرائيل لم تحقق فيها نصرًا وخسرت هيبة جيشها وورطت معها أمريكا سيدة العالم، وسوف يقول التاريخ كلامًا كثيرًا عن مواقف جميع الأطراف وسوف يكون الحساب قاسيًا وعنيفًا..إن حالة الجنون التى أصابت نيتانياهو وأدخلته فى غيبوبةٍ من الأحلام والهواجس حالةٌ مرضية، وسوف تنتهى نهايةً مؤسفةً إما بالجنون أو الانتحار. إن ما حدث فى غزة يؤكد أننا أمام هتلرٍ جديد، نهايته معروفة.
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: