كثيرةُ الأسئلة عن مآلات الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، والطريقة التى ستنتهى بها وإليها. ومن أهمها، وربما أكثرها أهمية، السؤال عن موقف إدارة دونالد ترامب فى حالة فشل الكيان الإسرائيلى فى تدمير منشآت نووية رئيسية، ومن ثم إنهاء قدرة إيران على تطوير برنامجها النووى أو على الأقل تعطيل هذا البرنامج لفترة طويلة. ويبدو الآن أن احتمال هذا الفشل هو الراجح، خاصةً بالنسبة إلى منشأة فوردو الكبيرة قرب مدينة قم جنوب غربى طهران. فقد بُنيت هذه المنشأة الضخمة فى نفق صخرى عميق فى منطقة جبلية حصينة، ويوجد معظمها تحت الأرض. وتفيد المعطيات المتوافرة حتى الآن بأن الكيان الإسرائيلى لا يملك القدرة العسكرية اللازمة لتدميرها.
وإذا لم تُدمر هذه المنشأة تكون إيران قد حافظت على بعض أهم قدراتها النووية، حتى إذا دُمرت المنشآت الأخرى الأقل تحصينًا مثل منشأة أصفهان ومنشأة نطنز اللتين لا تتوافر بعد معلومات موثوقة عن آثار الضربات الإسرائيلية عليهما. يوجد فى منشأة فوردو نحو ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي، وبعضها من الطرازات الأكثر تقدمًا التى تمتاز بكفاءة أكثر وسرعة أعلى فى عمليات تخصيب اليورانيوم مثل IR-4 و IR-6. وتخضع منشأة فوردو لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن السلطات الإيرانية هى التى تتحكم فى وصول المفتشين إليها. وكان فى اتفاق 2015 نص على تحويلها إلى مركز أبحاث للفيزياء النووية فى إطار وقف تخصيب اليورانيوم فى إيران لمدة 15 عامًا.
ولكن يوجد ما يدل أن عمليات التخصيب فيها استؤنفت عقب سحب إدارة ترامب الأولى توقيع الولايات المتحدة على ذلك الاتفاق عام 2018. وربما يعنى هذا أنه إذا فشلت الهجمات الإسرائيلية فى تدمير منشأة فوردو ستكون طهران فى موقف يُمكَّنها من تسريع عمليات التخصيب، الأمر الذى يدفع إلى التساؤل عما إذا كانت إدارة ترامب ستقرر التدخل عسكريًا بشكل مباشر لضربها إلى جانب تدمير منشآت أخرى سعيًا إلى إخضاع طهران، أم أنها قد تكتفى بالتوصل إلى اتفاق يقوم على حلٍ وسطٍ ما إن صمدت إيران حتى النهاية ؟.
لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد رابط دائم: