رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلمة عابرة
إسرائيل تتذكر القانون الدولى!

أَدْهَشَتْ إسرائيلُ العالمَ بأنها تَتَذَكَّر القانونَ الدولى وهى تتهم إيران بانتهاكه، صباح الخميس الماضي، بقصف أحد مستشفيات تل أبيب، وقال بعض قادتها إن القانون الدولى يحمى المستشفيات من التعرض للقصف فى الحروب! ثم زادت إيرانُ الدهشةَ بأخذها للاتهام بجدية، فردَّت دفاعاً عن نفسها بأنها لم تستهدف المستشفى وإنما صوَّبت صواريخَها إلى أحد مواقع المخابرات الإسرائيلية، وكانت إصابة المستشفى جراء تناثر بعض الشظايا! أما مُعَلِّقو السوشيال ميديا فقد التقطوا التناقض الإسرائيلى الذى انساقت إيران فى مجراه، وتهكَّموا من أن إسرائيل هى التى لا تهتم مطلقاً بحماية المستشفيات، ولا بأى بند فى القانون الدولى يحمى المدنيين، فقد قامت بإخراج إجمالى مستشفيات قطاع غزة من الخدمة، بعد أن قصفتها بالطائرات والصواريخ والمدفعية، وباقتحام قوات الكوماندوز، وقطعت عنها المياه والكهرباء والدواء ومستلزمات العلاج والجراحة، مما أدى لوفاة الأطفال الرضع فى الحضانات، ولوقف العمليات ووفاة المرضي..إلخ!

وعموماً، فقد تجاوزت خطورةُ الأحداث المشتعلة أيَ كلام عن تناقضات إسرائيل ومزاعمها، لأن الواقع على الأرض ينبئ بما هو أخطر، فإسرائيل لا تزال تُصِرّ حتى الآن على تكرار الغموض الخاص برؤيتها السياسية لليوم التالى بعد حرب إيران، تماماً مثلما لم تحدد هذه الرؤية بالنسبة لحرب غزة الدائرة منذ أكثر من 20 شهراً! والمؤكد أن الخطأين يختلفان بشدة فى القدر، ليس فقط لأن إيران دولة كبرى إقليمياً، ولا لأن لها ثروات هائلة توفر لها ممكنات كثيرة، وإنما، وهذا هو الأهم، لأن لها حلفاء من القوى العظمى لهم مصالح كبرى فى بقاء النظام الإيرانى واستقراره، ولا يُتوقَّع أن يتهاونوا بترك إيران تخسر الحرب أو أن يَضعف نظامُها ويخضع لسيطرة أمريكا وإسرائيل!

وقد تبينت سريعاً بوادر الدور المهم الذى يمكن لحلفاء إيران مساعدتها عليه، فقد زادت قدرات إيران العسكرية، حتى لو كان بقدر محدود لكنه متصاعد، مقارَنة باليوم الأول من الحرب، ليس فقط بتعويق إسرائيل عن تحقيق هدفها المُعلَن بتدمير نشاطات إيران النووية، ولكن أيضاً بمساعدة إيران فى اختراق استحكامات الدفاع الجوى الإسرائيلي، وفى ارتفاع خطابها بالثقة فى قدراتها على إضرار من يتدخل مباشرة لمنعها من الدفاع والتصدي.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: