الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، اللغز، جاء من مجتمع الأعمال ليقيم مجتمعا جديدا فى بلاده، ويضع معايير جديدة لقيادة العالم سياسيا، واقتصاديا، بل عسكريا، وقد نجا من الموت، ومنذ خمسة أشهر يلهث العالم وراءه، ومعه، من التجارة إلى السياسة إلى الحرب الآن، بل فى كل المجالات لا يريد أن يهدأ، فهو حديث بلاده والعالم معا.
لقد كان ترامب يبحث عن جائزة نوبل للسلام، حيث كل السابقين عليه لم يحققوا ما يطمح إليه من عظمة وقوة للعالم، وهو الرئيس الذى يبحث عن أمريكا القوية مع أن أمريكا قوية قبله أو بعده، لكن كثرة تحركاته كانت سببا فى فشل أمريكا فى قضايا عديدة، بل إن قرارها يسوده التردد، والمخاوف، والتراجع، فى صورة لم تحدث للقوة العظمى من قبل.
لقد وجد الرئيس الأمريكى نفسه فجأة فى أغرب موقف من الممكن أن يتصوره أحد.. وجد نفسه فى النصف بين أصوليتين دينيتين تبحثان عن معركة نهاية العالم، حيث إحداهما تبحث عن المسيح القادم، أو المنتظر، والأخرى تبحث عن المهدى المنتظر، أو العائد.. دولة دينية يهودية (إسرائيل) تمنع قيام دولة فلسطينية، وقد خرجت لتوها من حرب مدمرة فى غزة، ولبنان، وسوريا، واليمن، وأرادت أن تحرم إيران، الدولة الأصولية الشيعية، من أن يكون لها رصيد فى كل قضايا الشرق الأوسط الذى تنتمى إليه، بل صاحبة قرار إستراتيجى فى أهم قضاياه (فلسطين)، ولم تتصور إيران أن يكون تدخلها فى الشرق الأوسط، وفى قضية فلسطين، مؤثرا على برنامجها النووى لإنتاج برنامج سلمى للطاقة، أو القنبلة، بل أرادت أن يكون وسيلة لتحصل به على اعتراف عالمى بالقنبلة النووية مثل باكستان، أو على الأقل مثل كوريا الشمالية، لكن تدخلها فى الشرق الأوسط كان وبالا عليها، فقد أخاف إسرائيل ودفعها إلى حرب مع أذرعها، ثم انتقلت إلى حرب مع إيران نفسها.. معركة جعلت الرئيس الأمريكى يتردد، رغم رغبته فى تصفية البرنامج النووى الإيراني، فى الدخول فى الحرب الراهنة، لأن تفكيك إيران لا يتحمله العالم ولا المنطقة، كما أنه يضعه فى خانة رجل الحرب الباحث عن معركة نهاية العالم، وهو أعتقد مازال يبحث عن السلام.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: