رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلام ثابت
تعزيز وحدتنا وجيشنا

تمر منطقتنا بمرحلة صعبة؛ فالحروب من حولنا تصل إلى حدود التهديدات النووية، ليس في أوكرانيا الأوروبية فحسب، بل بالقرب من حدودنا الشرقية. نسمع أصوات انفجارات الصواريخ الثقيلة والفرط صوتية والمضادات الجوية. وما زالت الأوضاع في ليبيا الشقيقة مضطربة، والعاصمة مهددة بالميليشيات، بينما التدخلات الدولية والإقليمية لا تتوقف.

وفي الجنوب، اقتربت حرب السودان من حدودنا، بل كادت تتجاوزها في المثلث الجنوبي الغربي. كذلك هناك قلق متزايد مما يحدث في سد النهضة الإثيوبي، وفي جنوب البحر الأحمر وباب المندب ما زالت المعارك دائرة، وحاملات الطائرات والبوارج تُطلق منها الصواريخ والطائرات.

أما الأخطر، فكان ما سمعناه من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو، الذي يُكثر الحديث عن تغيير الشرق الأوسط، مشيرًا إلى رغبته في تجريد المنطقة من سلاحها النووي.

كل هذه الأحداث وغيرها تجعلنا في أمسّ الحاجة إلى التأهب لمواجهة هذه المخاطر. وأهم ما نحتاج إليه هو تماسك وحدتنا الوطنية، ومواجهة أي محاولات للنيل من جبهتنا الداخلية أو زعزعة استقرارنا، أو إثارة الفتنة بين أبناء شعبنا. فنحن ندرك أن من أخطر وسائل الحروب الحديثة تفكيك الدول من داخلها، وتقليب مكوناتها، وزعزعة الثقة في قدراتها، وإطلاق الشائعات المرتبطة بحياتنا اليومية.

أظن أنه بعد كل ما نراه ونسمعه، من الغريب أن نجد من يتساءل أو ينتقد جهود الدولة في تقوية جيشنا بأحدث الأسلحة، ليكون قادرًا على حماية حدودنا وردع أي اعتداء، من أي طرف، على أرضنا أو شعبنا. فالجيش القوي أحد أهم ركائز قوة الدولة، وحماية لحياة شعبها، وتأمين لأراضيها وثرواتها من أي أطماع.

ولنا أن نفخر بما تحقق من خطوات في مجال تصنيع العديد من أسلحتنا، وقدرتنا على إنتاج أحدث وأهم أسلحة حروب المستقبل، واستخدام التقنيات الحديثة، والتعاون مع العديد من الدول في مجالات التسلح والإنتاج الحربي، علينا أن نفخر أيضًا بأننا بدأنا مبكرًا في تطوير قدراتنا العسكرية، ما يدل على أن القيادة قد تنبّهت منذ وقت مبكر إلى خطورة ما يقترب منا ويهدد بلدنا. وقد استعدت لذلك بتنويع مصادر التسلح، وامتلاك أحدث الأسلحة، وزيادة الاعتماد على قدراتنا الذاتية في تصنيعها.

وآمل أن نُكمل عناصر قوتنا بامتلاك قاعدة صناعية متقدمة، تُمكننا من توفير ما نحتاج إليه من إنتاج صناعي حديث، مع الاهتمام بمجالات البحوث والاختراعات، حتى نكون في مصافّ الدول المنتجة للصناعات المعتمدة على أحدث التكنولوجيا، وما تتطلبه من كوادر فنية وعلمية، كما يجب أن نواصل مشروعاتنا الزراعية الطموحة، حتى نُحقق اكتفاءً ذاتيًا في إنتاج غذائنا، خاصة في ظل عالم مليء بالمخاطر والتحديات.


لمزيد من مقالات عــــلاء ثــابت

رابط دائم: