رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

حكاية فكرة
ضرب إيران..مخاطر تفوق الوصف!

عشنا على وقع حرب مريرة فى المنطقة العربية، والتى لم تكن على غزة وأهلها فقط، ولكن على المنطقة ككل، وامتدت الحرب، التى تقترب الآن من العامين، أكثر مما تظن الأطراف التى بدأتها، سواء إسرائيل أو المقاومة الفلسطينية، والخسائر الجمة شملت الجميع، والأضرار تفوق الوصف.

أعتقد أنه لا يمكن لعاقل أن يقول إن أى طرف قد حقق ما يريد، فقد استنزفت الحرب كل المنطقة، ودمرت قطاع غزة، ونعيش على وقع أهوال هذه الحرب الممتدة، والتى تنتقل الآن إلى جبهات عديدة، حيث امتد العدوان الإسرائيلى الآثم هذه المرة إلى ضرب طهران الذى لم يكن مفاجأة، ولكن لم يكن متوقعا بهذا الشكل الدرامى المفجع، والإجرامى الواسع النطاق ضد أهداف متعددة فى إيران، وهو عدوان يرفضه كل إنسان، وتبعاته سوف تضر بمصالح كل دول المنطقة، وليس كما يتصور نيتانياهو أن ضربته الموجهة إلى المنشآت النووية، وإلى القادة فى الحرس الثورى الإيرانى ستحقق لإسرائيل الأمان والاستقرار فى المنطقة، فقد وسعت تل أبيب بهجومها على طهران شُقة الخلافات الإقليمية، وعمّقت حالة الكراهية، والمخاوف، كما وسعت «الجيتو» فى حرب الإبادة لغزة، والسؤال الآن: ماذا كسبت إسرائيل بحربها فى غزة؟.. وماذا سيكتب التاريخ بحربها على إيران؟.

وأخيرا، فإن تبعات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وتصفيتها الأذرع الإيرانية فى المنطقة العربية أغرت تل أبيب التى أرادت أن تقدم هدية للولايات المتحدة، أو لمفاوضات البرنامج النووى الجارية بين إيران والولايات المتحدة، فسارعت بضرب إيران، وذلك من الأخطاء الكارثية التى توالت من الإدارة الإسرائيلية الراهنة، والتى أصابت إسرائيل فى مقتل داخلى كبير، وعلى العقلاء فى العالم لجم إسرائيل، وإجبارها على عدم التوسع فى هذه الحرب المدمرة التى تضر بإسرائيل وإيران معا، فلا كاسب لهذه الحرب، وليس هناك طرف قادر على إلغاء الآخر فى المنطقة، أو العالم، ولذلك يجب على إسرائيل وإيران أن يتوقفا فورا عن هذه الحرب العبثية، وأن تساعد الولايات المتحدة، وأوروبا، وروسيا، والصين، والدول العربية فى لجم العدوانية الإسرائيلية.


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: