رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلمة عابرة
مدرسة ترامب السياسية

يَنفرِد ترامب وحدُه بالسلطة محطماً قاعدة كانت رائجة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، عن أنها دولة مؤسسات تعمل بقاعدة أن كل سلطة من السلطات الثلاث، التنفيذية والقضائية والتشريعية، تَكْبَح السلطتين الأخريين، فيحدث التوازن المأمول! إلا أنه، وقبل مجيئه رئيساً فى ولايته الثانية، جاهر بعدائه للهيئات القضائية واتهمها بأنها خضعت لإملاءات سَلَفَه بايدن فى نظر خصومتهما الشديدة، وأنها أصدرت فى حقه أحكاماً بالإدانة زعم أنها مُسَيَّسة وبعيدة عن نزاهة القضاء المفروضة! وبدا لكل متابع أنه صار يَتَعَمَّد، منذ بداية حكمه فى يناير الماضي، أن يستهين بالقضاء إلى حد ألا يكترث بالإجراءات القانونية واجبة الاتباع، ولا يهتم بأن ينازعه المتضررون أمام القضاء، حتى وهو يعلم أن الأحكام ستصدر ضده، بل يستمر يُرَدِّد أن الأحكام مسيسة.

أما مجلسا الكونجرس، النواب والشيوخ، وبرغم أن أغلبيته فى كل منهما طفيفة، إلا أنه يضمن بها تمرير القوانين التى يريدها! أما انصياع هذه الأغلبية له، فليس بسبب الالتزام الحزبي، وإنما خشية من تقلباته وعناده وعرقلته انتخابهم فى التجديد النصفى فى نوفمبر 2026. وحتى السلطة التنفيذية، فصحيح أنها المؤسسة التى يرأسها بالدستور والقانون، إلا أنه لا يستشير أحداً من وزرائه فى شيء، وإذا حدث وأبدى أحدُهم الحد الأدنى من التحفظ، فيستبعده فوراً ويتهمه بعدم الكفاءة، حتى إيلون ماسك لم يَسْلَم من هذا، وهو أغنى رجل فى العالم وكان الأكثر نفوذاً بالإدارة، ولا يزال بأمريكا وعبر العالم، وكان يحظى وحده بتقدير علنى من ترامب، إلا أنه وفى اليوم التالى مباشرة بعد خروجه من الإدارة، اتهمه ترامب بالجنون وبتعاطى المخدرات، وقال إنه هو الذى طلب منه المغادرة!

كما أنه يتخطى الصلاحيات القانونية لحكام الولايات، ويتجاهلهم تماماً، مثلما يحدث هذه الأيام فى كاليفورنيا، فيستدعى الحرس الوطنى والمارينز للتصدِّى للمتظاهرين، برغم اعتراض الحاكم الذى فاز بالانتخابات عن الحزب الديمقراطى المعارض! أما تعامله مع الخارج، فيسير على أسلوبه غير المسبوق فى التاريخ بإعلان مشاريعه واختلافاته أمام الكاميرات، بارتجال فَظّ وبألفاظ مُنفلِتة، على نقيض حرص سياسيى العالم على ألا يخرج للرأى العام إلا استخلاصات، بلغة منضبطة، عما يدور فى اجتماعاتهم المغلقة.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: