رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

حكاية فكرة
قمم بغداد «2»

لم يدخر العراق جهدا لإنجاح القمة العربية، واستقبال الوفود، وفى هذه المرحلة من تاريخ العرب المؤلم، والصعب، والمفزع نعتقد أن قمة بغداد مثلت «فزعة» عربية، وجعلت الجميع على المحك، وأرسلت رسالة قوية للعالم لإنقاذ الشعب الفلسطينى، وأثبتت أن العراقيين قادرون على أداء دورهم القومى. أعتقد أن قمة العراق أثبتت أن بغداد عاصمة تمثل كل الحواضر العربية، وأن شواغل العواصم العربية كلها كانت حاضرة فى القمة التى حددت رؤية العرب، وأن هناك قرارا جماعيا بالمشاركة فى إعمار غزة، وقد شُكلت لجان لحسم القضايا العالقة من خلال الاهتمام بالشأن السورى، والسودانى، والليبى، واليمنى.

لقد كانت الاتجاهات داخل القمة تؤكد أن حرص الدول العربية على المشاركة بالقمة فى هذه الظروف التى تمر بها المنطقة يثبت رغبتها فى توحيد المواقف تجاه القضايا التى تهم الوطن العربى، وقد أخذت التنمية المستدامة، والاقتصاد، والاستثمار دورها فى القمة التنموية، علاوة على بروز التقرير الاقتصادى العربى الموحد لعام 2025، والذى يشكل تأثيرا على العلاقات العربية المشتركة، وخروج خطة خاصة منه بالتعديلات المقترحة على تبادل الإعفاءات، والرسوم الجمركية، وتنظيم النقل البحرى للركاب والبضائع بين الدول العربية، وخطة التعاون فى مجال الطوارئ النووية والإشعاعية، ومناقشة الملف الاقتصادى بشكل مكثف مع الوزراء المعنيين، ونستطيع أن نقول بعد القمة التنموية الخامسة إن الطريق أصبح ممهدا أمام منطقة التجارة العربية الكبرى لتحسين الشراكة فى المشاريع العربية، وأن هناك إستراتيجية عربية مشتركة فى المجالات الاقتصادية، والتجارية، والتكامل، والتواصل بين البلدان العربية.

وأخيرا، فقد كان جدول أعمال القمة منسجما إلى حد كبير مع التطورات العربية الكبرى، والخطيرة فى المجال الاقتصادى، مما يجعلنا نقول إن العراق استطاع أن يقدم نموذجا لقمة عربية مشتركة، وقمة تنموية، مع مواصلة بناء التحالف بين الدول العربية، والربط الكهربائى بين مصر، والعراق، والأردن، فهو تحالف يُبنى فى أطر مؤسسية مستمرة، وقد نجحت حكومة العراق والجامعة العربية، كما وصف رئيس الحكومة محمد شياع السودانى، فى «أننا لن نكون بلدا مستضيفا فقط، بل نكون بلدا مبادرا لتقديم الحلول لمختلف الأزمات التى تمر بها المنطقة العربية»، الأمر الذى يجعلنا نستبشر بقمة بغداد لوقف الحروب التى يشهدها معظم بلدان الوطن العربى.


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: