فى كل مرة أزور فيها المتحف المصرى الكبير يزداد اقتناعى بأن مصر لا يزال لديها الكثير الذى يمكن أن تقدمه للعالم، بميراثها من الحضارات المتنوعة الذى ليس له مثيل فى أى دولة أخرى.
الزيارة الأخيرة للمتحف جاءت فى إطار جولة ولقاء مطول لرؤساء تحرير ومجالس إدارات الصحف القومية والخاصة، مع وزير السياحة والآثار شريف فتحى الذى أدهشنى برؤيته لمستقبل السياحة الذى تستحقه مصر، وواقعيته التى تتعامل بموضوعية مع مستهدفات «استراتيجية النهوض بالقطاع السياحي»، وقبل كل هذا انفتاحه على كل الملاحظات والآراء والمقترحات المتعلقة بالسياحة والآثار.
لغة الأرقام، التى استعرضها الوزير، تؤكد أن استهداف الوصول إلى 30 مليون سائح سنويا ليس أمرا صعبا، إنما يتطلب توافر عدد من المقومات، فإذا كانت مصر استقبلت 15.8 مليون سائح العام الماضى، وحققت فى الربع الأول من العام الحالى زيادة بـ25%، فمن المؤكد أن هذا يعكس الثقة المتنامية من الأسواق الدولية فى المقصد السياحى المصرى، لكن هذا وحده لا يكفي.
من وجهة نظري، ربما يظل أهم عنصر فى الترويج السياحى هو تعزيز إيجابيات تجربة زيارة السائح لمصر، وهذا يتحقق من خلال مستهدفات الاستراتيجية التى وضعتها الوزارة، لتعظيم العوائد المباشرة على المقيمين فى محيط المواقع السياحية والأثرية، وتعزيز دور المجتمعات المحلية كشريك أساسى فى منظومة التنمية السياحية، إلى جانب التعامل مع معضلة الطاقة الفندقية، بإصدار ضوابط تنظيمية جديدة لـ «شقق الإجازات» التى أراها بمثابة الحل السحرى لتجاوز هذا التحدي، بشرط الاستفادة منها كقيمة مضافة، بدلا من أن تتسبب فى الإضرار بالسوق السياحى المصرى.
تبقى الإشارة إلى ما أكده الوزير شريف فتحى من الإعداد باحترافية لأهم حدث عالمى، وهو الافتتاح الرسمى للمتحف الكبير 3 يوليو المقبل، الذى سيكون ــ من وجهة نظرى ــ بداية لحقبة سياحية جديدة فى مصر، تكون فيها السياحة هى الورقة الرابحة.
[email protected]لمزيد من مقالات ماجــد منيـر رابط دائم: