رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

هوامش حرة
صنع الله إبراهيم

سافرتُ كثيرًا في أعماله وكنت أتابع مشواره وكان متفردًا وسخيًا، واختار مناطق الظل. وإن أثار جدلاً كبيرًا في مشواره ومواقفه، قدرتُ كثيرًا كتاباته ولم أختلف معه كثيرًا. وإن جمعتنا الحرية والعدالة واحترام الذات، علمتُ أن صنع الله إبراهيم يرقد في معهد ناصر يعاني أزمة صحية يبدو أنها حادة، وقد اختار أن يبتعد عن الأضواء رغم أنه مبدع متفرد، إلا أنه اختار الوحدة أسلوب حياة. كان يساري الهوى باحثًا عن العدالة، وعاش وسط البسطاء من الناس، وجرب الصدام مع السلطة وسجن عدة سنوات مع مواكب اليسار المصري. ولم تغيره سنوات السجن. كتب سلسلة بديعة من الروايات، منها ذات والفيلم العبقري الكيت كات رائعة محمود عبد العزيز، وبيروت بيروت والأمريكاني والعمامة والقبعة. بقي ناصري الهوى رغم أنه سجن في عهد عبد الناصر.

لم ينل ما يستحق من البريق والشهرة. رفض جائزة الرواية العربية، وكان قرار الرفض موقفًا اختلف الناس عليه بين الرفض والقبول.

إن صنع الله ينام الآن في معهد ناصر، يمر بأزمة صحية عنيفة، وهو يستحق اهتمامًا ورعاية أكثر. ورئيس الوزراء د.مصطفى مدبولي يعرف حالته، وهناك أكثر من جهة يجب أن تعطي اهتمامًا أكثر لصنع الله إبراهيم مثل نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب. نحن أمام كاتب متفرد، أخلص للرواية وكان صاحب موقف وقضية، وليس أقل من الاهتمام بصحته حرصًا ووفاء.

ما بقي في الحديقة العريقة عدد قليل جدًا من طيورها المغردة، من بينهم صنع الله إبراهيم المبدع الكبير..

اختار صنع الله إبراهيم مناطق الظل واختار أحيانا مناطق الصدام وبقي بعيدا عن الأضواء وليس أقل من أن نقدم له باقة ورد تليق بمشواره ورحلته مع الكلمة.

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: