سيظل يوم الخامس والعشرين من أبريل 1982، يوما خالدا في تاريخ مصر، وتأكيدا واضحا على إرادتها القوية وعزيمتها التي لا تلين، وعقيدتها التي لا تعرف سوى النصر، ولم يكن لهذا اليوم أن يحمل هذه الذكرى الخالدة، لولا النصر الذي تحقق في أكتوبر 1973، بنضال شعب عظيم وجيش يقهر المستحيل.
ولن أبالغ إذا قلت إن ما يجرى في سيناء الآن، من تنمية وانطلاقة غير مسبوقة نحو المستقبل، وبعد أكثر من أربعة عقود من عودتها إلى أحضان الوطن، ما كان له أن يتحقق لولا ملحمة وطنية فريدة، تمنح ذكرى تحرير سيناء مذاقا مختلفا كل عام؛ يجب ألا ننسى أن مصر، عندما كانت تخوض معركة طويلة وشرسة لتطهير أرض الفيروز، من دنس الإرهاب، كانت فى الوقت نفسه تدشن عهدا جديدا من التنمية الشاملة.
وخلال السنوات العشر الماضية؛ دارت عجلة التنمية الحقيقية التى تفتح آفاقا واسعة لاستثمار مقدرات الوطن، وفكر أبنائه وإرادتهم ووطنيتهم، وعمق انتمائهم وولائهم؛ لنصنع في سيناء واقعا جديدا، لأحلام لم تجد طريقها للتنفيذ، على مدى عقود، وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى، عندما قال إن معركة تنمية سيناء، تتطلب جهودا ضخمة، وإخلاصا للنية، وصبرا على العمل حتى نوفر لسيناء واقعا يليق بها، وبتضحيات المصريين.
إن سيناء، ذلك الجزء العزيز من التراب المقدس، هي القصة العظيمة لهذا الوطن، ولصواب رؤية وشجاعة بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل أنور السادات.. وإذا كان التاريخ سجل بفخر تضحيات شهداء مصر الأبرار فى معركة التحرير، فإن الحاضر يقول إن هناك أيضا شهداء قدموا أرواحهم لتطهيرها من الإرهاب، وأيضا مخلصين يبذلون كل ما في وسعهم من أجل البناء والتنمية، في سباق مع الزمن من أجل أجيال جديدة، لتظل سيناء على الدوام رمز التحدي، والقدرة على تحويل الحلم إلى حقيقة، بالتنمية والتعمير والبناء!.
[email protected]لمزيد من مقالات ماجــد منيـر رابط دائم: