رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

حكاية فكرة
لن ننساكِ يا فاطمة..!

وثقت الألم ثم أصبحت جزءًا منه.. فاطمة حسونة، المصورة الفلسطينية الشابة التى تقيم فى غزة، التى رحلت تحت ركام منزلها فى ضربة إسرائيلية، تاركة خلفها عدسة كانت تنقل بها للعالم وجع أرضها.

لقد كتبت فاطمة قبل أيام من استشهادها فى غزة: «إذا مت، أريد موتا صاخبا، لا أريد أن أكون مجرد خبر عاجل، أو رقم فى مجموعة، أريد موتا يسمعه العالم، وأثرا يبقى عبر الزمن، وصورة خالدة لا يُمحى أثرها بمرور الزمن أو المكان»، وكمصورة صحفية شابة تعيش فى غزة عرفت فاطمة حسونة أن الموت حاضر دائما على عتبة بابها، وبينما أمضت الثمانية عشر شهرا الماضية من الحرب فى توثيق الغارات الجوية، وهدم منزلها، والنزوح المستمر، ومقتل 11 فردا من عائلتها، كل ما طالبت به هو ألا يُسمح لها بالرحيل بهدوء، ويوم الأربعاء الماضى، قبل أيام قليلة من زفافها، اُستشهدت حسونة، البالغة من العمر 25 عامًا، فى غارة جوية إسرائيلية أصابت منزلها شمال غزة، كما قُتل عشرة أفراد من عائلتها، بمن فيهم شقيقتها الحامل.

كما برزت الفنانة الفلسطينية، بطلة الفيلم الوثائقى «ضع روحك على كفك وامش» فى السنوات الأخيرة كإحدى أبرز المصورات الصحفيات، حيث وثقت معاناة المدنيين الفلسطينيين فى ظل العدوان الإسرائيلى المستمر، وهو ما جلب لها اهتماما عالميا متزايدا، والفيلم الذى يعرض معاناة غزة أصبح اليوم شاهدا على من شاركت فى صنعه، وفى الوقت الذى كان فيه اسمها يتردد داخل الأوساط الفنية والإعلامية، شاركت فاطمة فى الفيلم الوثائقى الذى يعكس واقع غزة من خلال سلسلة محادثات مرئية مع المخرجة الفرنسية- الإيرانية سبيدة فارسى، وقد بدأت هذه المحادثات خلال التحضير لفيلم أوسع عن الحياة فى غزة، لكن خبر استشهاد فاطمة جاء صادما، خاصة أنه وقع بعد 24 ساعة فقط من إعلان اختيار الفيلم للمشاركة فى مهرجان «كان» السينمائى الذى سيُعقد فى الفترة بين 12 و24 مايو المقبل، وقد أثارت وفاتها الحزن فى المهرجان، حيث صدر البيان التالى: «لقد شاهدنا وبرمجنا فيلما بدت فيه قوة حياة هذه الشابة وكأنها معجزة»، وفاطمة لم تُكمل الرحلة، لكن قصتها ستُعرض على العالم، من شاشة إلى شاشة، ومن قلب إلى قلب.


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: