فى حوار مع أديبنا الكبير أ. نجيب محفوظ قال لى إن صفحات الحوادث من أهم ما يقرأه فى الصحف ليعرف وقائع ومتغيرات المجتمع، وهو ما يحدث لى الآن، خاصة قد حدثت متغيرات ومدهشات تبدو لى غريبة على طبائع الشخصية المصرية وبساطتها وسهولتها وحبها للرحمة والتسامح، وهى حوادث لها مدلولاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية وتمتلئ بما يجب تحليل مؤشراته بخبراء ومتخصصين مع ضرورة وجود إحصائيات دقيقة بنسب انتشار الجرائم المستجدة والغريبة على طبائع المصريين ابتداء بإحصاء نسب الإدمان، التى أرى أنها وراء حوادث كثيرة رغم ما لا ينكر من جهود الدولة للمقاومة سواء بمطاردة المتاجرين والقبض عليهم، أو علاج من وقعوا فى شبكات الإدمان، ونسب تزايد الجرائم تتطلب المضاعفة فى المجالين مطاردة وعقوبات المتاجرين والعلاج الآمن للمدمنين أيضا لا يمكن تجاهل تأثير الظروف الاقتصادية الصعبة وتراجع مايجعل تلبية أبسط ضرورات الحياة مستحيلا ويفقد القدرة على التحكم فى العقل والسيطرة على الانفعالات، ويفسر كثيرا من الجرائم الأسرية وارتفاع نسب الطلاق وقتل الأزواج والزوجات والأبناء لقد استعصى عليٌ استكمال قراءة وقائع تعذيب أب لابنتيه حتى الموت بسبب تأخرهما الدراسى الأهرام 14/4/2025 وغيرها من جرائم قتل وتعذيب لأقرب البشر، وتفجير مرفأ الأمان الذى يجب أن تمثله الأسرة كمهرب وملجأ للتخفيف من أوجاع الحياة ومطالبها وتكاليفها التى تتزايد يوما بعد يوم ولا أستطيع أن ألوم من يضطرون للتمسك بالبقاء فى مساكن آيلة للسقوط رغم صدور أوامر بإزالتها لعدم توفير مساكن بديلة لهم، وبما جعل من الأحداث الموجعة والمتكررة أن تتحول المساكن إلى مقابر لساكنيها كما حدث منذ أيام قليلة فى أسيوط وفى حى اللبان بالإسكندرية وهل وراءها فساد محليات أم الأوضاع الاقتصادية وصعوبة توفير إيجار مسكن جديد، وبعد ما وصلت إليه إيجارات المساكن من أسعار لا تصدق!.
أما غير المقبول أو المعقول فهو ما ينشر فى الصحف أو ينتشر على مواقع تواصل تتخبط فيها ما حدث بين ما هو حقيقى وبين ما يدخل فى إطار الشائعات أو الادعاءات أو الأكاذيب فهو ما يحدث أو يصدر من ألفاظ نابية وتحرشات من قيادات وشخصيات يجب أن تكون رموزا ونماذج محترمة، حتى عندما يحدث خلاف أو اختلاف تضيع وسطه الحقائق ولا يأخذ من يستحق حقه من الثواب والعقاب، فقد غابت الحقيقة وتضاربت الأقوال حول ما حدث فى أثناء زيارة وزير التربية والتعليم لإدارة الباجور التعليمية بمحافظة المنوفية عن أى تقصير قد يكون وجده هناك، وما وراء وفاة مدير إدارة الباجور التعليمية ــ إن التربية هى الصفة الأولى للوزارة قبل التعليم والتى أرجو ان يكون الوزير قد التزمها اذا كان قد وجه لوما لمرب كبير ليقدم نموذجا أخلاقيا لمواجهة أى تقصير يحدث؟!! وأيضاً ما حدث بين نائب محافظ سوهاج وسكرتير عام المحافظة أمام محافظها وأحيى وزيرة المحليات د. منال عوض لقرارها بإيقاف المسئول المخطئ، وأحييها أيضا لجولاتها المتواصلة لمتابعة ما يحدث فى المحافظات والمحليات، والتى كان من أغرب الجرائم التى حدثت فى الأسابيع الأخيرة ما وصف بأنه «علقة موت» لرئيس الوحدة المحلية بقرية أولاد حمزة لأن مسئول الوحدة جاء لتنفيذ أوامر الدولة بإزالة البناء على الاراضى الزراعية، وما نشر من اعتداء نائب على طبيب بمستشفى المنزلة! هل يبدو غريبا بعد هذه النماذج المؤسفة لانهيار القدوة أن يتطاول الطلبة والطالبات على بعضهم وأحيانا بأسلحة بيضاء فى مدارس دولية؟! ألا يفرض كل ذلك حسن اختيار القدوة والقيادة والنموذج الذى يلتزم القيم والمبادئ التى تليق ببلاده وتحترم المواطن وتحسن إدارة حقوقه وتلبية مستحقاته، وتعرف أن القيادة فن وتربية وتقديم نموذج ومثال صالح يثبت أن السمكة لا تفسد من رأسها!.
توالت رسائل واتصالات قراء أعزاء تدعم مطالباتى بالاستجابة الى ما قررته القوانين من حقوق لأرباب المعاشات باعتبارها من تحويشات أعمارهم طوال سنوات عملهم قام بضمها وزير مالية سابق إلى ميزانية الدولة، والانتباه الى صعوبة الأوضاع الاقتصادية التى تجعل الوفاء باستحقاقاتهم وانتهاء التسويف الذى امتد لسنوات بشأن استحقاقاتهم فى المعاشات ضرورة حياة وإنقاذ، ومن الصديقة والمربية الفاضلة ابنة بورسعيد سعاد رشاد وصلتنى دعوة مهمة للتفرقة بين حقوق أرباب المعاشات من الذين كانوا يعملون فى الدولة، وبين الزيادات التى قررتها الدولة لمعاشات تكافل وكرامة، ذلك المشروع الإنسانى والاجتماعى الكبير الذى يستهدف الجموع والملايين الأكثر احتياجا والذين تصرف معاشاتهم بالفعل من ميزانية الدولة، أما أرباب المعاشات الذين خدموا بلادهم فى اكبر واصغر مواقع المسئولية فيطالبون بمعاشاتهم من مستحقاتهم من صندوق المعاشات بالتضامن الاجتماعي، وأضم صوتى لنداءات وجهود جميع المناضلين لحصول أرباب المعاشات على ما قرره القانون لهم أكثر من مرة .
ومن بورسعيد أيضا ومن مؤرخها الكبير ضياء القاضى يصلنى نداء حفيد بطل من أبطال المقاومة لعدوان1956 وهو الصاغ مصطفى الصياد الذى كان صاحب الدور البطولى لإدارة مقاومة وحماية الفرق العشر التى تكونت منها المقاومة الشعبية وأذاقت الغزاة الانجليز والفرنسيين ما جعلهم يستسلمون ويضطرون للرحيل، وقد حصل حفيده الشاب مصطفى إيهاب مصطفى كمال الصياد على بكالوريوس الصيدلة بامتياز وجاء تعيينه بأسوان الذى يكلفه الذهاب إليها من مدينته بورفؤاد ألف جنيه، علاوة على أنه الابن الوحيد لأسرته ومعه أرجو أن يستجيب وزير الصحة .د. خالد عبدالغفار بنقله الى بورسعيد أو بورفؤاد لإثبات أننا لا ننسى أبدا ما يقدمه أبطالنا دفاعا وفداء لبلدهم.
لمزيد من مقالات سكينة فؤاد رابط دائم: