فى تضارُب تصريحات ترامب الصادِمة للعالم كله، والتى لم يتوقعها أحد ولم يفهم أحد الغرض منها تحديداً، عن زيادة تعريفاته الجمركية على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة من كل الدول، ثم تعظيمها، ثم التركيز على الصين وحدها، ثم استثناء بعض منتجات الصين، وتجميد القرار لمدة 90 يوماً لـ90 دولة! ومع غياب مبرر اقتصادى مقنع لتتابع هذه القرارات، نشر موقع (يورو نيوز) تفسيراً للتراجع الأخير منسوباً إلى ترامب شخصياً، بأنه يريد أن يزيل الارتباك والخوف لدى الناس، لذلك فإنه أعطى مهلة تسمح بالتفاوض مع هذه الدول الـ90 حول أسس التجارة فى المستقبل!
ولكن، لقد أكَّدَ عددٌ من الخبراء استحالة أن يكون من الممكن، فى 90 يوماً فقط، التوصل إلى إبرام 90 اتفاقية تجارية مع 90 دولة، بمعدل اتفاقية كل يوم! وضربوا أمثلة شبيهة من خبرات سابقة لترامب نفسه فى ولايته السابقة، فذكروا أن مراجعة أحكام السيارات والصلب فى اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية استغرقت 8 أشهر، أما اتفاقية التجارة الشاملة، بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، فقد استغرقت أكثر من عامين!
لاحِظ أن أزمة زيادة الرسوم الجمركية التى صارت فجأة على رأس أولويات العالم، لم تكن موجودة قط، قبل أن يطرحها ترامب فى 2 أبريل الحالى، وقد صنَّفها خبراء كثيرون، من عدة مدارس ومن تكتلات سياسية واقتصادية مختلفة، بأنها أكبر حرب اقتصادية شهدها العالم! فى حين أن ترامب كان يَعِد طوالَ حملته الانتخابية بأنه سوف ينهى كل الحروب المشتعلة، أى التى كانت مشتعلة قبل مجيئه، مما ضَخَّم آمالَ كثيرين فتحمسوا لانتخابه، خاصة لوعده بإنهاء الحرب فى أوكرانيا خلال 24 ساعة! وفى حين أنه لم يطفئ أى حرب، ولا حتى حرب أوكرانيا، كما أنه صرح بأنه كان يمزح بقوله 24 ساعة، وإنه كان يعنى أنه يود إنهاءها، ويعتقد أنه سينجح فى هذا!! فقد تراجع الآن التركيز على الحروب التى لا تزال مشتعلة بسبب انشغال العالم بأزمة الجمارك التى ابتكرها، والتى يؤكد خبراء أمريكيون أنها ستتسبَّب فى أزمة مالية لأمريكا نفسها!!
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: