حكاية فكرة
نحن وحرب الجمارك..!

الإغراق فى المعلومات، والتدفق حولها بعد فرض رسوم وجمارك ترامب (أول أبريل 2025)- لم يتوقف، والسيل فى التحليلات القادمة من الخارج يجب ألا يلهينا عن الدراسة الداخلية، ويجعلنا نغرق فى معرفة مراميها، وماذا ستحدثه فى الأسواق العالمية، وفى أسواقنا المحلية، لكن ما يعنينا فى مصر، والشرق الأوسط، تحديدا، أن أمريكا ضربت برسومها مظلة منظمة التجارة العالمية، ولم تنسحب منها، ولكن مجرد تفكيرها فى ذلك، وصدوره، رغم التعليق بعد ذلك لمدة 90 يوما، يبتعد كثيرا عن أعراف التجارة، وأصول المنظمة، مما يعطينا الكثير من الحرية للحركة لحماية أنفسنا.

أعتقد أن الصين، أكبر منتج فى العالم، ستتعرض منتجاتها للكساد، ولم نر حتى الآن نقاشا جديا فى مجتمعاتنا، وفى مصر تحديدا، حول السلبيات التى سوف تحدث نتيجة رسوم ترامب المعلقة حتى الآن، وكذلك حول مستقبل الصراع التجارى بين أمريكا والصين، فهناك توقعات تغرق الأسواق باندلاع حرب تجارية بينهما بعد فرض رسوم جمركية تزيد على 100% فما فوق، لكن الصين ستقاتل حتى النهاية، ولن تستسلم لما تعده إكراها أمريكيا، وسترفع رسومها الجمركية، لكنها، بالقطع، ستحاول أن تجد بديلا عن أكثر من 500 مليار دولار، وإذا تعذر دخولها أمريكا فإن الشركات الصينية ستلجأ إلى إغراق الأسواق الخارجية، فهى ونحن سوق كبيرة، وفى مصر معرضون لذلك الخطر، وقد يكون مفيدا ليغطى المستهلكين، إلا إنه قد يقوض المنتجين داخل البلدان التى تتعرض لذلك.

وأخيرا، نحن أمام متغيرات تهز كيان الدول كلها، ولن تكون مقصورة على التجارة، بل تمتد إلى الاستثمارات المباشرة، ونحن فى مصر، مهتمون بحماية منتجاتنا الصناعية، وتنمية الصناعيين المحليين، وغير مستعدين أن نكون فريسة للإغراق، وبالنسبة لصادراتنا إلى أمريكا فإنها ستكون فى ظروف أفضل، لكننا نحتاج إلى زيادة حصتنا، وستكون فرصتنا فى السوق الأمريكية خلال المرحلة المقبلة أفضل، لكن هذه التطورات الاقتصادية، والتجارية تحتاج من الغرف التجارية المصرية، ورجال الأعمال، ووزارة التجارة والصناعة تنظيم ورش عمل لدراسة كل سلعة بتفاصيل أكثر دقة، ونتحرك اليوم قبل الغد، فنحن أمام عالم جديد فى التجارة، ويجب أن نستعد له.