رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

إبهار .. وتحذيرات .. والرد الغائب!

لا يعرف أهم أسرار الانبهار والدهشة التى أحس بها الرئيس الفرنسى ومرافقوه فى خان الخليلى إلا من زاروا وعشقوا هذه الأحياء التاريخية بخصائصها العمرانية وقصورها التى يشبه كل واحد منها متحفا مستقلا، وكنت واحدة من الذين يستشفون روحيا ونفسيا بالذهاب الى هذه الأحياء وفى مقدمتها خان الخليلى الذى يحمل اسم الأمير المملوكى الذى أنشأه فى القرن السابع عشر، وكان تناول وجبة فى مطعم من مطاعمها الشعبية تمتلئ بطعم ومذاق الأصالة وعطر الزمان وعطارة تفنن أبناء الوكالة فى تركيبها ... ومع ذلك فإننى اكتب هذه السطور وفى خاطرى مخاوف حذرت منها فى أكثر من مقال، تتعلق بأطروحات عرض قلب القاهرة الخديوية ومجموعة من الأحياء التاريخية للاستثمار، وبما بدأ بالفعل يعرضه مستثمرون من مشروعات تنذر بتغييرات بادعاء تقليد مدن حديثة لا تمتلك مكونات وأصالة وعطر التاريخ الذى يعطر أحياء المحروسة القديمة وبكل ما تمتلك من قصور وبيوت أثرية، لا أبالغ عندما أصفها بأن كل بيت وقصر منها تحفة ومتحف عمرانى فى حد ذاته، والمطلوب من كل مستثمر فقط أن يزيل ما أصابها من إهمال ويستعيد وجهها الجمالى والحضارى الذى جعل القاهرة فى منتصف القرن الماضى أجمل عواصم الدنيا، وأحذر من أن يحمل استثمار أطروحات الدولة أو أملاك الشعب ما يشوه ويهدم المكونات والخصائص العمرانية للقاهرة الخديوية وسائر الأحياء التى تكونت منها عاصمة أم الدنيا، فإذا كان الرئيس الفرنسى قد أبهره حى تاريخى واحد كل هذا الإبهار فماذا يمكن أن تفعل زيارة بقية أحيائها المصرية القديمة والرومانية واليونانية والمسيحية والإسلامية ومختلف من سكنها وعشقها من حضارات وقادة وجاءها من طامعين وغزاة؟!! إننى بعد تراجع الصحة والقدرة مازالت ذكريات زياراتى لخان الخليلى وجامع السلطان حسن والكنيسة المعلقة وبيت المانسترلى ومقياس النيل وقلعة صلاح الدين وشارع المعز والأزهر والصاغة والغورية والقلاع المنيعة لأجدادنا القدماء، خاصة فى سيناء تملؤنى بالزهو وتفسر سببا من أهم الأسباب التى جعلت أرض المحروسة مطمعا، وهنا أعيد النداء على تكوين لجنة وطنية مستقلة على أعلى مستوى من الخبرات الهندسية والعمرانية والتاريخية لتشرف على المسموح فقط أن يحدث من استثمار حضارى آمن لكنوزها وحماية ما تراكم من آثار وعمران ومعالم حضارات على أرض عاصمة أم الدنيا.

◙ ومن التحذير من مخاطر الطمس والتغيير والتشويه الى أم الكوارث التى تحدث للفلسطينيين على أرضهم، والصراع الخفى الذى يحدث ربما لأول مرة بين رئيس أمريكى يتوهم أنه جاء ليجعل بلاده تحكم العالم، ورئيس وزراء الكيان الصهيونى ومخططه الإرهابى لتنفيذ الخريطة التى رسمها لاستكمال السيطرة واحتلال الشرق الأوسط، فالطاغوت الأمريكى فى أحدث تصريحاته يريد تحويل غزة الى أملاك عقارية لبلاده ويطلق عليها أرض الحرية، بينما يريد رئيس وزراء الكيان الصهيونى ضم غزة والضفة الغربية الى بقية ما نهبه الصهاينة من أراضى الفلسطينيين .. هذا الصراع المكتوم وغير المعلن بين الطواغيت واللصوص والقتلة هو أهم ما كشفت عنه الزيارة الأخيرة لمجرم وقاتل يحاكم بجرائم فساد وبين من تهاجمه وتلعنه مظاهرات الشعوب فى جميع أنحاء الأرض ويمثل ذروة كل ما يسود ويهدد الإنسانية من فساد، ودمار، وبما يؤكد ثقتى الكاملة فى أن الأمتين العربية والإسلامية مازالتا تمتلئان بالأمناء وأصحاب الكرامة والعزة الوطنية والذين لا يقبلون أن يستذلوا من أرذل خلق الله ومن يجمع بينهم أنهم من سارقى أوطان لم تكن لهم وتنفيذ مخططات إجرامية لاستئصال وإبادة سكانها الأصليين، سواء فى الولايات المتحدة أو من كونوا المستعمرات الصهيونية الأولى فى الأراضى الفلسطينية فى أربعينيات القرن الماضى ... وما لا يقل بشاعة وقسوة وفسادا عندما تمتد إليهم ويرحب بهم فى بلادهم من كانوا يجب أن يقاطعوهم ويفرضوا العزلة على القتلة والإرهابيين الصهاينة ويقطعوا عنهم جميع مقومات الحياة التى يواصل بها تدمير أمن وأمان شعوب المنطقة الذى تحول الى ورم سرطانى فى قلبها ويمنع قيام الدولة الفلسطينية على مجمل ما أحتل من أراض بعد 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحماية المسجد الأقصى.

هل أكون مبالغة إذا توقعت لعالم يسوده القتلة والإرهابيون ولصوص الأوطان وأمن الشعوب والفساد والمفسدون اقتراب نهاية تشعلها حرب ضروس وقيام قيامة من قيامات الله تأتى بأقوام تسترد للأرض عافيتها وصحتها العقلية والروحية والإنسانية وللمظلومين عدالتهم وحقوقهم المسلوبة وللمكافحين والعاملين بإخلاص وأمانة حقوقهم المستحقة فى حيوات عادلة وآمنة، وهل يصعب أداء الحق والمستحق وتحقيق المأمول على من مازالوا يملأون الأمتين العربية والإسلامية من أمناء ومقاومين ومكافحين وقادرين على هزيمة جميع طواغيت الأرض؟!!

◙ تهتم الحكومة بتأكيد اهتمامها وسرعة الرد على ما يصلها من صرخات واستغاثات المواطنين فى إطار منظومة شكاواهم التى تثبت أرقامها ما لا يقوم به مسئولون من استجابات واجبة وتقديم الحلول لها .. وقد قدمت فى مجموعة من المقالات نداءات أرباب المعاشات لاحترام جميع ما صدر بحقهم من قوانين تثبت استحقاقاتهم فى صرف جميع ما اقتطع من دخولهم وتحويشات أعمارهم واعتبروها ادخارات يستعينون بها فى سنوات تحتاج الى المزيد من الانفاق رغم الإحالة الى التقاعد وهجمات وآلام التقدم فى العمر، ولماذا تتأخر الحكومة فى صرف استحقاقاتهم وهى ليست من ميزانية الدولة وهى أيضا تدخل فى إطار الاستجابات العاجلة والواجبة لشكاوى المواطنين.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: