رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلام ثابت
قصر العينى

يُعدّ قصر العينى أقدم مدرسة طبية فى مصر، أنشأها حاكم مصر محمد على عام 1827، أى أن قصر العينى بلغ من العمر 198 عامًا، واقترب من قرنين، ليكون شاهدًا ورمزًا للتطور الطبى الذى شهدته مصر. وقد تخرّج فيه أساتذة كبار، وأجيال من أشهر الأطباء، منهم كلوت بك، وتيودور بلهارس، ونجيب باشا محفوظ، وعلى باشا إبراهيم، وقامات طبية مثل مجدى يعقوب، ومحمد غنيم، وكثيرون من أكبر وأشهر الأساتذة الذين يصعب حصر أسمائهم جميعًا. 

ويعود اسم قصر العينى إلى المبنى وصاحبه أحمد العيني، وقد حوّله محمد على إلى مستشفى ومدرسة للطب، لمواكبة الحروب التى خاضها الجيش المصرى وما تسببت فيه من ارتفاع عدد الجرحي، وكذلك لمواجهة الأوبئة والأمراض المتوطنة، فكان قصر العينى انطلاقة جديدة للطب المصرى، حيث توسع واتسع ليضم العديد من المستشفيات المتخصصة، والوحدات العلاجية والبحثية، ومنها المستشفى التعليمى الجديد (الفرنساوى)، والمعهد القومى للأورام. ولهذا، كان ومازال قصر العينى أكبر وأهم صرح علمى وعلاجى فى مصر والمنطقة، وصاحب الفضل فى توسع كليات الطب والمستشفيات وانتشارها فى ربوع مصر. 

ففيه يتعلّم آلاف الطلاب، ويعمل آلاف الأطباء والفنيين وأطقم التمريض. كما يشهد التطوير والتحديث والاطلاع على الخبرات العالمية، لينقلها إلى باقى كليات الطب والمستشفيات. إن قصر العينى أحد رموز مصر وشاهد على ما مرت به من عصور وأحداث، ولهذا استحق أن يضم متحفًا يحكى قصة نشأته والمراحل التى مر بها الطب، من أدوات جراحية، وتقنيات الفحص والعلاج، والمشاهير الذين عملوا فيه وأداروه.

إن صرح قصر العيني، أو المجمع الطبى والتعليمي، كان وسيظلّ أحد أهم معالمنا العلمية والطبية، بما فيه من مواهب علمية وإدارية، وخبرات تراكمت على مدى ما يقرب من قرنين، مما أمدّ مصر والمنطقة بعلماء وخبراء فى المجالين العلمى والعملي. ولهذا، نحتاج إلى أن يواصل قصر العينى مسيرته، وأن يستمر فى التطور، ليرتقى بمكانة العلوم الطبية، وألا يصيبه ما أصاب عددًا من المستشفيات العامة التى تراجعت لأسباب تتعلق بنقص التمويل أو بيروقراطية الإدارة. 

ومن ثم، تقع علينا وعلى إدارته مسئولية تحصينه، وتعزيز مناعته ضد أى أمراض إدارية، وتزويده بما يحتاجه من أدوات وتمويل، ليظلّ هذا الصرح مضيئًا. فالإدارة الكفأة وحدها قادرة على مواجهة التحديات، ومواكبة التطور السريع فى هذا المجال، من خلال التدريب على الأساليب والأدوات الإدارية الحديثة التى ترفع كفاءة العاملين، وتحمى هذا الصرح من أمراض التليّف الإداري، مع توفير التمويل اللازم لهذا التطور، حتى يظل  على قمة المنظومة الطبية فى مصر. 


لمزيد من مقالات عــــلاء ثــابت

رابط دائم: