لو كان نيتانياهو واثقاً فى أن لعائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة والمتضامنين معهم قدرة على إيذائه سياسياً بما يؤثر على بقائه فى منصبه، لَمَا أقدم على جريمته الأخيرة باستئنافه العدوان على غزة بشراسة تجاوز ضحاياها أكثر من 360 قتيلاً فى أول 5 ساعات من العدوان، بما يعنى لكل هؤلاء أن حياة الأسرى الذين يتظاهرون من أجل الإفراج عنهم صارت معرضة لخطر مميت، كما حدث ومات أسرى آخرون، نتيجة لقصفه العنيف على غزة فى جرائمه السابقة، لأنه لا يعلم بالتحديد أماكن الأسرى، وأن عملياته عشوائية لا تضمن سلامتهم! أى أنه يتبنى وجهة النظر الأخرى التى تُعْلِن صراحة أنها تضع على رأس أولوياتها، قبل الحرص على حياة الأسرى الإسرائيليين، أن تقضى على أكبر عدد من أعداء إسرائيل لتوفير الأمن لأغلبية الإسرائيليين! ويُعتَبَر سموتريتش وزير المالية أوضح من يُعَبِّر عن هذا بأكثر الألفاظ صراحة. أضِف أيضاً أن نيتانياهو مُوقِن أن معظم الأحزاب السياسية وقادتها والجماهير العريضة، يؤيدون جرائمه ضد الفلسطينيين المدنيين، ولا يختلفون معه إلا فى تفاصيل!
وما كان نيتانياهو ليقبل وقف إطلاق النار فى يناير الماضى إلا بضغط من ترامب الذى أصَرَّ على وقف إطلاق النار قبل أن يبدأ الرئاسة. وقد تَعَمَّد نيتانياهو مع بداية قصفه الأخير على غزة أن يعلن أنه أطلع ترامب على العملية قبل بدئها، وهو ما أكَّدَته المتحدثة باسم البيت الأبيض.
وأما أول مكاسب نيتانياهو الشخصية، بعد ساعات قليلة من بدء عدوانه الأخير، فكان فى قرار تأجيل محاكمته فى اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة، عندما أعلنت النيابة العامة بإسرائيل (الثلاثاء) الماضى تأجيل الاستماع إلى أقواله بسبب تجدد القتال فى غزة. فى حين أن النيابة كانت رفضت، منذ 3 أسابيع فقط، طلبه بتقليل وتيرة جلسات المحاكمة، وأكدت ضرورة تسريع وتيرة الاستماع إلى الشهادات، ونبَّهت نيتانياهو بضرورة الالتزام بقرارات المحكمة والتصرف وفقاً لها! ولكن هذا لم يمنعه من إخراج مسرحية أمام المحكمة بأن يستلم مظروفاً مغلقاً، أثناء إدلائه بأقواله، فيطلب من المحكمة وقف الجلسة لحين اطلاعه على رسالة مهمة تتعلق بأمن إسرائيل!
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: