تهنئة لفوز الفيلم الفلسطينى «لا أرض أخرى» بجائزة الأفلام الوثائقية فى أكبر مسابقة سينمائية لاختيار أفضل الأفلام ... الجائزة توثيق واعتراف دولى يضاف الى كل ما صدر من اعترافات بحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة فوق ما تبقى من أراضى بلدهم بعد ما سرقته العصابات الصهيونية بدعم بريطانى واعتراف أمريكى 1947، وقد ظل الكيان الإرهابى يتضخم ويتمدد بدعمهم فى كل ما يستطيع الوصول اليه من دول عربية بإدعاء حماية أمنه وحدوده التى لم يحددها حتى الآن بأمل شيطانى فى تحقيق ما يطلق عليه إسرائيل الكبرى وظلت مصر هى حائط الصد للجنون والهوس الإسرائيلى والداعم الأكبر لصمود الفلسطينيين فى أرضهم وفشل المخططات الصهيوـ أمريكية لتهجيرهم وتوطينهم فى سيناء لضم غزة والضفة الغربية الى ما يتواصل نهبه للقضاء على آخر شبر من الأراضى التى يستطيع الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها الآن.
إن الكيان الإرهابى الذى فشل فى القضاء على مقاومة شعب لإقامة دولته يحاول التغطية على فشله بمناوشة مصر والتحرش بحدودها وشدها الى ما يريد أن يفرضه عليها من مواقف، والتى سبق وأن بدأها بتساؤلاته عن أسباب قوة جيشها وتسليحه بأحدث وأقوى الأسلحة لا يعرف الصهاينة أن جيش مصر منذ ملكها العظيم رمسيس الثانى لم يخرج من مصر غازيا أبدا أو سارقا لأراض ليست للمصريين كما فعلت عصابات اليهود، وإنما خرج دائما مدافعا عن حدودها وليصد محاولات غزوها من الطامعين والجائعين واللصوص والباحثين عن مأوى مثل الصهاينة بعد أن طردوا من كل الدول التى أفسدوا فيها.. إنه تاريخ موثق.
فأين تاريخكم ان كان لكم تاريخ؟! وغدا تحل ذكرى انتصار مصر فى العاشر من رمضان السادس من اكتوبر1973 لتحرير سيناء ـ من نصر كاذب وخادع ما كان يمكن أن يحدث لولا أوامر الانسحاب التى صدرت لجيشنا من قائده 1967.
إننى كتبت هذه السطور يوم انعقاد القمة العربية الطارئة بالقاهرة التى صدر عنها موقف عربى موحد يتصدى للطاغوت الصهيو ــ أمريكى وهوس الريفييرا الأمريكية والمنتجع العالمى وحقائق الأطماع فى ثروات غزة وأذكر كيف كان التئام ووحدة الصف العربى من عوامل نصر1973 وما جاء فى الوثائق التى أفرجت عنها قواتنا المسلحة عن هذه المشاركة العربية بحرب أكتوبر ــ وللأسف نجحت قوى الاستعمار الجديد فى زرع بذور الشقاق والصراعات بين كثير من أبنائها، وان كان هذا لا ينفى امتلاك الأمة لكثير من قوى الضغط وفى مقدمتها فريضة فرض جميع أشكال المقاطعة والتواصل مع الكيان الصهيونى واشتراط عودته بقيام الحكومة المستقلة لدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وإعلان ما ستفعله الأمة إذا لم تحترم قرارات القمة الطارئة.
وأعود لمواصلة ما أتناوله أسبوعيا لهموم ومشكلات المواطنين خاصة، وقد عاد يتكرر المشهد عندما تعلن الحكومة عن حزمة من الدعم الاجتماعى لمواجهة التضخم والتخفيف عن الأكثر احتياجا، وهو الوصف الذى أصبح ينطبق على الجموع الأكبر من المصريين وأصبح الجميع فى حاجة قصوى لزيادة دخولهم ورفع المعاشات التى ظلت متواضعة رغم ما أضيف من زيادات، وللأسف أنه فور الإعلان عن أى مدخلات واجبة وقبل تنفيذها يسابق الى اقتطاعها جشع تجار برفع ومضاعفة أسعار سلع وتخفيض جودتها وكمياتها فى الوقت نفسه، وبدلا من جعل الشهر الكريم فرصة للتراحم والتعاطف لم يستطع كثيرون كبح جماح شهواتهم للتربح والاستغلال وقد وعد رئيس مجلس الوزراء باتخاذ كل ما يلزم للسيطرة على الأسواق وهو ما ننتظره حتى الآن..
لقد أثبتت أبحاث جادة تراجع قدرة المصريين على الشراء والاستغناء عن ضرورات معيشية واجتماعية وصحية وإنسانية.. أين تشريعات النواب لدعم المواطن، وحمايته من مستغلى الظروف الاقتصادية لمزيد من الضغط على المواطن وأين دور الأجهزة المسئولة عن هذه الحماية وفى مقدمتها جهاز حماية المستهلك ولا يكفى مواجهة الغلاء فقط بمعارض أهلا رمضان وأسواق اليوم الواحد فمن المهم مواجهة الارتفاعات الجديدة فى أسعار بعض السلع الغذائية قبل تطبيق زيادة الأجور.
وأحذر من أزمة جديدة فى استيراد القمح بسبب التغيرات المناخية والصراعات والحروب التى تجعل كل دولة تحاول أن تكتفى بمحاصيلها الغذائية وفى مقدمتها القمح، ورغم الزيادات التى حققناها فى زراعته فمازلنا من الأوائل فى استيراده مما يوجب دعم الفلاحين وأن تسارع الحكومة بدفع ما تأخذه منهم من محاصيل وفى مقدمتها القطن وقد جاءنى من فلاحى الرياض بكفر الشيخ تأخر لأكثر من 3 شهور عن دفع ما أخذ من محصول الفلاحين من القطن!
إنها أوقات وأحداث مصيرية تقتضى التكافل والتراحم والمسئولية من جميع الأجهزة والمؤسسات لدعم جميع أشكال حماية المواطن خاصة من كبار السن وأرباب المعاشات بكل ما تتحمله هذه المرحلة من العمر من أعباء وتكاليف صحية وأعباء إنسانية، خاصة أنهم لا يطلبون إلا حصاد وعائد تحويشات أعمارهم وما اقتطع من رواتبهم أثناء سنوات خدمتهم الطويلة لبلادهم واتخاذ من التشريعات والإجراءات ما يمنع تحويل الزيادات فى دخول المواطنين ومهما تواضعت الى فرض مزيد من تربح واستغلال المتاجرين بالأزمات فى كل زمان ومكان، بالإضافة الى ما تحققه الضرائب التصاعدية والقضاء على الفروق الفلكية فى الدخول والرواتب والمكافآت علاوة على ما يجب أن يتحمله الأكثر قدرة من نصيب اكبر من أعباء وتكاليف الظروف الاقتصادية الصعبة.. وهل يعرف أصحاب هذه الدخول السعار الذى وصلت إليه أسعار أكثر مطالب الحياة تواضعا، وكم أصبح ثمن طبق الفول المدمس؟!
لمزيد من مقالات سكينة فؤاد رابط دائم: