رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلمة عابرة
فائدة لإحباط فكرة ترامب

برغم تفاؤل ترامب بفكرته بإخلاء قطاع غزة تماماً من الفلسطينيين، وبرغم مشارَكة قادة وجماهير إسرائيل له فى التفاؤل مع إبدائهم المزيد من الفرحة، فإن ردود الأفعال الرافضة، من الفلسطينيين والدول العربية والعالم أجمع، تدعو إلى إعادة النظر إلى الواقع الذى لا يدعو لأى تفاؤل، ولا لأية فرحة، والذى لم يتغير طوال الفترة الماضية إلا إلى الأسوأ، كما أنه ازداد وضوحاً فى تأصيل اليأس، بعد أن توفرت أدلة إضافية على مدى تهافت الأصوات الإسرائيلية القليلة التى تميل إلى التهدئة. واتضح، لمن لم يكن يعرف، أن إسرائيل لا تزال مُجْمِعَة على الاستماتة بالرفض، من ناحية المبدأ، وبجميع اتجاهاتها السياسية الفاعِلة، كلا الاحتمالين اللذين يمكن أن يؤديا، حتى فى حدود الوعود الدبلوماسية، إلى مجرد قَدْرٍ من التهدئة: سواء بإقامة دولة فلسطينية فى الجوار، أو بتأسيس دولة واحدة تضم الإسرائيليين والفلسطينيين على قدم المساواة فى المواطنة! كما أنها تتحمس لفكرة ترامب بإخلاء غزة تماماً من الفلسطينيين، التى يتبين عملياً استحالة تنفيذها، خاصة أن مصر أعلنت رفضها التام لأول طرح للفكرة، عندما طالبت إسرائيل بتهجير سكان غزة إلى سيناء، ثم انضمت الأردن إلى رفض الفكرة، قبل أن يعلنها ترامب، وهما الدولتان اللتان كانتا أول الدول المرشحة لاستقبال الفلسطينيين، ثم زاد رفضهما مع إعلان ترامب لفكرته! وبرغم زعم ترامب أن فكرته لقيت ترحاباً من الجميع، فلم تعلن دولة فى العالم عن استعدادها لاستقبال الفلسطينيين، بما يتوافق مع طرحه! ومن المؤكد أن تهوينه من تعقيد المشكلة بتقليله عدد فلسطينيى قطاع غزة إلى 1.7 مليون، بدلاً من التعداد المعتمد على ألسنة مسئولى الأمم المتحدة بأنهم نحو 2,3 مليون، لا يمكن أن يشكل عاملاً قوياً لجذب مؤيدين له، خاصة أنه ذكر أن خروجهم بلا عودة، حتى وإن تراجع البيت الأبيض بأنه خروج مؤقت.

المُرَجَّح أن ترامب لم يَتَعَمَّد إفادة الفلسطينيين بفكرته، ولكن ما حدث أن بعض الدول التى تُفَضِّل التحفظ فى إبداء آرائها اضطُرَت إلى أن تعلن رفضها للفكرة، وأعربت عن أنه صار لزاماً إيجاد حل للمشكلة التى صارت تُهَدِّد الأمنَ العالمى.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: