مجددا، يمر إقليم الشرق الأوسط بلحظات فارقة، تحدد مستقبله وفق مخططات سابقة التجهيز، يتم استدعاء الرغبة فى تنفيذها، من حين إلى آخر، دون عناء البحث فى أساس الأزمة، الممتدة لعقود، أو الحلول الحقيقية، التى جرى الاعتراف بأنها السبيل الوحيد لأن ينعم هذا الإقليم بالاستقرار، والأمن، والسلام المفقود «عمدا».
وإذا كانت مستجدات الأحداث أعادت إلى صدارة المشهد، مقترحات مرفوضة، جرت محاولات عديدة لتمريرها، بزعم حل القضية الفلسطينية، وهى فى واقع الأمر لا تعنى سوى تصفيتها، نهائيا، فإن الثوابت المصرية التاريخية، كفيلة – كما فى كل المحاولات السابقة – بالتصدى لتلك المقترحات رسميا وشعبيا.
تصدت مصر – مبكرا - بمواقفها الثابتة، للمخطط الفاسد، سياسيًا وتاريخيًا، بل غيرت بوصلة القوى الدولية، فى تعاملها مع تطورات ما بعد 7 أكتوبر، ولا يجب أن تغيب عن ذاكرتنا، كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمام زعماء العالم، فى «قمة القاهرة للسلام» فى أكتوبر 2023 – وقتها كان صوت الحرب هو الأعلى - والتى حددت موقف مصر قيادةً وشعبًا والتى قال فيها: «أؤكد للعالم، بوضوح، وبلسان مبين، وبتعبير صادق، عن إرادة جميع أبناء الشعب المصري؛ فردًا فردًا: إن تصفية القضية الفلسطينية، دون حل عادل، لن يحدث، وفى كل الأحوال، لن يحدث على حساب مصر.. أبدًا».
وقفت مصر ضد مخطط تهجير الفلسطينيين، وتصفية القضية الفلسطينية، وبالقدر نفسه نجحت فى إحياء القضية الفلسطينية برمتها، حتى لو كان هناك عقبات، تحتاج إلى وقت لتجاوزها، وذلك بعد أن كان العالم كله يتجه نحو تصفية القضية، وتهجير الفلسطينيين، بدلًا من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
لا شك فى أن الأزمة هذه المرة معقدة، بل هى الأخطر، ومصر برؤية قائدها وخبرات أجهزتها ومؤسساتها، قادرة – كعادتها – على تصويب المسار نحو السلام، بموقف عربى موحد، وتوافق دولى، على حل الدولتين، بعيدا عن سلب الشعب الفلسطينى حق تقرير مصيره.
[email protected]لمزيد من مقالات ماجــد منيـر رابط دائم: