يخطئ من يظن أن رفض إعادة تمثال النصاب والمخادع والخائن ديليسيبس إلى مدخل قناتنا أنه مجرد خلاف حول مكان وضع التمثال بينما الأمر أكبر وأخطر من ذلك بكثير وأنها فى جوهرها رفض لإعادة إحياء وتكريس التاريخ الأسود للاستعمار وما أرتكبه من جرائم وخطايا أثناء احتلال بلادنا لنحو ثمانين عاما وسرقة قناتنا وعوائدها مائة عام بوضع تمثال لرمز من أسوأ رموز من ارتكبوا هذه الجرائم.
◙ يحدث هذا والنسخة الجديدة تكشف عن أحدث وجوهها فى صورة دعوات التهجير الجاهلة خاصة بالتاريخ لاستكمال جرائم الإبادة التى يرتكبها الكيان الإرهابى الصهيونى فى غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان وسوريا بتوجهات يتوهم أنه لن يخالفها أحد بقبول مصر والأردن بإخراج الفلسطينيين من أراضيهم المحتلة وتوطينهم عندهم ويضيف إلى دعوة التهجير المسمومة والمرفوضة إرسال قنابل زنة الواحدة منها 2000 رطل وسبق وأن أعلن الرئيس الأمريكى ترامب ضرورة توسيع مساحة إسرائيل تأكيدا لدعمه لخرائط إسرائيل الكبرى التى يواصل نشرها الكيان الصهيونى ويضم فيها إلى ما سرقوه من أراضى الفلسطينيين أجزاء من دول عربية التى نرجو ألا يتأخر ردها على دعوة ساكن البيت الأبيض والذى يسعى لتحقيق حلمه المستحيل بجعل أمريكا فوق الجميع بينما هو فى الحقيقة يضعها على بداية طريق النهاية.
. لقد كان الرفض الشعبى المصرى لدعوات التهجير عاجلا وقاطعا وداعما للموقف المبدئى المصرى فى حماية حقوق الفلسطينيين فى بلادهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية فوق مجمل ما احتل منها بعد 1967 وقد بدأ الكيان الإرهابى الإسرائيلى فى تنفيذ المخطط الصهيو أمريكى بعرقلة عودة النازحين لشمال قطاع غزة علاوة على تفجير قرى بأكملها فى الضفة الغربية المحتلة.
◙ والسؤال الأهم الآن ما هو الموقف المنتظر من دول الأمتين العربية والإسلامية وهل يقبلون بكل ما فى الموقف الصهيو أمريكى من ازدراء ولا مبالاة وما يجب عليهم من تفعيل ما لديهم من أوراق ضغط ومقومات استقواء بشعوبهم وقواهم الذاتية وإثبات أنه لا يوجد بينهم من يخاف اى قوة تسعى لأن تجعل دول العالم تخضع لما تصدرها من قرارات غير قانونية أو يطبق عليهم العقوبات.
◙ ان دعوة ساكن البيت الأبيض لتهجير الفلسطينيين تستحق ردود فعل عربية وإسلامية غاضبة قوية تدعم حقوق الشعب الفلسطينى فى أرضه المسروقة والمواقف القاطعة والرافضة لمصر والأردن للمخطط الصهيو أمريكى الذى يهدد جميع دول المنطقة وقد كان فى مقدمة الرافضين سيناتور أمريكى وصف الدعوة الشيطانية بأنها تصفية عنصرية وجريمة حرب وقال له رئيس كولومبيا «حصاركم لا يخيفنا ولا يمكنك إخضاعنا أبدا .. هل ترانا من العرق الأدنى يا ترامب .. لسنا كذلك لا أحب نفطك يا ترامب فهو سيدمر البشرية بسبب الجشع... لقد قاومت التعذيب وسأقاومك.. تقولون أنكم تفرضون على ثمار عقلنا البشرى ضريبة 50% لدخول الولايات المتحدة وأنا أفعل الشيء نفسه.. وجاء رد الرئيس المكسيكى على الطرد المهين لترامب لمهاجرين يقول إنهم غير شرعيين ونشرت المصرى اليوم تحليلا لمحللة أمريكية تقول فيه نحن أمام رئيس يغرقنا فى الغضب ويخطط لفترة الرئاسة الإمبراطورية وسيجتمع العالم ضده أنه يتعامل مع السياسة بشخصية ملاكم ـ ومعروف أن ترامب قضى سنوات يعمل مذيعا لمباريات الملاكمة وينضم إلى ما قالته المحللة الأمريكية ما يطمع للسيطرة عليه من الدول المحيطة ببلاده أو يطمع فيه من ثروات ومقدرات العالم بما فيها النفط والغاز والمعادن النادرة ليستطيع السيطرة على القرار العالمى فى جميع القضايا الحيوية والمصيرية وعدم دفع كل ما على بلاده أن تدفعه من رسوم وضرائب كما فى قناة بنما ويدعى أنه يدعو الى نقل الفلسطينيين للبلاد المجاورة لحفظ السلام لو كان يملك وعيا بالتاريخ أو ضميرا أخلاقيا وإنسانيا لأدرك أن السلام لن يتحقق أبدا إلا بحصول الفلسطينيين على حقهم فى إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على مجمل ما احتل من أراضيهم بعد 1967 وأن دعوته للسلام يجب أن يوجهها للكيان الصهيونى بإيقاف التمدد وأوهام إقامة إسرائيل الكبرى وهو ما لا يمكن أن يحدث إلا بتهاون الأمتين العربية والإسلامية ودعم حقوق الشعب الفلسطينى لإيقاف غطرسة واستقواء وأوهام وبلطجة الورم السرطانى الصهيونى ومخططه الإجرامى لإقامة إسرائيل الكبرى.
◙ وأكمل مقالى بما بدأت به ... فإذا كان رفض إعادة تمثال النصاب ديليسيبس إلى مدخل قناتنا هو دعوة لعدم تمجيد وتكريم رمز من أسوأ رموز الاستعمار الانجليزى لبلادنا والفرنسى لقناتنا وأعيد دعوة وزير الثقافة د.أحمد هنو لمسابقة بين ثرواتنا من المثالين لعمل تمثال لمن حفروا القناة واستشهد منهم أكثر من 120 ألفا ليوضع على مدخل القناة وأعيد أيضا الدعوة التى شارك فيها عدد من القراء الأعزاء بعمل اكتتاب شعبى يشارك فيه كل من يستطيع من المصريين كل بما يقدر عليه خاصة الأجيال الشابة الصغيرة ليعيدوا التجربة الوطنية الرائعة التى شارك فيها أجدادهم ليستطيع مثالنا العظيم مختار نحت رائعته نهضة مصر لفلاحة مصرية جميلة تستدعى عظمة التاريخ وقدرة المصريين بلمس رأس «أبو الهول».
لمزيد من مقالات سكينة فؤاد رابط دائم: