عارضت أصوات إسرائيلية بشدة طريقة تسليم حركة حماس الأسرى الإسرائيليين إلى موظفى الصليب الأحمر، فى حضور حشود جماهير فلسطينية فى ميدان السرايا بقلب غزة، فيما اعتبره الإسرائيليون خطة مرسومة لحماس باستعراض قوتها، بأعداد كبيرة من مقاتليها بأسلحتهم الآلية، وفى زيهم الرسمي، وهم فى حضن آلاف الجماهير الفلسطينيين يهتفون باستمرار القتال ضد إسرائيل! وطالب الإسرائيليون المعترضون بأن تتغير هذه الطريقة فى تسليم بقية الأسرى الإسرائيليين فى الدفعات التالية، حتى لا تنجح حماس فى تعزيز صورة أنها قوية وأنها تحظى بتأييد شعبي! وأما عن الأسيرات الإسرائيليات الثلاث، المُفرَج عنهن فى الدفعة الأولي، فقد فرضت إسرائيل عليهن عدم التعامل مع وسائل الإعلام، حتى الإسرائيلية، لكى لا يتكرر ما حدث عند الإفراج عن أول مجموعة أسيرات إسرائيليات، فى نوفمبر 2023، عندما تحدثن إلى الإعلام عن المعاملة الجيدة التى كن ينلنها من آسريهن الفلسطينيين! وهو ما تسبب فى توجيه انتقادات لهن، فى وقتها، باعتبار أن روياتهن تتعارض مع الصورة التى تُرَوِّجها إسرائيل عن الفلسطينيين بأنهم مجرمون ومتوحشون..إلخ.
وأما على الجانب الآخر، بخصوص الأسرى الفلسطينيين المُفرَج عنهم هذا الأسبوع بالتبادل مع الأسيرات الإسرائيليات الثلاث، فقد أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر إلى أهاليهم تمنعهم من القيام بأى صور احتفالية فى استقبالهم، أو باستضافة الجيران أو حتى الأقارب للحضور للمشاركة فى استقبالهم، بل منع الزغاريد وتوزيع الحلوي..إلخ. وقد نُقِل عن الأسرى الفلسطينيين أن سلطات السجون الإسرائيلية منعت عنهم، طوال حبسهم، الحد الأدنى من حقوق السجناء، التى تنصّ عليها الاتفاقيات الدولية، بمنعهم من التريض، وعدم السماح للسجين بأكثر من 3 دقائق للاستحمام، مع الحد الأدنى من الطعام، فقط لإبقاء السجين فى حدود أقل نشاط إنساني، مع ازدحامهم فى زنازين ضيقة، وحرمانهم من العلاج ومن الزيارات..إلخ! وقالوا إن كل هذا يُطَبَّق بغلظة وفظاظة بتعليمات صريحة أعلنها بن غفير، وزير الأمن الوطني، الذى كانت له السلطة على فرض الإجراءات فى السجون، وهو الذى استقال من حكومة نيتانياهو قبل أيام اعتراضاً على مبدأ الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وعلى وقف الجيش الإسرائيلى عن قتل الفلسطينيين فى غزة!
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: