رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

حكاية فكرة
الحمامصى.. وتراث «الأهرام»

اليوم تحل ذكرى رحيل مهندس الصحافة المصرية، ومعلمها الأبرز، صاحب كتاب «الصحافة المثالية» التى طبقها فى حياته أستاذنا جلال الدين الحمامصى، أحد مؤسسى صحافتنا الرائعة، والذى انتقل بين الصحف المصرية، وترك بصماته عليها، بل على مؤسساتنا الصحفية كلها (يوليو 1913 - يناير 1988).

إننا إذا عدنا إلى تراث «الأهرام» الغنى فسنجد أن الأستاذ الحمامصى عاش الستينيات كلها، وجزءا من السبعينيات، يرأس مركز التدريب الصحفى بها، ويصدر تقريرا يوميا عن أحوال الصحيفة، يرصد فيه تميزها، وتخلفها، ويقارن بينها والصحف المحلية، والعربية، بل العالمية، ويقدم الانفرادات، ويرصد الأخطاء، وكان ذلك فرصة ذهبية للصحفيين بـ«صالة التحرير» ليراجعوا أعمالهم من «تقرير» الأستاذ اليومي، وفريقه المتميز (ما أحوج صحفنا كلها لهذه التجربة الآن.. أن تعيدها ليعود إليها بريقها، وانتعاشها، ويعرف الصحفيون مَن تفوقَ، ومن تَخلف، وما يحتاجه القارئ، ويسعون إليه مثل أيام الأستاذ جلال- رحمه الله، وبهذا «التقرير» المهم اليومى أتذكر أننا جميعا كنا نخشاه بقدر ما نترقبه، وبهذا الأسلوب تفوقت الصحف، وظل للكلمة المكتوبة بريقها، وتجددها المستمر، وسعى القارئ إليها.

لقد أسس الأستاذ جلال الدين الحمامصى صحفنا من وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى مشاركته على ومصطفى أمين فى إصدار «الأخبار»، ومشاركة روزاليوسف إصدار وازدهار مجلاتها، ولم يتوقف عمله، فقد ترك بصماته الخالدة على كل مطبوعاتنا، كما أن عطاءه المهنى بارز فى عموده «دخان فى الهواء»، وكتبه المتنوعة التى تشكل عصب الدراسات الصحفية فى مصر، كما كان الحمامصى سباقا للمستقبل عندما رصد «صالة التحرير»، وتحرير الأخبار فى الصحف، والراديو، والتليفزيون، ولعلنا لا ننسى نحن تلاميذه أنه أسس كلية الإعلام- جامعة القاهرة فى بداية السبعينيات، وقدم للصحافة المصرية والعربية دفعات من هذه الكلية كانت عنوانا للأستاذ المتفوق، وأخيرا، نحن نفخر بأستاذنا الذى وضع بصماته على كل المؤسسات الصحفية، وأن عموده «دخان فى الهواء» كان نموذجا للأعمدة الصحفية الصحية التى تحرك المياه الراكدة، وتنعش الصحف، وتدير الحوار، وتغير المعادلات، وندعو للعودة إلى تراثه المهني، وأساليبه فى العمل لإعادة الروح، والمكانة للكلمة المقروءة فى جرائدنا ومجلاتنا.


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: