رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلمة عابرة
طاقة إسرائيل العدوانية مستمرة

حتى إذا توقفت إسرائيل تماماً عن جرائمها فى كل قطاع غزة، وحتى إذا أسرع العالم أجمع لدعم غزة ولتعويض أهلها عن محنة العدوان الإسرائيلى، باستتباب الأمن للقطاع وبإعادة بنائه كاملاً وبتوفير كل احتياجات سكانه، من غذاء ومياه وكهرباء ودواء ومنازل وطرق ومستشفيات ومدارس وجامعات ودور عبادة وإذاعات وتليفزيونات، وباستثمارات وفرص عمل فى مجالات شتى..إلخ، فليس هناك أدنى ضمانة على ألا تكرر إسرائيل نفس جرائمها فى: الضفة الغربية، أو فى دولة أخرى، قد تكون لبنان أو سوريا أو الأردن أو اليمن أو العراق أو إيران، أو ربما فى دولة غير متوقعة! ذلك لأن أهم عوامل استمرار إسرائيل فى جرائمها لا تزال متوافِرة وفاعِلة بكامل كفاءتها، لأنها عوامل أصيلة فى المجتمع الإسرائيلى، وكل ما فى الأمر أنها توارت عن الأنظار قليلاً بأثر بعض الأعراض الوقتية التى فرضت نفسها، لكن العوامل الأصيلة سرعان ما سوف تحتل الصدارة بعد تسوية الأعراض الوقتية الاستثنائية، بعد استعادة جميع الأسرى وجثامين القتلى، فينتهى أكبر مصدر للقلق شهدته إسرائيل طوال استمرار عدوانها الرهيب على غزة.

المُرَجَّح، أن يشتعل مجدداً، وسريعاً، السُّعار الإسرائيلى فى الاستيلاء على أراضى الضفة الغربية وبعض دول الجوار، وفى ضرب من تصنفه عدواً، وفى السعى للقضاء على الفلسطينيين أو تهجيرهم قسرياً خارج أرضهم! وسوف تستخدم فى هذا أشد الأسلحة فتكاً، بتأييد من الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين، بعد أن أثبتت حرب غزة الرهيبة أن الإسرائيليين، باستثناء أصوات قليلة خارجة عن السياق العام، هم الشعب الوحيد فى العالم الذى لم يبد أى تعاطف مع سكان غزة المدنيين العزل فى محنتهم تحت أبشع عدوان، كما لم يعترض اتجاه سياسى أو إنسانى فى إسرائيل على قتل الأطفال الفلسطينيين بعد تجويعهم وتعريضهم لبرد الشتاء المميت ولحر الصيف المُهلِك، وحرمانهم من التعليم والعلاج، وترويعهم بقصف الطائرات والصواريخ والمدفعية والقنابل الحارقة الممنوعة دولياً. هذا الجشع الإسرائيلى الغريب فى الاستيلاء على مزيد من الأرض وفى القتل والتدمير، لا يمكن أن يكبحه سوى الإدارة الأمريكية إذا رأت أنه يعرقل أولوياتها وخططها الكوكبية!

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: