رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

حكاية فكرة
إطلالة على عالم ترامب

اليوم دخل القيصر (ترامب) البيت الأبيض.. الرئيس السابع والأربعون الذى أثبت عمليا، رغم كل «العكوسات»، أنه الأقوى، والقادر على ملاحقتها، فقد انتظرنا ما يعوق الصعود، لكنه اكتفى بالجو والصقيع فقط، وانتقل الاحتفال إلى «الكابيتول».. إذن نحن أمام ظواهر سياسية جديدة فى عاصمة القرار العالمى، فهو الرئيس الثانى الذى يخدم فترتين غير متتاليتين، وبإطلالة على برج الرئيس الذى اجتاز حواجز 33 قضية (كعب داير للمحاكم) فى معظم الولايات خلال فترة خروجه (4 سنوات) قبل عودته الدرامية، وأكثر من محاولة اغتيال - فيجب ألا نذهب بعيدا فى فهم ترامب الثانى (تفصلنا 8 سنوات عن يوم تنصيبه الأول)، حيث ترامب الأول أراد أمريكا أولا من أول يوم، أما ترامب الثانى فيريد أن يجعل العالم كله أمريكا، فترامب الشعبوى الذى يعتمد على مخاطبة الجماهير بلغة يفهمها عاد، وترامب الثانى يتكلم لغة جديدة يفهمها العالم، خاصة شبابه، أو أجيال التكنولوجيا، ولكنها للعلم تغترف من تاريخ أمريكا وسياساتها.

أعتقد أن ترامب لم يتغير وحده ولكن أمريكا تغيرت هى الأخرى.. لقد كانت صورته لنا فى الشرق الأوسط مختلفة جدا لوقف الحرب فى غزة، حيث لقاء مبعوثه مع نيتانياهو كان حادا، وهو الذى تلاعب لأكثر من عام بالرئيس بايدن (المنتهية ولايته)، ولم يستطع أن يرد عليه، واكتفى بمقابلته يوم السبت التى تحجج بها دينيا ليتهرب من اللقاء، فإذا به يسمع ما لا يريد أن يسمع (أمريكا تطلب وقف إطلاق النار قبل قدوم الرئيس.. مفهوم)، ونيتانياهو وحكومته الصغيرة المتمردة لم تستطع أن ترد أمام الرغبة الإمبراطورية، وتنفذ وهى غير مستعدة، فترامب الذى اعترف بالقدس والجولان فى الفترة الأولى يريد حلولا جذرية فى منطقتنا، فانتبهوا، وسوف يصل إليها يوم التنصيب.

لا شك فى أن عالم ترامب الجديد مختلف، فقد كان يقف يوم التنصيب وإلى جواره عدد من المليارديرات.. لم يكن ماسك وحده (أقوى وأغنى رجل فى العالم)، ولكن معه بيزوس، مؤسس أمازون، ومارك زوكربيرج، مالك ميتا وفيسبوك، والإعلام الجديد فى خدمته، والتكنولوجيا تحت إمرته.. كلماته قليلة، لكنها كشفت رغبة القادم فى إعادة ترتيب العالم، فالرئيس لا يضع سياسات، لكنه يبحث عن نموذج، أو نظام عالمى جديد.


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: