أخيرا.. ابتسم الفلسطينيون فى قطاع غزة، وعرفت الفرحة طريقها إليهم، وعاد إليهم الأمل بعد يأس، وانتهت المعاناة فى حر الصيف القائظ، وبرد الشتاء القارس، سيدخل إليهم الوقود والغذاء والدواء بعد طول حرمان، سترتاح آذانهم من أصوات الانفجارات، وحطام منازلهم يتناثر على الأرض، وسترى أعينهم الحياة بعد أن تساقطت دموعها، وهى ترى الموت فى كل لحظة، سيستنشقون رائحة غير رائحة الجثث، والدخان، والبارود والتراب.
وبعد مفاوضات وجهود مضنية، تم الإعلان رسميا عن اتفاق يشمل وقفا مؤقتا لإطلاق النار، قد يكون فى القريب وقفا نهائيا، لينهى معاناة 15 شهرا من القتل والإبادة والتدمير، وستعود إليهم الشاحنات التى تحمل المساعدات، بعد أن حرمهم منها جيش الاحتلال، ليموتوا جوعا وعطشا وجرحى، وما كان هذا ليحدث لولا الدور المصرى الكبير والمحورى، الذى لم يبدأ فقط فى الفترة الأخيرة، وإنما مع الرصاصة الأولى، بتحركات دبلوماسية غير عادية، لإيقاف مذبحة بشرية، حتى نجحت المساعى بوساطة جاءت بالمشاركة مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية.
ولأنه كان يقدر خطورة الموقف بعد 7 أكتوبر 2023، فقد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على حل الأزمة، وإدخال المساعدات، بأى كيفية، وتشاور مع قادة العالم، وعقد مؤتمرا دوليا، لإنهاء الوضع الكارثي، كمرحلة عاجلة.
وكانت مصر حاضرة بقوة فى اللمسات النهائية للاتفاق التاريخى الذى يقضى بوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين، بتذليل العقبات لوضع حد للمعاناة الإنسانية الخطيرة التى يعانى منها الأشقاء، ولتجنيب المنطقة تبعات توسيع نطاق الصراع.
ونجحت المساعى المصرية فى مفاوضات ما قبل الإعلان الرسمى عن اتفاق الهدنة، بالتنسيق بين الرئيس السيسى ونظيره الأمريكى جو بايدن فى أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض، فكانت خير وسيط طوال العملية التفاوضية، مستغلة دورها وثقلها فى الشرق الأوسط، واتزانها السياسي، وثوابتها التى لم تغفل القضية الفلسطينية فى أى فترة من فترات التاريخ، ولم تتخل عن الشعب الفلسطيني.. فشكرا للرئيس القائد والإنسان.
[email protected]لمزيد من مقالات ماجــد منيـر رابط دائم: