رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

فتنة التمثال.. والنهاية الواجبة لها

فى البداية أوجه تهنئة قلبية إلى الأشقاء والأصدقاء الأعزاء وجميع مسيحيى مصر راجية لهم أعياد ميلاد مجيدة تذكرنى ببهجة الاحتفالات فى مدينتى بورسعيد وبورفؤاد حيث ينصهر الكل فى واحد فى الأعياد الاسلامية والمسيحية، ومع كل من كان يقيم فى المدينتين خاصة من أبناء اليونان وقبرص الذين كانوا يصنعون مع المصريين مذاقا مختلفا للحياة فى المدينتين والى أن بدأت مخططات الاحتلال البريطانى والذى كان من أسباب قدرته على دخول مصر خداع النصاب المدعو ديليسبس للزعيم أحمد عرابى والذى وثق مؤرخون عرب وأجانب وكبار أساتذة التاريخ ما ارتكبه من جرائم وأكاذيب، فى مقدمتها الأكذوبة الكبرى أنه صاحب فكرة حفر قناة تربط بين البحرين الأبيض والأحمر والتى أرادها لخدمة مستعمراتهم فى الشرق، وتسهيل الوصول إليها، علاوة على استيلائهم على قناة السويس ونهب دخلها لأكثر من مائة عام ونهب خزانة مصر وتحميلها من الديون ما تجاوز قدرتها، ومحاولة الشركة الفرنسية التى حولت القناة إلى دولة مستقلة عن الدولة المصرية جعل امتيازهم على القناة أبديا وإعطاء مصر فتاتا من دخلها، وكان الرائد الكبير طلعت حرب من أوائل من نبهوا إلى مخطط الشركة الفرنسية التى أنشأها الافاك ديليسبس للهيمنة الأبدية على القناة، ومن المؤكد أنها من أهم الدوافع للمحاولات المتكررة للعودة ولإعادة وضع التمثال المهين لديليسبس على مدخل قناتنا .. وحذر من كل ما قدمته الشركة الفرنسية من مبررات لمد امتيازها على القناة، وأن هذه الشركة التى ربحت من مصر كل شىء وخسرت مصر فيها كل شىء لن يتوقف أبناؤهم واحفادهم عن محاولات السيطرة على القناة الى الأبد، وأن يقف على مدخلها تمثال الافاك ديليسبس شاهدا وموثقا على التاريخ المزور الذى لا يمكن أن يقبل به الوطنيون العارفون بتاريخ وجرائم الاحتلال الانجليزى والفرنسى فى بلادهم وقناتهم أو يقبلوا أى مساومة على كرامة تاريخهم ودماء شهدائهم بأموال الدنيا وغيرها من مكاسب رخيصة قيل إنه قد وعد بها من ينجحون فى إعادة التمثال الى مدخل قناتنا، وتجاهل ما أجمع عليه المؤرخون من ارتكاب جرائم وخطايا بحق المصريين، وأقسى عملية سخرة أسقطت أكثر من 120 ألف شهيد من الفلاحين جلبوا بالقوة والضرب بالسياط من قراهم وبالجوع والعطش، ودفنت جماجمهم وعظامهم فى الصحراء وفقد أهلهم كل أثر لهم ومات الافاك ديليسبس محكوماَ عليه بالسجن لفساد ارتكبه وابنه فى قناة بنما وأمام القضاء المصرى ـ الإثنين الماضى 6/1/2025 وبالإنابة عن جموع من المصريين تسابقوا لرفض المحاولة الجديدة من المحاولات والحملات المحمومة التى تتجدد كلما فشلت واحدة منها وكأن هذا الافاك من أبطال تاريخنا ونضالنا، وليس وثيقة دامغة على عصور احتلالنا واستغلالنا ونهب ثروات بلادنا، ووضع الوطنيون كل ما يستطيعون تقديمه لتوثيق التاريخ الاستعمارى الأسود أمام المستشار الفاضل والوطنى المحترم الدكتور على أيوب المحامى بالنقض والادارية العليا والدستورية العليا لتوثيق تاريخنا الوطنى ونضالنا وحمايته من العبث والتضليل ولإيقاف الأخطر من المعروف وغير المعروف من المخططات والأطماع التى لم ولن تنتهى فى بلدنا الصامد الوحيد بحمدالله وسط النيران المشتعلة حول حدوده وأجيال الحروب الرابعة والخامسة من المستعمرين الجدد، والسعى الواضح الذى تمثله إعادة إثارة فتنة التمثال المهين ولتمزيق صفوف المصريين، وأن يكون الخلاف والصراع على إعادة تمثال لرمز من أسوأ وأفسد رموز النفوذ الأجنبى والاستغلال والاستعمار لبلادنا، ذلك الصراع الذى حسم بقرار وطنى انتصر لكرامة نضالنا ودماء شهدائنا بوضع تمثال الأفاك ديليسبس فى البيت الذى كان يسكنه فى الإسماعيلية على شاطئ القناة، وطالبنا أن يوضع بجانب التمثال وثيقة بجرائمه وخطاياه وليظل شاهدا على الخضوع المخزى والأهداف الآثمة والخطيرة لاملاءات أبناء وأحفاد الشركة الفرنسية، ومن يدورون فى فلكهم من المصريين ان لم يكونوا من الجهلاء بجرائم وخطايا الاحتلال الانجليزى لبلدهم والفرنسى لقناتهم.

وفى عجالة أنشر بعض توصيات الندوة المهمة التى عقدت بنقابة الصحفيين لمناهضة ورفض عودة التمثال، وقد شاركت فيها بمداخلة هاتفية لخصت ما جاء فى عشرات من مقالاتى كتبتها فى أثناء محاولة سابقة من المحاولات المحمومة لإعادة تمثال الأفاك لمدخل قناتنا، وكان من أهم ما جاء فى التوصيات الجديدة توجيه رسالة إلى محافظ بورسعيد، ولو كان يعرف حقيقة جرائم ديليسبس ما كان يمكن أن يؤيد دعوة إعادة تمثاله وعمل اكتتاب شعبى ومسابقة فنية لنحت تمثال للفلاحين الذين حفروا القناة، ووضع لوحة تذكارية بجانب القاعدة فى مدخل القناة تسجل تاريخ إسقاط التمثال المهين فى24 ديسمبر وهو اليوم التالى لعيد النصر وإتمام انسحاب قوات العدوان الثلاثى 23ديسمبر1956 وتحويل اسم ممشى التمثال من ديليسبس إلى ممشى النصر، وتعميق تدريس تاريخ انتصاراتنا لأبنائنا ليزداد اعتزازهم وفخرهم ببلادهم، ومطالبة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية برفع تسجيل هذا التمثال من بين آثارنا الإسلامية والقبطية، ومطالبة فرنسا بإزالة تمثال شامبليون الذى وضع فيه قدمه فوق رأس احد قدماء ملوكنا العظام فى مدخل جامعة السوربون، وازالة مستنسخ هذا التمثال الذى وضعوه فى مدخل جامعة أخرى بباريس واستغلال مواقع التواصل الاجتماعى للتعريف بمختلف اللغات بجرائم وخطايا وفساد ديليسبس وبدعم من الوثائق التاريخية. 

أما أهم التوصيات التى أدعو إليها فهى إيقاف عاجل لمحاولات شق الصف المصرى وإيجاد سبب مؤسف واستعمارى للانقسام والصراع، واحترام القرار الوطنى بوضع التمثال المهين مع مختلف آثاره ومخلفاته فى البيت الذى سكنه بالإسماعيلية ومعه وثيقة بخطاياه وجرائمه لعدم تضليل وعى الأجيال وإدراك أننا لا نطالب بتغيير التاريخ، ولكن نطالب بتصحيحه واحترام القرار الوطنى بنقله إلى الإسماعيلية لنتفرغ لمواجهة القادم من مخططات للمنطقة.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: