رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

مرحلة جديدة للإعلام المصرى

يضطلع الإعلام بدور كبير ومركزى فى خدمة قضايا التنمية، بخاصة فى فترات النهوض الاقتصادى، والتحول الاجتماعي، إذ يقف فى مقدمة من يتولون رفع الستار عن المخاطر التى قد تتعرض لها عملية التنمية فى مثل تلك الفترات، بالإضافة إلى قدرته على تشكيل توجهات الرأى العام، وتأثيره القوى فى حياة الفرد والمجتمع، ومعالجة كل الظواهر التى تصاحب عملية التطور السريع والمتلاحق، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وتسليط الأضواء على عالم المعرفة، وإتاحة الفرصة للأفكار المبتكرة التى من شأنها دعم التنمية الشاملة والمستدامة.

وكم طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى وسائل الإعلام المختلفة، بكل أنواعها، بالعمل على توضيح الحقائق للشعب، ومصارحة الرأى العام بالتحديات التى تواجه الدولة على المستويين الداخلى والخارجي، كما طالبها بالتركيز على رفع مستوى الوعي؛ من أجل التعامل بحرص، والتصدى لكل محاولات طيور الظلام ــ التى لا تتوقف ــ لتلوين الحقائق وليّها؛ بغرض تضليل المواطنين، والتعتيم على ما يتم على أرض الواقع من إنجازات عملاقة، تصل أرقامها إلى حد الإعجاز، فى هذا الوقت الضيق وتلك الظروف الصعبة، وهى ظروف تتداخل فيها العوامل الداخلية والخارجية، ولكنها لم تنجح فى إيقاف الدولة المصرية عن المضى قدما، للوصول إلى الهدف المأمول الذى بات قريب المنال.

وقال الرئيس السيسى، قبل ثلاث سنوات، خلال افتتاح عدد من المشروعات التابعة لقطاع الكهرباء بمحافظات الصعيد: «الأرقام التى تم رصدها للصعيد تفوق التريليون جنيه، وأقول إن الإعلام مهم جدا، ويجب أن يحصل على هذه البيانات كى ينشرها على المصريين، ليدركوا ماذا تم عمله لهم، حتى يجدوا فى النهاية ما تم تقديمه من خدمة بشكل مناسب لهم».


خالد عبدالعزيز - عبدالصادق الشوربجى - أحمد المسلمانى

وأرى أن الإعلام لابد أن يكون المرآة التى يشاهد فيها الشعب ما تم تحقيقه، وما قطعته الدولة من خطوات جبارة للأمام، ليكون المانع الفعال ضد الشائعات والأكاذيب التى تتدفق ليلا ونهارا فى محاولة يائسة لإيقاف المسيرة، وبث اليأس والإحباط، والقضاء على كل بارقة أمل، بل قلب الإيجابيات إلى سلبيات.

ولعلى أرصد الوقائع، إذا قلت إن الإعلام، قام بمسئوليته، واجتهد فى أن يسلط الضوء على جهود الدولة المستمرة للانتقال إلى مرتبة أعلى تليق بهذه الأمة وتاريخها وحضارتها، ومتابعة إنجازات الدولة والمشروعات التى يتم افتتاحها، حتى يكون المواطنون على دراية بكل التفاصيل، ويعلموا ماذا يتم، وأين يقف بلدهم. ولم تتوقف وسائل الإعلام عند حد نقل الأخبار فقط، بل امتدت المهمة لتطال نقل المواطن ليعيش الحدث بالتفسير والشرح والمتابعة والمشاركة. ومع بقاء الخطط وأجندات العمل مفتوحة يبقى للإعلام دور أكبر فى التفاعل مع السياق السياسى والاجتماعى والاقتصادي، واللحاق بالوتيرة السريعة للتنمية، والتناول العميق لكل القضايا، وما تنجزه الأيدى المصرية المخلصة، وللإجابة على الأسئلة التى طالما نادى الرئيس السيسى، الإعلام بالكشف عنها للمواطنين، وهى كيف كنا، وأين نحن الآن، وإلى أين نذهب؟.

وتقدر الدولة المصرية حق المواطن فى أن يعرف كل شيء يجرى على أرض بلده بمنتهى الصراحة والشفافية، وتحرص على أن يتكامل الإعلام مع الحكومة، وأن يكونا شريكين أساسيين فى التنمية وتعزيز الوعي؛ من أجل بناء مجتمع على إدراك عميق لأهمية الإعلام كأداة للبناء، وصاحب دور رئيس فى المشروعات التنموية، والكشف عن حجم الإنجازات والتحديات معا.

ولا أظننى أجافى الحقيقة إذا قلت إن أساتذة الإعلام يشاركوننى ــ وكل العاملين فى مجال الإعلام بمفهومه الواسع ــ الرأى فى أن الإعلام بمثابة الجسر النشيط الذى يربط بين الدولة والشعب، بالتحليل، والمتابعة، والرصد الدقيق لعمليات البناء والحملات والمبادرات الرئاسية، من أجل ترسيخ المشاركة المجتمعية فى كل ما يخص الوطن، ولعل هذا هو السر فى تشديد الرئيس على أهمية تواصل الحكومة مع المواطنين، عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ لكشف المعلومات بشكل موضوعي، لأنه بدون الإعلام لن يعرف أحد بالحقيقة الغائبة، ولا بحجم الإنجازات، ولن تكون هناك روح وطنية، ولن تكون هناك شراكة بين الدولة والمواطن فى عملية التنمية، وستكون البيئة مهيأة لاستفحال الشائعات التى تهدف إلى إثارة القلق، وزعزعة الثقة فى الاقتصاد، بكل ما يؤدى إليه ذلك من هروب للاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية.

واستكمالا لمسيرة الإعلام، فى الربط بين الدولة والمواطن، ودفع عجلة التطوير والبناء، والوقوف فى وجه مروجى الشائعات وتحصين المواطنين بالحقائق والأرقام التى لا تكذب، تم بث دماء جديدة فى أوصال الهيئات الإعلامية الثلاث، حملت مزيجا من الخبرات والكفاءات والمسئولية الوطنية، تخوض غمار المعركة لأربع سنوات مقبلة مليئة بالتحديات، وعلى رأسها المعلومات المضللة، والحرب على الدولة ونهضتها، وهو ما يتطلب المصداقية، وتطوير الأدوات الإعلامية لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، ودخول حرب إعلامية شرسة، يتصدى لها فريق جديد من أبناء الوطن المخلصين، يتكون أولا من المجلس الأعلى للإعلام برئاسة المهندس خالد عبد العزيز، وهو يمتلك قدرة كبيرة على التعامل مع كل الملفات فى كل المناصب التى تولاها، وعلى رأسها وزارة الشباب والرياضة، ورئاسة مجلس أمناء التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى.

ويتكون ثانيا من الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة مهندس الصحافة القومية المهندس عبدالصادق الشوربجي، الذى قاد مسيرة العمل خلال الأربع سنوات الماضية، وحقق فيها من النجاحات والإنجازات ما كان دافعا وكافيا لتجديد الثقة به لدورة ثانية كرئيس للهيئة الوطنية للصحافة، لاستكمال خطة البناء والإنقاذ التى آتت ثمارها بالنجاح فى تطوير المؤسسات الصحفية القومية، واستغلال أصولها.

ويتكون ثالثا من الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب والإعلامى أحمد المسلماني، الذى يمتلك من الخبرات والتجارب، ما يجعله قادرا على التعامل باحترافية مع التليفزيون المصري، صاحب الريادة فى الإعلام العربي.

ولعلى لا أكون منحازا لمؤسسة «الأهرام»، عندما أتوقف عند مدى مشاركتها القياسية فى الهيئات الإعلامية الثلاث بممثلين ذوى كفاءة وقدرات. فهذه المشاركة ليست غريبة ولا هى المرة الأولى من مؤسسة عريقة، تضرب بجذورها لنحو مائة وخمسين عاما مضت، نجحت خلالها فى أن تنال ثقة كل الناطقين باللغة العربية وغيرها، واستطاعت، بتضافر الجهود مع الهيئة الوطنية للصحافة، أن تبقى واقفة على قدميها، رغم كل التحديات التى تعترى مسيرة الصحافة الورقية، وذلك عن طريق تجديد المحتوى التحريري، وتحديث الأدوات وتطويرها، واستخدام الذكاء الاصطناعي، واستغلال أصولها المتعددة بالشكل الأمثل، وإقامة مشروعات أسهمت إلى حد كبير فى فتح أبواب موارد جديدة للمؤسسة، ولا تزال هناك خطط مدروسة، وآمال كبيرة، تسعى إلى تحقيقها فى السنوات المقبلة، بما يبقى «الأهرام» دائما عند حسن ظن قرائه ومتابعيه وعشاقه فى كل مكان، وهو ما يبعث على التفاؤل مع المرحلة الجديدة للإعلام المصري.

***

بدون الإعلام لن يعرف أحد بالحقيقة الغائبة، ولا بحجم الإنجازات، ولن تكون هناك روح وطنية، ولن تكون هناك شراكة بين الدولة والمواطن فى عملية التنمية، وستكون البيئة مهيأة لاستفحال الشائعات التى تهدف إلى إثارة القلق، وزعزعة الثقة فى الاقتصاد

[email protected]
لمزيد من مقالات مـاجــــد منير يكتب

رابط دائم: