تعرفت على الدكتورة زينب زمزم عن قرب منذ أن بدأت العمل الصحفى، وقدمت لها عددًا من النصوص عن قصص الأنبياء تصلح أن تكون عملًا تربويًا وتعليميًا للأطفال من خلال أفلام الكرتون. وجدتُها تتحمس لما قدمته، تقدم لى النصائح، وتشجعنى بكل مودة، وتدفعنى إلى تجويد كتاباتى. تعلمت منها الكثير، ووجدتها تشجع الشباب، تزيد من حماستهم وثقتهم، وتدعمهم بالتوجيه. ورغم ما تبذله من جهد مع الشباب فى تطوير قدراتهم، فإنها كانت غزيرة الإنتاج بمحتوى متميز. وتتميز أعمالها بالتفاعل مع الواقع المصرى، والإلمام بالإنتاج العربى والعالمى، مع الحرص على أن يعبر العمل عن هويتنا وواقعنا، مما مكنها من حفر اسم براق على المستويين المحلى والعربى.
أخرجت الدكتورة زينب زمزم عددًا هائلًا من الأعمال الدرامية للأطفال، بلغت نحو 750 عملًا، وحصدت 76 جائزة من مهرجانات محلية وعربية وعالمية. وأفخر بأننى حصلت مع الدكتورة زينب على جوائز من الصين والهند ومركز الأديان بتكساس.
والدكتورة زينب، المتابعة لدراما وأفلام الأطفال، لها رؤية مهمة؛ إذ تنبه إلى ضرورة اهتمامنا بإنتاج أفلام تعبر عن واقعنا وثقافتنا وهويتنا لأطفالنا، وألا نتركهم عرضة للمؤثرات الخارجية ومشاهدة أعمال لا تتناسب مع واقعنا وقيمنا. ولهذا، ترى أهمية إنتاج ما يحتاجه الطفل المصرى والعربى من أعمال ذات جودة عالية تنافس المنتج العالمى. وتشير إلى ضرورة امتلاك التقنيات الجديدة والمتطورة فى إنتاج هذه الأعمال، لما لذلك من تأثير كبير على مستقبلنا وتطوير قدرات أطفالنا وتعزيز ثقتهم بثقافتهم وهويتهم وقيمهم. كما تشدد على أن الاعتماد على الوارد من الخارج، الذى لا يناسبنا، تحت بند أنه أقل تكلفة، هو أمر مرفوض. فالإنتاج الموجه للأطفال له دور أكبر من كونه سلعة أو لعبة؛ إنه عملية تربوية تؤثر على القيم والسلوك.
وقد اعترضت الدكتورة زينب على عرض أفلام مستوردة من «ديزني» تروج للمثلية وغيرها من الأفكار الغريبة، مؤكدة ضرورة حماية أطفالنا من هذا النوع من الغزو الفكرى والقيمى. كما طرحت فكرة التعاون العربى لإنتاج متميز يجمع بين الإبداع والتطور مع مراعاة القيم، وغرس حب الابتكار والتعلم، مع تكريس الهوية والقيم الاجتماعية التى تناسب مجتمعاتنا.
الدكتورة زينب تتمنى أن ترى دور عرض مخصصة لأفلام الأطفال، وقد كانت تجوب المدارس المصرية لعرض أعمالها، تبذل جهودًا شاقة لتصل إلى أطفالنا فى مختلف ربوع مصر، انطلاقًا من قناعتها بأن دراما الطفل المصرى يجب أن تكون مصرية أصيلة ومتطورة تقنيًا وإبداعيًا. وتأمل أن يصل إنتاجنا إلى المستويات العالمية باستخدام التقنيات الحديثة، وهى تدق ناقوس الخطر من إهمال هذا النوع من الإنتاج الوطنى.
أضم صوتى إلى صوت الدكتورة زينب زمزم، وأتمنى أن تقدم وزارات الثقافة والتعليم الدعم لأعمال دراما الأطفال، وأن تحظى هذه الأعمال بالتشجيع والإمكانيات والتدريب اللازم للشباب ليواصلوا إنتاجها. كما أرجو أن تكرم الدولة هذه الشخصية النبيلة والمبدعة، التى تستحق أرفع أوسمة التقدير، وأرجو أن أراها تنال جائزة الدولة التشجيعية فى أقرب وقت.
لمزيد من مقالات عــــلاء ثــابت رابط دائم: