حدث إنسانى واخلاقى وقانونى كبير ورائع يمثله ما أصدرته الجنائية الدولية من أوامر اعتقال بحق رئيس وزراء الكيان الإرهابى الصهيونى ووزير دفاعه السابق ولعلها تكون بداية استفاقة قوية وحقيقية للمنظمات الدولية بخصوص جرائم الحرب التى ارتكبوها ومازالوا فى غزة وهو الاسم القانونى الصحيح لجرائمهم كما يقول الفقيه الدستورى وأستاذ القانون الكبير دكتور على الغتيت ولى عودة بمشيئة الله فقد كان مقالى الأصلى عن الحدث الاستثنائى بإعادة الحياة إلى النصر للسيارات الذى أرجو أن يستكمل بانفراد مصرى فى جميع مراحل التصنيع والإنتاج والذى جعلنى أحاول استرجاع كثير مما عاشته مصر عبر تاريخها الطويل والعميق من نجاحات وانكسارات وشهدت من أمجاد وعداوات ورأت من أبناء عظام ونابهين واكتوت بنيران ومؤامرات وأحقاد حاقدين وطامعين فى ثرواتها وخيراتها وناهبين لكنوزها بل وأيضاَ فى أرضها أوقعت قراءاتى بين يدى وثيقة خطيرة نشرتها الأهرام فى 28أبريل 2020 وكانت مستقاة من الوثائق السرية البريطانية وبعنوان «مقترحات غريبة فى منتصف القرن الماضى لانتزاع سيناء من مصر .. نواب بريطانيون ورجال أعمال اقترحوا تأجير قطاع من شبه الجزيرة لإنشاء منطقة تحكمها الأمم المتحدة ولتكون منطقة عازلة وربما تشمل القناة بين مصر وإسرائيل.
ماذا إذا حكت مصر عن ثروات وكنوز أبنائها من القدماء وأن أعظم أقسام أهم متاحف الدنيا خاصة اللوفر فى فرنسا هو ما يضم أندر هذه المسروقات والتى مازال الكثير منها حتى الآن يباع فى أشهر المزادات فى أوروبا بأسعار ضخمة بل وصل الهوس بتراث حضارتنا القديمة إلى محاولة متحف إيطالى استنساخ ملكنا العظيم رمسيس الثانى بينما تتوالى معارض آثارنا فى الخارج ولا أعرف لماذا نذهب بها إليهم مع كل ما يمكن أن تتعرض له من أخطار وبينما نحن على وشك افتتاح متحفنا الكبير؟!.
◙ لقد أعقب إعلان إعادة الحياة الى شركة النصر للسيارات إعلان وزير الصناعة والنقل حل مشكلات شركة النصر للمسبوكات لإعادة تشغيلها بعد سنوات من توقفها وما أثق به أنه فى الطريق من إحياء لمئات من المصانع المتعثرة الى ثقة فى عودتنا الى ترتيب صحيح للأولويات وتذكر قول لمهاتير محمد إن الأمم التى تفتقد إلى ترتيب أولوياتها أمم تواجه أخطارا لا محالة واعادنى أيضاً إلى تذكر ما تمتلئ به أم الدنيا من كنوز وثروات طبيعية وبشرية وصروح صناعية شيدها عظماء من أبنائها رغم أنها فى الأصل دولة زراعية رغم صحاريها الواسعة فقد فاض وأفاض النيل من غرينه آلاف السنين حتى حول أراضى الوادى القديم إلى أراض من أخصب أراضى الدنيا وتآمر عليها المتآمرون حتى ممن يدعون أنهم من أبنائها وأباحوها للتجريف والبناء فوقها وتتوالى الآن حملات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه منها وتستكمل بالخروج للزراعة فى صحارينا التى كتبت من قبل أنها صحارى صديقة وطيبة ينام تحت رمالها الصفراء مخزونها من تخصيب النيل مما يقلل من قدر ما يتكلفه استصلاح الصحراء وزراعتها ... علاوة على ما يوجد فى وسع صحاريها من رمال بيضاء وسوداء كانتا تباع بتراب الأموال حيث تصنع من الأولى أندر الزجاجيات وتدخل الثانية فى الصناعات العسكرية واكتشفت مؤخرا أنه توجد فى المنيا عروس الصعيد جبال من أحجار الكالسيوم التى تدخل فى صناعات نادرة علاوة على الفوسفات والمنجنيز ومناجم الذهب التى صنع منها أجدادنا القدماء أندر الآثار ويظل من أعظم كنوز أم الدنيا ثرواتها البشرية من المبدعين فنا وعلما نحتاج لأن نحسن استثمار كثير منهم ولا نتركهم للدنيا تتخاطفهم فى جامعاتها ومراكزها العلمية أو تستوحى ما أبدع أبناؤها من فنون أو تتخاطفهم بإغراءات المال التى لا تعوز أم الدنيا إذا أحسن ترشيد وإدارة ما تمتلكه من ثروات فى جميع مجالات الحياة وأرجو من الخالق عز وجل أن يمنحنى العمر والقدرة لأكتب كتابا عما يمكن أن تقوله أم الدنيا والتاريخ عما شهدته من عجائب علاوة على ما تضمه منها وما كتبه من خلب لبهم وأطار عقولهم ممن جاءوها من غزاة وفاتحين وعشاق من المبدعين والمفكرين والرحالة والمكتشفين والدارسين فى مكتبة الإسكندرية القديمة قبل احتراقها.
◙ مؤشرات إعادة الحياة لمجموعة من صروحنا الصناعية ابتداء بالنصر للسيارات ومصانعنا للغزل والنسيج والبدء فى تدريب عمالها على أحدث التقنيات أعادت إلى الزهو والمجد الذى عاشته أجيالنا فى سنوات شبابها وهى تحس بالأمان والاطمئنان الذى تحسه الشعوب عندما تمتلك مقومات قوتها واستغنائها واعتمادها على ذاتها عندما ركبنا السيارة نصر ولبسنا أروع منتجات المحلة للغزل والنسيج واستخدمنا مفروشاتها الجميلة التى استخدمها الإنجليز فى القصور الملكية بالإضافة إلى روائع منتجاتنا من مصانع الحراريات والمعلبات الغذائية وعندما كانت علامة صنع فى مصر أو صنع من الإقطان المصرية من أعظم وأشهر العلامات فى الدنيا وقبل ان تحدث الخصخصة لبعض القلاع الصناعية وكان أول ما بيع منها شركة نوباسيد لإنتاج وحفظ البذور المصرية والتى يتجاوز بعضها أسعار الذهب بينما كانت تزدهر شركة هزيرا الإسرائيلية لإنتاج البذور أو سرقتها ونسبتها لأنفسهم.
إننى أكتب من ذاكرة ما كتبت وأشدت بما تحقق من أنجازات وقاومت ما حدث من انكسارات ومحاولات لسلب أعظم القوى الذاتية الزراعية والصناعية والحضارية والثقافية التى تمتلكها مصر والمحاولات الآثمة لجعلها دولة تابعة ومستوردة لأغلب مقومات وعناصر استقواء واستغناء الأمم لذلك لا أتفق مع تعبير أملاك الدولة وأراها أولا وأخيرا أملاك الشعب والذى يجب أن يخضع كل ما يحدث لها لمكاشفات ومصارحات وآراء خبراء وطنيين أمناء فى كل مجال.
لمزيد من مقالات سكينة فؤاد رابط دائم: